قابل مندوب صحيفة لوموند الذائعة الصيت مجموعة من المسلمات المقيمات بفرنسا بجانب بعض المسلمات الفرنسيات اللاتي أسلمن بعد بلوغهن سن النضج . ولقد عايش المجتمع الفرنسي القضية التي أثارت الرأي العام الفرنسي والتي أثارتها مدرسة فرنسية حين قادت حملة ضد ارتداء الطالبات الحجاب الإسلامي والذي يغطي الرأس والأذنين والعنق لدى المرأة المسلمة .
ولقد وجد صدي خبر هذا المنع لدى العالم الإسلامي ردود فعل غاضبة ولا سيما وأن فرنسا ظلت على مدى التاريخ الحديث تتشدق بأنها الدولة الراعية لحقوق الإنسان في العالم , والكل يعلم أن من أهم أولويات الحرية الشخصية حرية ارتداء الملابس , فلا يحق لكائن ما أن يفرض على الآخر نوعية الملابس أو التي سوف يرتديها أو اللون الذي يختاره لها.
وحينما زار الرئيس الأمريكي الجديد فرنسا وألقى خطابا هنالك أستهجن القرار الصادر في هذا الصدد مما أثار حنق الشعب الفرنسي ومن ثم تطور الأمر إعلاميا حيث بدأ بعض الصحفيين يقفون مع رأي أوباما ويحتقرون القرار السابق والمقيد للحريات ممثل في منع الحجاب.
وفي هذا الصدد تحرك مندوب صحيفة اللوموند ليستطلع الآراء ومن تلك الآراء :
تقول السيدة باتا كيالي: تسكن بالقرب مني جارة مسلمة وهي لا ترتدي الحجاب ولديها بنت بالمدرسة , فجأة ارتدت الحجاب ولم يتدخل أحد في هذا الأمر من عائلتها لإقناعها ولكن تم ذلك بقناعتها الشخصية.
وحينما ناقشت تلك الفتاة قالت لي " لقد توصلت لقناعة أن الإسلام هو الدين القيم في هذا العصر وأنني فخورة بارتداء هذا الزى الذي يقربني من الله تعالى ويبعد عني شبح الفجور والدعارة .
وحينما صدر ذلك القرار توقفت الفتاة من الذهاب للمدرسة, أليس هذا المنع يعتبر تدخلا سافرا في الحقوق الخاصة بتلك الفتاة؟
أما المسلمة الفرنسية أنوك أيما والتي لم يتعد إعلان إسلامها قرابة الخمس سنوات فقد قالت " أنني فرنسية واعتنقت الإسلام منذ نحو خمس سنوات, وأنني أرتدي هذا النقاب عن قناعة خاصة بي ولم يجبرني أحد على ارتداءه , وأتحدى الصحف بإجراء استبيانات لتدرك أن غالبية النساء اللاتي يرتدين الحجاب يرتدينه عن قناعة وغير مجبرات البتة من ذويهن , حيث أنه يرمز للطهر والنقاء الذي يدعونا له ديننا الحنيف.
وتضيف أنوك " قبل إعلان إسلامي كنت أقرأ في الصحف الفرنسية أن المرأة الأفغانية مجبرة على ارتداء الشادور من قبل رجال طالبان المتشددين , ولكن عقب إعلان إسلامي أدركت أن نحو 90% من النساء الأفغانيات لم ينزعن الشادور عقب انهيار حكم طالبان , وإن المرأة الأفغانية ترتدي الشادور عن قناعة .
وقابل مندوب صحيفة اللوموند مسلمة فرنسية أخرى ترتدي الحجاب وتقول :" بعد دراستي المكثفة للأديان السماوية أدركت أن الإسلام هو الدين القائم على أسس ثابتة لإسعاد البشرية , ولذا استهجنت القرار الصادر من السلطات الفرنسية بمنع الطالبات من دخول الصفوف الدراسية وهن يرتدين الحجاب الإسلامي , لماذا لا يمنع القانون الفرنسي الفتيات اللاتي يرتدين ملابس فاضحة من الدخول لقاعات الدراسة؟
ولماذا تمارس كل الطوائف والأثنيات طقوس دينها وترتدي الملابس التي تلائمها بينما يمنع المسلمين من ذلك ؟
وهكذا يدين الشعب الفرنسي نفسه ولكن بعد ماذا !!!! أليس بعد الإدانة التي أدانها له الرئيس الأمريكي أوباما !! لم يستمع للإدانات السابقة والتي جاءت من جميع شعوب الدول العربية والإسلامية.
المصدر: لوموند
ترجمة: يوسف وهباني