التحرر الحقيقي والتحرر المزيف .. دعوات مشبوهة ورموز مشبوهة

د. محمد مورو

فرق كبير بين التحرر الحقيقي للمرأة والتحرر المزيف لها، التحرر الحقيقي للمرأة العربية والمسلمة هو تسليحها بالوعي بحقوقها الضخمة في الإسلام ودفعها لممارسة دورها الطبيعي الذي فرضه عليها الإسلام أو أتاحه لها، أما التحرر المزيف فهذا الذي يدعوها إلى الانسلاخ عن دينها وثقافتها والاندماج في ثقافة الغرب.

* التحرر الحقيقي للمرأة ورموزه:

والتحرر الحقيقي للمرأة هو دفاعها عن دينها ووطنها ونضالها ضد الظلم وتحملها مسئوليات الدعوة إلى الله أو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أو طلب العلم وتحريضها أبناءها وزوجها وإخوتها على حمل الأمانة والتحدي الحضاري ومشاركتهم في ذلك، أما التحرر المزيف فهو دعوتها إلى مهادنة الظلم أو القبول به وبدعوته وبتقاليده وقيمه وأفكاره وسلوكه.



والتحرر الحقيقي هو تمسك المرأة بهويتها الإسلامية فكرًا وسلوكًا وتمسكها بهدى الإسلام الأخلاقي، أما التحرر المزيف فهو جريانها وراء أزياء الغرب والإباحية والشذوذ والتحلل الأخلاقي.

وعندما يدعو الشيخ حسن البنا 1 في "رسالة التعاليم" المرأة المسلمة ألا تأكل ولا تلبس إلا من صنع وطنها، فهذا هو التحرر الحقيقي، لأن هذا نوع من المقاطعة الاقتصادية للاستعمار وقطع خيوط التبعية معه، أما هؤلاء الذين يدعون المرأة إلى الجري وراء الموضة وأحدث الأزياء فهم يدعونها إلى الخضوع الاقتصادي والثقافي للغرب، بل ويروجون لسلع الغرب ويحققون أقصى ما يطمع فيه الغرب وهي التبعية الاقتصادية.

إن المرأة المسلمة حين تلتزم بالزي الإسلامي والآداب الإسلامية في اللبس والزينة فإنها في حقيقة الأمر تطيع الله أولاً ثم هي تحقق استقلالاً اقتصاديًا لبلدها وتقطع خيوط التبعية الاقتصادية للغرب، فليس جديدًا أن نعرف أن بيوت الأزياء ومصانع الغرب تكسب كثيرًا جدًا من ترويج بضاعتها من ملابس وأدوات زينة وغيرها في بلادنا.

التحرر الحقيقي هو الذي مارسته النساء اللاتي قاومن الحملة الفرنسية في مختلف الأماكن وكذا حملة فريزر والحملة الإنجليزية الثانية سنة 1882، ثم قتالهن ضد الاستعمار الإنجليزي ثم ضد الاستبداد السياسي، هذا التحرر الحقيقي هو ما عرفته المرأة التي أطلقت النار على نابليون أو شاركت الرجال في قتال الفرنسيين أو التي تبرعت للمجهود الحربي للجيش المصري سنة 1882 أو هؤلاء اللاتي سقطن شهداء في الإسكندرية سنة 1882 أو في حادثة دنشواي، أو أثناء ثورة 1919 أو من تصدين للاستبداد الناصري، والتحرر المزيف هن النسوة اللاتي ارتبطن بجنود الاحتلال الفرنسي أو الإنجليزي أو عقدن الصفقات مع مؤسسات المال الأمريكية لتمويل مؤتمراتهن المشبوهة.

