كل عام وأنت بخير يا أبو العيال.. قالتها وهى تبتسم أمامه وعلى لسانها كلام تريد قوله .. – وأنتِ بخير وجميع امتنا وأسرتنا كلهم بخير أجابها قبل أن يغير ملابسه استعدادا للخروج قليلا لتمرير بعض من الوقت قبل الإفطار كعادته اليومية.. – فتحت قبضة يدها على ورقة مطوية ثم أردفت بقولها: هذه قائمة مستلزمات كعك العيد أعاده الله علينا

بالخير والبركات.. وما تزال البسمة على محياها الباسم.. ضحك أبو احمد وهو يلتقطها ثم دسها في جيبه ومضى خارجا.. سمع آخر جملة وقد رنت بأذنه: ربنا يخليك لنا يا رب سترا وعونا يا أبو احمد .. فالتفت إليها ولفت نظره بريق يشع من عينيها وان بقى على الإفطار ساعة من الزمن فقط..!

تجول أبو احمد قليلا في الشارع العام المكتظ بالمتجولين يبتاعون الخضار و حلويات رمضان والفلافل المحشوة بالبصل والسماق والحمص والعصائر المختلفة .. اشترى بعضا من الخضار والمخللات فقد نفذت الكمية التي ابتاعها بداية الشهر.. ثم عرج إلى السوبر ماركت الذي يتعامل معه منذ سنوات طويلة وتحديدا من بداية افتتاحه حتى أصبح من زبائنه المشهورين والمرحب بهم لحسن معاملته ودماثة خلقه..

عاد محملا بأكياس بلاستيكية وقد احتوت على جميع الأشياء التي كانت في القائمة دون انتقاص أي منها.. هكذا اخبر أم العيال فور دخوله البيت.. بعد أن حمد الله على نعمته حيث اختصرت عليه العودة ثانية للسوق والبحث في أماكن أخرى كما حدث معه في رمضان الماضي..

بحلول الليل وقبل موعد السحور.. التفت إلى أم أحمد متفرسا وجهها ومركزا في عينيها.. كان كمن يبحث عن أمر ما ؟.. تهلل في داخل نفسه فرحا.. لقد وجده.. انه البريق في عينيها لا يزال متقدا..!

إلى اللقاء.

زياد يوسف صيدم
ديوان العرب

 

JoomShaper