د.عدنان الطوباسي - تأخذنا عواطفنا الى عوالم شتى واذا سيطرت على تفكيرنا فاننا نتوه هنا وهناك شئنا ام ابينا فالعواطف عندما تظلل حياتنا نشعر بجمال الاشياء وحلاوتها لكنها عندما تتحكم بنا دون ضوابط فان ذلك يؤثر على مسيرتنا في اوقات قد نكون بأمس الحاجة الى توازن يحمي انفسنا من توغل عواطفنا التي قد تستثير فينا اشياء كثيرة في غياب الاحتكام الى العقل.
عواطفنا اثير حياتنا وجمال انفعالاتنا ومشاعرنا واحاسيسنا لكن القها يكمن عندما يكون العقل هو طريق نهجنا واستمرار نجاحنا .
لقد جاء في الموسوعة النفسية للدكتور مصطفى غالب ان الفرق بين الانفعال والعاطفة هو ان الانفعال ينتج عن تجربة عابرة اما العاطفة هي نزعة مكتسبة تكونت بالتدريج بعد مرورها بتجارب وجدانية متنوعة لذلك يجب ان تتوفر بعض العوامل التي تساعد على تنظيم تلك الانفعالات في تركيبات جديده تكون العاطفة ومنها: التكرار : فلكي يتحول الانفعال الى عاطفة يجب ان يتكرر عدة مرات ثم الاقتران على مثل ان يحب شخص والدة المتوفي فيجد شخص ما تتوفر فيه صفات قريبة من صفات ذلك الوالد فنجد هذا الشخص يميل الى هذا الانسان بشكل لا شعوري ثم يأتي الايحاء والتقليد ...
وهنالك انواع عديده من العواطف ومنها العواطف المادية مثل حب الام لطفلها والاب لاطفاله واسرته ووالدية والعامل لعمله والدارس لكتابة وهناك العواطف الجماعية وهي حب الاسرة اي حب الفرد لعائلته او حب الطفل لمدرسته وهنالك العواطف المجرده مثل الصدق والامانه والحب والاخلاص وهناك عاطفة الذات التي تتكون عند الانسان من الصغر من خلال حب واهتمام المحيطين بالطفل فينمو الطفل على هذا الحب وتتطور مداركه واحاسيسه وفي هذا تكون فكرة الطفل عن نفسة في صورتها الاولى تشتق من رضى المحيطين حولة او سخطهم علية وكلما كبر اكثر زادت محاولاته وجهودة في ان يلائم بين ذاته وذوات الاخرين. وعاطفة الذات هي اهم مصدر لخبراتنا الانفعالية لانها تراكمات متزايدة وديناميكية تكونت عندنا منذ وقت طويل نتيجة الكثير من العوامل والخبرات والمواقف الحياتية.
ومن عاطفة الذات تتسع الدائرة لتكبر وتعمم وتشمل كل ما يحيط بالانسان ولا ننسى ان نعرج على الذات السائده وهذه الذات التي تسيطر على سلوكياتنا بحيت تصبح هي الصفه السائده والواضحه في شخصيتنا مثل ان يتصف شخص معين بانه عاطفي جداً او شخص عدواني او مادي يحب المال او ودود ومتسامح وغيرها من انماط كثيره وفي غياب العقل والموضوعية قد يصبح الشخص غير متوازن في عواطفة وانفعالاته ولهذا يجب على الشخصية الانسانية ان تتصف بالاتزان ونحن كافراد نستطيع ان نجتهد ونعمل على انفسنا وعندما تنحرف ذواتنا عن الطريق الصحيح يجب اعادة النظر فيها وتعديلها للطريق السليم ونحن قادرون على ذلك لان كل شخص فينا يملك طاقه هائلة على التغير ولدية عقل عليه ان يفعل في الحكم على الاشياء.
انها العواطف في داخل كل منا هي الشيء الذي يتحرك داخل الإنسان في المواقف المختلفة ولها اهمية كبيرة في حياة كل انسان فينا فبدون العواطف يصبح الإنسان حجرًا جامدًا، وتصبح الحياة بلا طعم او حيوية .
العواطف من أروع عطايا الله للإنسان، هي التي تعطي مذاقا لكل شيء في الحياة، والتي تجعل الإنسان يتفاعل مع الأشياء والأشخاص والظروف بمشاعر لها حضور معين، فهناك أشياء يحبها الانسان وأخرى يبغضها، هناك أشياء يفرح بها وأخرى يحزن لأجلها وجميع الممارسات والعلاقات يصاحبها عواطف تظللها وتمنحها الحياة والعواطف هي إحدى القوَّتين الرئيسيتين في كيان الإنسان واللتين تحركان إرادته؛ وهما: العقل والعاطفة فالإرادة تتحرك تحت تأثير كليهما إذا توافقا وإذا تعارض العقل مع العاطفة، في هذه الحالة تتحرك الإرادة بالدافـع الأقوى.
فلنشكر الله سبحانه وتعالى على ما اعطانا من هبات كبيرة ونعم عظيمة لا تحصى ولا تعد ومنها العاطفة لكن علينا ان نحسن استخدام هذه النعمة ونسيرها بالطريق السليم حتى تمضي سفينة الحياة في اجواء من التوازن والموضوعية الى شؤاطى الامن والامان والاطمئنان.
عواطفنا .. كيف نتحكم فيها ؟
- التفاصيل