رموز التحرر الحقيقي هُنَّ المرأة التي أطلقت النار على نابليون في الإسكندرية سنة 1798، أو اللائي قاتلن الفرنسيين في الوجه البحري والقبلي، أو هؤلاء اللائي أعدمن بتهمة الاشتراك في ثورة القاهرة الأولى أو هؤلاء اللاتي شاركن في ثورة القاهرة الثانية، أو هؤلاء اللاتي استشهدن في طوابي الإسكندرية سنة 1882 أو داخل المدينة، أو هؤلاء اللاتي استشهدن في طوابي الإسكندرية سنة 1882 أو داخل المدينة، أو هؤلاء اللاتي تبرعن بالمال وغيره للمجهود الحربي المصري سنة 1882، أو اللاتي نظمن المظاهرات في ثورة 1919، واللاتي سقطن فيها شهيدات، أو هؤلاء اللاتي تصدين للاستبداد الناصر مثل زينب الغزالي، وحميدة قطب. والسيدة أم أسامة زوجة المستشار حسن الهضيبي، أو اللائي وقفن بجانب أبنائهن عقب حادثة المنصة سنة 1981 مثل أم خالد الإسلامبولي.

أما رموز التحرر المزيف فهن اللاتي دُرْنَ مع جنود الاحتلال الفرنسي 1798 – 1801 مثل هوى وشوق أو اللاتي أخذن التمويل من مؤسسات فورد كونديش وغيرها مثل نوال السعداوي.

دعاة التحرر الحقيقي أمثال مصطفى كامل ومحمد فريد فريد وحسن البنا ، ودعاة التحرر المزيف أمثال قاسم أمين ولويس عوض وأمينة السعيد ونوال السعداوي.

فمصطفى كامل حين يتصدى لقاسم أمين ويرد على ما يروجه بشأن الدعوة إلى الانحلال وتقليد سلوك الغرب بالنسبة إلى المرأة، وحين يكشف حقيقة تلك الدعاوى المريبة فإنه هنا كان يدافع عن التحرر الحقيقي للمرأة، لأنه كان يدعوها في الوقت نفسه للنضال ضد الاحتلال، ورفض ثقافة هذا الاحتلال وعدم تقليده في العادات والسلوك بل التمسك بالعادات الإسلامية الوطنية والسلوك الإسلامي الوطني والزي الإسلامي الوطني2.

ومحمد فريد كان من دعاة التحرر الحقيقي للمرأة حينما بذل جهوده في فتح المدارس والمعاهد للبنيين والبنات على السواء، وعندما دعا لجعل تعليم البنات إلزاميًا في المرحلة الابتدائية وفي نفس الوقت حرص على دعوة المرأة إلى النضال ضد الاحتلال والتمسك بالثقافة الإسلامية الوطنية ورفض الثقافة الاستعمارية3.

والإمام حسن البنا كان من دعاة التحرر الحقيقي للمرأة حين طالبها بطلب العلم والتزود منه، وحين طالبها بأداء دورها في الدعوة إلى الله أو النضال ضد الاستعمار وحين طالبها بالعمل على التمسك بالعادات الإسلامية ونبذ العادات الغربية الاستعمارية، وحين طالبها بمقاطعة منتجات الاحتلال وألا تأكل أو تلبس إلا من صنع يديها، بل قام بعمل خاص بالأخوات المسلمات كانت المرأة المسلمة تمارس من خلاله نشاطها السياسي والاجتماعي والخيري، وقام بإنشاء العديد من المدارس "مدارس أمهات المسلمين" في أكثر من مدينة مصرية، وقد بدأت هذه المدارس بمدرسة أمهات المسلمين بالإسماعيلية، وكان لقسم الأخوات المسلمات دور هام في أثناء عمليات الاعتقال والسجون التي لحقت بالحركة في عهد عبد الناصر حيث قامت الأخوات المسلمات بزيارة أسر المسجونين وتقديم الرعاية لهم، وكذلك إعداد الطعام والملابس للإخوان المسلمين بالسجون4.

