د.عدنان الطوباسي

نعاني من الخجل ونتجنب الظهور في مواقف وحالات معينه خوفا من اقحام انفسنا في موضوع معين او اسئلة واجوبة نخجل ( .....) منها ..واحيانا من تبعاتها.
ويعد الشعور بالخجل، حاله انفعالية يتسم صاحبها بالميل الى تجنب التفاعل والمشاركه في المواقف الاجتماعية يصاحبها شعور بالقلق والتوتر وعدم الارتياح والخشية من لوم الاخرين.
ويكون الخجل حالة سوية عندما يحدث في المواقف المثيرة له عادة. ويزول بزوالها لكنه قد يتحول الى حالة غير سويه (مرضية) عندما يصبح سمة ملازمة للفرد يدفع به الى الانسحاب والانطوائية.
ومن اعراض الخجل الفسيولوجيه : احمرار الوجه ، تصبب العرق ، التأتاة بالكلام ، التنفس الاهث المضطرب ، الارتباك ، خفقان القلب ، الشعور بالاعياء ، التعثر بالمشي ، إبدال الكلمات وسوء النطق بها ومن اعراضه النفسية :الذعر ،الضيق ،الرغبة في الهرب والانزواء ،تجنب المواقف ورفض المواجهة، الشعور بالنقص ، التردد وفقدان الثقة بالنفس ، الشعور بالذنب والرغبة في معاقبة الذات .
وتعود اسباب الخجل الى العديد من الامور منها : اساليب التربية الاسرية الخاطئة ومن ذلك : الحمايه المفرطة للطفل ..وينتج عن ذلك :ضعف الثقة بالنفس ...تجنب المواقف الجديدة والخوف منها والانسحاب، تقييد حرية الطفل ومنعه من الانطلاق والتفاعل العفوي مع الاقران، والمحيط الخارجي ، الازدواجية في التعامل من خلال المنع عن شيء ما تاره والحث على فعل الشئ ذاته تاره اخرى ، الاحباط العاطفي والشعور بالنبذ وما ينتج عنهما من إنقاص لتقدير الذات ، الشدة في معامله البنات المراهقات ، التزمت والحد من الحرية.
وتشير الدراسات الى ان نوع الجنس يعد عاملا مهما في الفروق بين الخجولين والاقل خجلا .فقد وجد ''بيلكونز''عند دراسته لكل من سلوكيات الكلام وسلوكيات النظر في اثناء التفاعل الاجتماعي ،أن الفروق بين الرجال الخجولين والرجال غير الخجولين ،كانت اوضح من تلك التي ظهرت بين السيدات الخجولات وغير الخجولات .فالرجال الخجولون لديهم أبطاء في بدء الكلام ويتكلمون اقل في محادثاتهم بينما كان الرجال غير الخجولين اقل المجموعات ترددا وصمتا واكثرهم كلاما وتبين ان الرجال الخجولين هم اقل المجموعات نظرا وتواصلا بالعين .اما بروش وزملاؤه. فقد وجدوا ان النساء غير الخجولات هن اقل المجموعات درجة على مؤشر تجميعي لقياس القلق في اثناء التفاعل.
ويبدو ان الرجال الخجولين يواجهون مشكلات وصعوبات عند تحادثهم مع النساء اكثر جوهريا من تلك التي تواجهها النساء الخجولات عندما يتحدثن مع الرجال فقد وجد بيلكونز ان الخجل يكشف عن نفسه لدى السيدات في صورة يغلب عليها رد الفعل ذلك لان التقاليد والاعراف الثقافية تجعل المرأة اقل إدارة او تحكما في المواقف ،واقل توكيدا للذات في مثل تلك المواقف الاجتماعية اما الرجل فالمتوقع منه ان يكون هو البادئ دائما او الاخذ بزمام الامور .ومن ثم فاذا كان خجولا فان خجله سوف يؤثر سلبا في قدرته على اخذ المبادرة والبدء في التفاعل ،فهناك توقعات اجتماعية للادوار التي يجب ان يقوم بها كل من الرجل والمرأة في مواقف التفاعل الاجتماعي على الرغم من ان تلك التوقعات ربما تختلف من طبقة اجتماعية الى اخرى ومن مكان الى اخر داخل المجتمع الواحد .وعلى سبيل المثال فطلاب وطالبات الجامعة المشاركون في هذه الدراسة هم في المرحلة عمرية يكون الفرد منشغلا كثير بالبحث عن شريك للحياة .ومن ثم فإن مدى جاذبيته لدى الجنس الاخر احد الاشياء التي يهتم بها كثيرا وهو ما يجعل نمط التفاعلات الاجتماعية بين الافراد في هذه المرحلة العمرية يأخذ شكلا مختلفا بدرجه او بأخرى ؟ عما قد يوجد لدى الراشدين الاكبر عمرا.
ويرى كثير من العلماء ان علاج الخجل يكمن في : زيادة الثقة بالنفس،و المشاركه في الانشطة الاجتماعية والثقافية، والمطالعة والقرأة، و مزاوله الرياضة بكافة اشكالها ،و قناعة الشخص بان الخجل ممكن التخلص منه ، والتنافس الايجابي مع الاخرين ...واستثمار نقاط القوة، واستثمار الهوايات المختلفة وخاصة الفنون .
ان للاسرة الدور الكبير في معالجة ظاهره الخجل عند الاطفال ،من خلال تهيئة البرامج والنشاطات التفاعلية والحوارية بين افراد الاسره ،ومشاركة الاطفال الخجولين واصطحابهم الى كثير من الاماكن التي من الممكن ان يمارسوا خلالها هواياتهم وطاقاتهم خاصة النشاطات الرياضية والاجتماعية والفنية ....
وعلى الاهل ان لا يقفوا مواقف سلبيا من الطفل الخجول ،بل دعمه نفسيا ومهاريا واجتماعيا وثقافيا ،وايلاء الاهتمام به ،ودعوته دوما للمشاركة في النقاش وابداء الرأي والحوار وتشجيعه على خوض المنافسات المختلفة ،والاعلاء من شأنه وتعويده على المطالعة وتعزيز الثقة لديه ،حتى يبدأ يتخلص من خجله شيئا فشيئا ...وهو قادر على ذلك اذا كان الاهل فاعلين ومهتمين ومتابعين

 

جريدة الرأي

JoomShaper