أيمن محمود
انزعج شيخ الأزهر عندما رأى فتاة ترتدي النقاب في فصل للبنات وانفعل عليها وأهانها لأنها تجرأت وناقشته وأعقب ذلك إصدار قرار بمنع النقاب داخل المعاهد الأزهرية والجامعات! إن هذا الأمر يبدو – في رأيي – مفتعلا ومتعمدًا لإلهاء المجتمع عن قضايا أخرى هامة ومصيرية مثل قضية المسجد الأقصى الذي كان محاصَرًا من الشرطة الإسرائيلية وأهل القدس معتصمون داخله لحمايته من الجماعات الصهيونية.
إن موقف "شيخ" الأزهر كان مختلفًا تمامًا عن موقف "الجامع" الأزهر، فقد تعرَّض الأخير على مدار جمعتين متتاليتين للحصار من الشرطة، وتم التضييق على المصلين فيه، وكان الدخول إليه ببطاقات الهوية، تماما كما كان يحدث في ذات التوقيت مع المسجد الأقصى المبارك!
إن انشغالنا ببحث قضية النقاب في الوقت الذي يتعرض فيه المسجد الأقصى المبارك لمخاطر التهويد والتقسيم والانهيارهو مؤشر على أن بوصلتنا العربية قد انحرف مؤشرها عن المنهج الذي سار عليه أسلافنا، ومكَّنهم من قيادة العالم ثمانية قرون متصلة، وهذا المنهج يتلخص في الآتي: إيمان قوي يدعو إلى العلم، وعلم نافع يدعو إلى العمل، وعمل صالح يدعو إلى النهضة والتقدم والرُّقي.
لكي نعيد مؤشر البوصلة إلى الاتجاه الصحيح علينا أن نتحرك في ثلاث مسارات بشكل متوازي، وهذه المسارات هي:
- فهم الدين فهمًا صحيحًا كما فهمه أسلافنا، بحيث تكون مبادئه متواجدة في كل مكان؛ البيت، المدرسة، الجامعة، الشارع، والنادي، وليس دار العبادة فقط.
- قراءة التاريخ والاعتبار به وعدم تكرار نفس الأخطاء التي ارتُكبت في الماضي ولازالت تُرتكب على الرغم من أننا قرأنا وسمعنا وشاهدنا نتائجها الكارثية على الأمم والشعوب.
- التخطيط للمستقبل بالاهتمام بالعلم وجعل التقدم العلمي والتكنولوجي هدفًا استراتيجيًا للأمة كلها، حتى نستطيع اللحاق بالغرب الذي سبقنا بعشرات السنين بعد أن أخذ مقومات التقدم والتطور منا نحن معشر العرب والمسلمين.