وكان لقسم الأخوات المسلمات دور هام في النضال السياسي ضد الاحتلال الإنجليزي، ففي مجلة الإخوان المسلمين الصادرة في 5 مارس 1946 نشرت المجلة برقية أرسلها قسم الأخوات المسلمات إلى المندوب السامي البريطاني بالقاهرة تحتج فيه الأخوات المسلمات على اعتداء جنود الجيش البريطاني المحتل على المصريين الآمنين5.

التحرر المزيف للمرأة وموزه:

هذا هو التحرر الحقيقي للمرأة المسلمة، أما التحرر المزيف فهو الذي يدعو إلى الانحلال والتخلي عن ثقافتنا وهويتنا والاندماج في ثقافة الاستعمار والرضى بوجوده في بلادنا، فها هو لويس عوض مثلاً وهو المنحاز إلى الاستعمار والثقافة الاستعمارية، بل ويعتبر أن الحملة الفرنسية على مصر لم تأت من أجل الاحتلال والاستعمار ولكن من أجل تحرير مصر!

بل ويعتبر المتعاونين مع الحملة أي الخونة من أمثال يعقوب وفرط الرمان هم دعاة التحرر الوطني ورموز القومية المصرية! وهو الذي يدافع عن وجود الإنجليز في مصر ويعتبر كل من قاوم الاحتلال من أمثال الأفغاني والنديم ومصطفى كامل ومحمد فريد ما هم إلا مجموعة من المهرجين أو العملاء أو ضيقي الأفق!، بل ويدعو إلى نبذ اللغة العربية واستخدام العامية وغيرها من الدعوات المشبوهة 6، هو نفسه الذي يعتبر رموز تحرر المرأة المصرية هي هوى وشوق وغيرهما من اللائي درن مع جنود الاحتلال وأقمنا علاقات جنسية مع الفرنسيين أي أنه يعتبر المومسات والمتعاونات مع جنود الاحتلال بالسلاح وهن اللاتي ذكرناهم في فصل سابق، وخاصة هؤلاء اللاتي أعدمن بسبب اشتراكهم في ثورة القاهرة الأولى، وهذه التي أطلقت النار على بونابارت في أول أيام دخوله إلى الإسكندرية في إحدى حواري الإسكندرية7.

يقول لويس عوض "أما عن 1800 فهو عام تحرير المرأة لأن هذا العام شهد بدايات حركة السفور وانطلاق نساء القاهرة لمخالطة الفرنسيين ومحاكاتهم في الزي والسلوك"8

وينقل لويس عوض عن الجبرتي في قوله "إن الجواري السود فإنهن لما علمن رغبة القوم في مطلق الأنثى ذهبن إليهم أفواجًا فرادي وأزواجًا فنططن الحيطان وتسلقن إليهم من الطبقات ودلوهم على مخبأة أسيادهم وخبايا أموالهم ومتاعهم إلى غير ذلك"9

وعلى الرغم أن الجبرتي هنا يصف أوضاعًا اجتماعية جزئية صاحبت الاحتلال وترتبت عليه إلا أن لويس عوض يعتبرها ثورة تحرير للمرأة، ويعلق جلال كشك على ذلك قائلاً "ومع أن الجبرتي لم يترك فرصة لسوء الفهم هذا فإن لويس عوض يصر على أنها ظاهرة عامة نابعة عن ثورة تحريرية وليست حالة انهيار تحدث في جميع المجتمعات التي تتعرض للاحتلال والنهب والسلب والتجويع" ويضيف جلال كشك "لويس عوض مؤرخ المدرسة الاستعمارية يجعل انحطاط المرأة إلى حد التكسب بالجنس ثورة نساء وبداية تحرر المرأة"10

