فتحت إسرائيل أبواب جهنم حينما بدأت في غزو قطاع غزة, لم تكتف بقتل المدنيين في منازلهم ولكنها استهدفت الأطفال والنساء بداخل مدارس الأنروا وهي المدارس التابعة للأمم المتحدة , ولقد مات في هذا القصف نحو 43طفلا.
وإن ننس لا ننس ما فعلته إسرائيل بقتلها نحو 17,500مدني ومعظمهم من الأطفال والنساء
, وفي حرب عام 1982م حينما غزت إسرائيل دولة لبنان أقدمت علي قتل نحو 1700لبنانيا بمجزرة " صبرا وشاتيلا " , وفي عام 1990م , أرتكب الجيش الإسرائيلي مجزرة قانا حينما قتل نحو 106فلسطينيا من اللاجئين المدنيين وكان نصفهم من الأطفال وتم ذلك في احدى القواعد التابعة للأمم المتحدة !!
أما مجزرة " ماروا حين " فقد تم غش اللاجئين بضرورة الهروب وحينما نفذ اللاجئون ما أمروهم به الجنود الإسرائيليون وركبوا ناقلتي شحن , لحقت بهم طائرتان من سلاح الجو الإسرائيلي لتبيدهم جميعا قتلى بعد حرق الشاحنتين في الشارع العام وكان ذلك في عام 2006م , ومن ثم ادعت إسرائيل أن تلك الشاحنتين كانتا تحملان رجالا من حزب الله.
أما في الحرب اللبنانية الأخيرة فقد تم قتل نحو ألف مدني لبناني بنفس الطريقة وهي طريقة القتل الجماعي.
ويدعي كل زعماء الدول الغربية والصحفيون وبما فيهم أنا بأن إسرائيل هي التي تحمل لواء السلام في المنطقة وإنها الدولة الوحيدة التي تمارس الديمقراطية بالمنطقة رغما عن كل ما ارتكبته من فظائع في حقوق تلك الشعوب !!
هل يملك الرئيس بوش الشجاعة لإيقاف الحرب في خلال 48 ساعة وأمره للجيش الإسرائيلي بالخروج من غزة في الحال؟ أي قبل حدوث تلك المجزرة التي تمت في مدارس الأنروا التابعة للأمم المتحدة؟
هذا الذي حدث طوال هذه الفترة مخجل جدا ويتم بصورة فاضحة, والجرائم التي تحدث لا يمكن تصويرها, ونتساءل هل ارتكبت حماس ما ارتكبته إسرائيل؟
وإذا أقدمت حماس علي ما ارتكبته إسرائيل ماذا ستكون رد فعل الغرب؟
سوف ينعتها كل العالم بالإرهاب وإننا أيضا صحفي الغرب ننعتها بالإرهاب , وإنهم بلا شك يريدون تدمير الحضارة الغربية , وما الحضارة التي نتتشدق بها؟ هل هي الحضارة التي نرفع لواءها وتود إبادة شعب بأكمله؟ هل تحرك زعماء الدول الغربية حينما تمت عملية التطهير العرقي بدولة البوسنة والهرسك؟
إننا ندعي الحضارة ولكن حينما يحدث أمر مخجل نغض الطرف عنه حتى ندمر العدو الذي نريد , حاليا مضت نحو 12يوما علي بدء الغزو ولم تحرك الدول الغربية ساكنا , وهذا ما يعني أن إسرائيل مطمئنة لردود الأفعال لأنها تعلن حربا على عدو مشترك ولذا فهي مطمئنة للنتائج بحيث لا ضرر ولا ضرار.
الجدير بالذكر إن حماس تناضل ضد الاحتلال الإسرائيلي وتحارب نيابة عن شعبها الذي انتخبها بطريقة ديمقراطية.
وعقب كل جريمة ترتكبها إسرائيل تدافع عن نفسها بصورة قبيحة , ومن ضمن تلك الدعاوى حينما ارتكب الجيش الإسرائيلي مجزرة " صبرا وشاتيلا " كانت إسرائيل تراقب الموقف طيلة " 48" ساعة ولم تحرك ساكنا وحينما سئل الرئيس الإسرائيلي عن تلك المجزرة قال " إنه يتهم العالم بالقذف والتشهير ".
أما حينما أقدم الجيش الإسرائيلي بقصف قاعدة الأمم المتحدة بقرية قانا بلبنان في عام 1996م وقتل نحو ألف لبناني من المدنيين , ادعت إسرائيل بأن رجال حزب الله كانوا مختبئين بتلك القاعدة كما حدث الآن بمدرسة الأنروا حيث ادعت أن رجال حماس كانوا مختبئين بتلك المدرسة.
وبما أنني صحفي فقد استقصيت من كل ما حدث بل وأخذت شهادات من الذين نجوا من تلك المجازر, وحينما أتشجع وأكتب عما حدث يهددنا اليهود بأننا " ضد السامية " وبالتالي يمكنهم محاكمتنا بنص ذلك القانون الذي نجحوا في إصداره.
أما منظمة حماس فكل الأكاذيب تحاك ضدها وإنها منظمة إرهابية وشرها خطر علي إسرائيل وعلي جيرانها وبل علي العالم أجمع ويجب بترها وتقطيع أوصال شعبها وبل إبادته , وإن قصف مدارس الأنروا إنما هو كذب وإننا إن تجرأنا وتحدثنا عنه فإننا بالتالي ضد السامية !
أما عن خرق الهدنة المعلنة بين الجانبين فقد بدأت إسرائيل بخرق الهدنة بتاريخ 4/نوفمبر 2008حينما قصفت بطائرة سيارة بها نحو 6 من رجال حماس وقتلتهم وخرقت الاتفاقية للمرة الثانية بتاريخ 17/نوفمبر 2008 م وقتلت أربعة من مقاتلي حماس.
في نحو عشر ة أيام لم يقتل من الإسرائيليين إلا نحو عشر أفراد نتيجة لقصف صواريخ حماس , وترد إسرائيل بقتل نحو 700فلسطيني كرد لتلك الأحداث.
تمارس إسرائيل إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني واللبناني وكل الشعوب العربية المجاورة لها وإن تمت علي فترات , ولكن صمت العالم وتواطؤه معها هذه المرة جعلها تتشجع لتظهر بالموقف الذي كانت تخفيه سابقا.
بقلم: روبرت فيسك
ترجمة: يوسف وهباني
المصدر: Independent