"المرأة، أول من يطبخ وأخر من يأكل"
بقلم كوماري كارانداوالا/وكالة انتر بريس سيرفس
نيويورك, سبتمبر (آي بي إس) -
أجمعت خبيرات وناشطات علي إدانة "الحكومات الامبريالية" وخاصة الولايات المتحدة باعتبارها "زعيمة الرأسمالية الاحتكارية" في العالم، وكذلك العولمة الاقتصادية التي تقوض حقوق المرأة وتضطهد الفقراء.
هذا وتحدثت انتر بريس سيرفس مع عدد من الخبيرات من بينهن الدكتورة أزرا طلعت سعيد مؤسسة "الجذور من أجل المساواة" في جامعة كراتشي؛ ومونيكا مورهيد من شبكة صحوة المرأة، ومقرها في نيويورك وبوسطن؛ وإني ليتساري انداياني رئيسة التحالف الدولي من أجل المهاجرين، وماري بوتيا من الفريق التنسيقي للمؤتمر.
فأجمعن علي إدانة "الحكومات الإمبريالية" والولايات المتحدة على وجه الخصوص باعتباره زعيمة "الرأسمالية الاحتكارية". وشددن على أن العولمة الاقتصادية، حسبما تمارس حاليا، إنما تعوق حقوق المرأة وتضطهد الأفراد المنغمسين بالفعل في مستنقع الفقر.
وأفادت أزرا طلعت سعيد، مؤسسة منظمة الجذور من أجل المساواة، أن المؤتمر إعتمد تأسيس هذه الحركة التي أصبحت تسمي تحالف النساء العالمي وتعتزم عقد أول إجتماع لجمعيتها العامة في العام المقبل.
وقالت أن الزخم الأكبر سوف يأتي من المنظمات الشعبية النسائية والنساء اللائي تواصلن الكفاح من أجل المساواة في العالم الثالث، "أقول العالم الثالث لإني لا أتفق مع التسميات الغربية لدوله ك "بلدان نامية”. هذه البلدان هي العالم الثالث”.
وأشارت إلي مثال منظمتها التي تمثل شبكة من المنظمات المعنية بالقانون والتنمية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، ويعمل فيها كل من الرجال والنساء.
وبسؤالها عن صحة ما يتردد من أن تحالف النساء العالمي يربط قضايا المرأة وإنتهاك حقوقها ب "الحكومات الامبريالية الرأسمالية"، أجابت مونيكا مورهيد، من شبكة صحوة المرأة ومقرها في نيويورك وبوسطن، مؤكدة أن "هذا صحيح”.
وشرحت لوكالة انتر بريس سيرفس أن "الحكومات الرأسمالية هي حكومات إمبريالية تقوض حقوق المرأة. الحكومات الامبريالية لم تحقق العدالة الاجتماعية والمساواة للمرأة. الولايات المتحدة لم تقدم أي شيء من أجل المرأة. فقد أتت معظم المكاسب التي جنتها المرأة نتيجة للأنشطة والجهود التي بذلتها النساء”.
وأكدت أن "هذا التحالف يجب أن يكون عالميا لأن هناك الكثير من العنف الذي تقاسي منه المرأة من جراء الرأسمالية. الأزمة الاقتصادية الأخيرة تجتاح العالم بأسره. والولايات المتحدة هي دولة إمبريالية تمارس الاستغلال البشع. ما الذي تقدمه في المقابل للبلدان النامية... حيث الاستغلال متفشي على أي حال”.
وأضافت أن "الولايات المتحدة تعاني الآن. وهناك 30 مليون شخصا لا يعملون أو يعملون دون المستوي. كذلك فقد تجمع 30،000 شخصا للمناداة بسكن بأسعار في متناول اليد. لكن المرأة هي الأكثر معاناة”.
وبسؤالها عن القضايا الرئيسية المزمع طرحها علي إجتماع الجمعية العامة لتحالف النساء العالمي في 2011، قالت أزرا طلعت سعيد أن "الجوع قضية كبيرة جدا”.
وأفادت أن هناك مشكلة نقص الغذاء خاصة بالنسبة للمرأة في باكستان. "هذا هو نتيجة كون المرأة أول من يطهي الطعام وآخر من يتناوله. المرأة تشكل أكبر نسبة من الجائعين. كما جاءت الخصخصة بتداعيات رهيبة على المواد الغذائية. النساء والفتيات يعانين من الجوع أكثر وأكثر في يومنا هذا”.
ثم أشارت إلي "المسألة الكبيرة الثانية" الا وهي وضع المرأة في مناطق النزاعات حيث تجري عمليات ميدانية في دول كأفغانستان والعراق وباكستان. والقضية الهامة الثالثة هي حقوق العمال، والرابعة معدل البطالة المرتفع للغاية.
"لقد أفادت الأمم المتحدة إن أكبر عدد من العاطلين هم من الشبان. ثم هناك قضية حقوق العمال وإستغلال النساء، اللائي لا تتقاضين ولا حتي خمسة سنتات عن يوم عمل كامل.وفي المقابل، نراهم يمنحون القروض لتمويل مشاريع صغيرة بأسعار فائدة مرتفعة جدا”.
وبدورها، أفادت إني ليتساري انداياني، رئيسة التحالف الدول من أجل المهاجرين، وكالة انتر بريس سيرفس أن معظم المشاركات في المؤتمر هن ضحية الإستغلال وبالتالي سيتم التركيز أيضا علي قضية الإستغلال.
“لقد إقترحت منظمة العمل الدولية في إجتماعها في يونيو من هذا العام، مشروع إتفاقية عمل تخص عاملات الخدمة المنزلية. نحن بحاجة لمواصلة الجهود لحمل الحكومات علي إتخاذ معايير دولية في هذا الإتجاه، وهو ما وافقت عليه غالبية البلدان”.
وأشارت الخبيرة إلي قرار إجتماع منظمة العمل الدولية الأخير بإعداد مشروع إتفاقية جديد لمناقشته أثناء إجتماعها في العام المقبل. "بهذا سوف تستفيد عاملات الخدمة المنزلية أخيرا، بشكل منصف، من الاقتصاد الاجتماعي العالمي”.
هذا وفيما شاطرت ماري بوتيا، عضوة الفريق التنسيقي للمؤتمر، الأراء المذكورة آنفا، أجابت علي سؤال لوكالة انتر بريس سيرفس عما إذا كانت وفودا من الإتحاد الأوروبي قد شاركت في أعماله، قائلة أن عدد المشاركين تجاوز 300، من بينهم مندوبين من ألمانيا والنرويج علي سبيل المثال.
وعن توقعاتها لتأثير رسالة المؤتمر لرئيس الفلبين بينيغو اكينو الثالث لصالح 43 سجينة في الفلبين، قالت أنه تم إعتقال تلك النساء العاملات في خدمات الرعاية الصحية في فبراير هذا العام، وأن هذه ليست هي المرة الوألي التي يتلقي فيها الرئيس الفلبيني رسائل من هذا النوع ، “وسنمارس المزيد من الضغوط عليه”.(آي بي إس / 2010)