ولنعرض مزيدًا من وقاحات لويس عوض يقول لويس عوض "وليس هناك ما يدعو إلى الظن بأن كل من خالط الفرنسيين أو حاكاهم أو قبل وجوها من حضارتهم قد فعل ذلك عن فُجْر وافتتان بأسلوب الحكام – وهو ظاهرة اجتماعية وإنسانية – أو عن مصلحة ذاتية أو رغبة في التزلف إلى الحكام، ولا شك أن تحرير المرأة على النحو العملي هذا الذي وصفه الجبرتي كان حركة اجتماعية بالمعنى المألوف وتعبيرًا عن رأي عام وفي شرائح معينة من مختلف مستويات المجتمع المصري بضرورة الانفتاح لهذه الحضارة الحديثة والقيم الاجتماعية الحديثة التي جاء بها الفرنسيون من أوروبا"11

وبالطبع فإن الجبرتي لم يقصد هذا الذي استنتجه لويس عوض بل كان يرصد ظاهرة يرفضها هو وكل المؤرخين المحترمين، ولكن لويس عوض يريد أن يجعل من الدعارة مع جنود الاحتلال تحررًا ويريد أن يجعل من ظاهرة جزئية منحطة ومرفوضة ظاهرة اجتماعية تريد الانفتاح على الحضارة الحديثة التي جاء بها الفرنسيون من أوروبا، وبالطبع لويس عوض يدعو إلى الأخذ بتلك الحضارة وسلوكها وقيمها بل ويقدم لنا رمزين لتحرر المرأة من أسوأ ما يكون.

أولهما: هي زينب البكرية، وثانيهما هي: هوى.

فأما زينب البكرية التي يقدمها لنا لويس عوض على أنها رائدة التحرر فهي بنت الشيخ البكري وهو أحد الخونة والعملاء الذين تعاونوا مع الاحتلال الفرنسي، وما دام متعاونًا مع الاحتلال أي خائنًا لبلاده فلا مانع لديه أن يتخلى عن عرضه وشرفه، فيقدم ابنته القاصر التي كانت تبلغ ستة عشر عامًا في ذلك الوقت إلى جنود الاحتلال للتمتع بها لينال بذلك الحظوة لدى الاحتلال، وهذا بالطبع أسوأ ما يكون الرمز والمثل.

أما هوى فهي امرأة ساقطة تعيش مع أي صاحب سلطان سواء كان مملوكيًا أو تركيًا فرنسيًا، وتهرب من هذا إلى ذاك، أو تهرب منهم جميعًا 12

* قاسم أمين داعية للتحرر المزيف:

أما قاسم أمين الذي يعتبره كل رواد ودعاة حركة تحرر المرأة المزيف رائدًا له، فأمره محير، فهو مؤلف كتاب "المصريون" سنة 1894 باللغة الفرنسية، وقد أورده الدكتور محمد عمارة الكاملة لقاسم أمين13 وهو كتاب دافع فيه قاسم أمين عن الإسلام وعن المرأة المسلمة كأفضل ما يكون الدفاع وكأنه شيخ متعصب بل ومتزمت، وهو في كتابه الثاني "تحرير المرأة" يقف موقفًا وسطًا قريبًا من مدرسة الإمام محمد عبده التوفيقية، وفي كتابه الثالث "المرأة الجديدة" يدعو إلى خلع الدين تمامًا والتبرؤ من الإسلام والأخذ بكل الثقافة الغربية فيما يخص المرأة، بل يهاجم الإسلام هجومًا مريرًا.

وبعيدًا عن الخوض في أسباب هذا التغير في فكر قاسم أمين، فإن ما يعنينا هنا أن مدرسة التحرير المزيف للمرأة أخذت كتابه الثالث واعتبرته مرجعًا لتحرير المرأة بل واعتبرت قاسم أمين، رائدًا لتحرير المرأة والمسألة هنا ليست قيمة فكر قاسم أمين المضطرب ولا دعوته ولكن المسألة في أصلها كما هي دائمًا مسألة أن هؤلاء الذين يرفعون رايات تحرر المرأة، المزيف لا يريدون إلا القضاء على الإسلام والكيد له، وذلك بالطبع خدمة لأسيادهم ومحركيهم من الأوروبيين والأمريكيين الذين يدركون أن الإسلام هو وحده العقبة الرئيسية للسيطرة على بلادنا ونهبها وتنفيذ مخططاتهم فيها.

ومما يؤكد هذا الأمر أن قاسم أمين الداعي إلى تحرير المرأة، هو نفسه الذي يقف معارضًا لتحرير مصر من الإنجليز بل يهاجم كل زعماء حركة التحرر الوطني في ذلك الوقت أمثال مصطفى كامل ومحمد فريد، ولأن مصطفى كامل كان يفهم الدافع وراء قاسم أمين وحقيقة دعواه فإنه تصدى بنفسه كتاب جريدة "اللواء" الناطقة بلسان الحزب الوطني في ذلك الوقت لتفنيد آراء قاسم أمين والتأكيد على المضمون الحقيقي لتحرر المرأة المسلمة.

قاسم أمين هو أحد المروجين للاستعمار، وهو أحد أعضاء حزب الأمة وهو الحزب المعروف بولائه للإنجليز وخيانته للقضية الوطنية، ولم يكن عجيبًا أن تدافع "الجريدة" وهي صحيفة حزب الأمة عن قاسم أمين وآرائه لأنها تصب في خانة خدمة الإنجليز.

"قاسم أمين محرر المرأة نفسه الذي يصف مصطفى كامل بأنه نصاب، وهو الذي يرى أن الاستعمار الإنجليزي هو الذي حررنا وأسرف في تحريرنا فقد كنا محكومين بالاستبداد، ولما احتلنا الجيش البريطاني وأصبحت مصر تحكم من دار المندوب السامي أصبحنا أحرارًا ونحب الحرية وبدأ التعليم الصحيح ينتشر بين أفراد أمتنا14

أما عن نوال السعداوي فقد كشفها وعراها زميلاتها في حركة تضامن المرأة المزعوم، وقد اعترفت نوال السعداوي بنفسها بأن الذين مولوا مؤتمر تضامن المرأة المنعقد في القاهرة سنة 1986 في أفخم فنادقها وهو فندق النيل كانوا من الهيئات الأجنبية المشبوهة.

تقول جريدة "الأهالي" وهي جريدة قريبة الاتجاه لأمثال د. نوال السعداوي وليس من مصلحتها فضحها ومع ذلك اضطرت للاعتراف بالحقيقة فنقلت اعترافات نوال السعداوي – تقول جريدة الأهالي "عندما سألت إحدى المشتركات عن مصادر تمويل هذا المؤتمر أجابت د. نوال السعداوي رئيس المؤتمر ورئيس جمعية تضامن المرأة العربية أن هناك بالفعل جهات أجنبية قامت بتمويل المؤتمر فقد أرسلت رسائل إلى ما يقرب من مائة جهة طلبًا لتمويل المؤتمر واستجابت لها ثلاث جهات فقط هي جمعية نوفيك الهولندية، ومكتب مؤسسة فورد فونديشن الأمريكية بالقاهرة، ومكتب اكسفوان الأجنبي بالقاهرة، وأضافت د. نوال السعداوي أن مكتب مؤسسة فورد فونديشن بالقاهرة هو الذي تحمل نفقات سفر المشاركات فقط وتحملت المكاتب الأخرى باقي النفقات، وقالت د. نوال السعداوي إن مكتب هيئة المعونة الأمريكي في القاهرة "الأيد" سوف سيتحمل نفقات طبع كتاب باللغة العربية والإنجليزية لأهم الأبحاث التي نوقشت في لجان المؤتمر "15

وبالطبع كان من البديهي أن تنسحب الشخصيات النسائية والوفود النسائية التي ما زال لها بقية من احترام نفسها
أو تلك التي لا تريد أن تسقط ورقة التوت عن عورتها في هذا المؤتمر المشبوه الذي افتضح أمره.

وكانت وما زالت تلك الحركات المشبوهة تستخدم قضية تحرير المرأة كقفاز للهجوم على الإسلام، وها هي إحدى السيدات تقول تلك الحقيقة بعد أن اكتشفتها من خلال هذا المؤتمر، تقول السيدة نفيسة عابد في مجلة صباح الخير "ولست أدري لماذا يهاجم الإسلام من بعض الذين يدعون
أو يدعون الدعوة إلى حرية المرأة أو المطالبة بحقوقها، فهذا الهجوم يحمل في طياته ما يقنعني تمامًا بعدم صدق دعواهم"16

ونقول لهذه السيدة عليك الآن أن تدري أن تلك الدعوات والمؤتمرات والحركات ما صنعت أساسًا من أجل المرأة، بل من أجل الهجوم على الإسلام خدمة لأهداف الغرب الاستعماري.

وهكذا فإن الحقائق الواضحة حول حركة تحرير المرأة الحقيقي وحركة تحرر المرأة المزيف تقول إن حركة تحرر المرأة الحقيقي هي تلك التي تؤكد على مقاومة الاحتلال ورفض الاستبداد والتمسك بالهوية والثقافة الوطنية، وأن حركة تحرر المرأة المزيف ما هي إلا حركة مصنوعة وممولة من الاستعمار ويقف على رأسها المشبوهون والمشبوهات ممن تعاونوا مع الاحتلال ودعوا إلى رفض الثقافة الوطنية والاندماج في ثقافة المحتل، فهذه الحركة المزيفة ما هي إلا قناع للهجوم على الإسلام لخدمة أهداف الاستعمار باعتبار أن الإسلام هو العقبة الرئيسية أمام المخططات الاستعمارية وباعتبارها الإيديولوجية الوحيدة القادرة على تحقيق النهضة والتقدم في بلادنا، ولنتأمل في قول المبشرة أنا ميليمان: "ليس هناك طريق لهدم الإسلام أقصر مسافة من إبعاد المرأة المسلمة والفتاة المسلمة عن آداب الإسلام وشرائعه".

1- رسالة التعاليم، وقد جاء فيها في هذا الصدد "على المرأة المسلمة أن تخدم الأمة الإسلامية بتشجيع المنتجات الإسلامية، وأن تحرص على القرش فلا يقع في أيد غير إسلامية، فلا تأكل ولا تلبس إلا من صنع وطنها الإسلامي".

2- الرافعي – مصطفى كامل – دار المعارف.

3- الرافعي – محمد فريد – دار المعارف.

4- محمود محمد الجوهري – الأخوات المسلمات وبناء الأسرة القرآنية- دار الوفاء – 1989 – المنصورة.

5- نقلاً عن محمود محمد الجوهري – مرجع سابق.

6- أحمد محمد شاكر ، أباطيل وأسمار.

7- د. محمود مورو – صفحات من كفاح الشعب المسلم في مصر – الزهراء للإعلام العربي – القاهرة – 1992.

8- لويس عوض – تاريخ الفكر المصري الحديث – الجزء الأول.

9- نفس المرجع السابق.

10- محمد جلال كشك – ودخلت الخيل الأزهر – دار المعارف.

11- لويس عوض- مرجع سابق

12- محمد جلال كشك – مرجع سابق.

13- د. محمد عمارة – الأعمال الكاملة لقاسم أمين.

14- نقلاً عن جلال كشك – جهالات عصر التنوير – مكتبة التراث الإسلامي – القاهرة –1990.

15 - جريدة الأهالي – سبتمبر 1986 وانظر أيضًا أخبار اليوم – روز اليوسف وغيرها من الصحف والمجلات التي غطت أخبار المؤتمر .

17 - مجلة صباح الخير – سبتمبر 1986

موقع المسلم


JoomShaper