سعد عطية الغامدي
يصـاب الولد أو البنت في الأسرة بارتفاع في درجة الحرارة واحتقان في الحلق وسعال فتعلن حالة طوارئ في البيت خوفاً من أن تكون الحالة انفلونزا خنازير.
ثــم تبدأ الرحلة من عيادة إلى أخرى في أكثر من مستشفى ولا يكادون يحصدون إلا التخمين بنوع الإصابة، لكن اليقين يظل بعيد المنال.
ربمــا يجزم أحد الأطباء مجازفاً أنها حالة الانفلونزا ويصف العلاج «تاميفلو» بدون إجراء التحاليل وقد يعطى لأطفال آخرين في البيت مما يضطرهم إلى الغياب عن الدراسة.
ولأن الأسرة تحرص على ألا يخسر أطفالهم بسبب الغياب فإنهم يتصلون بالمدرسة عند زوال الأعراض واستقرار الحال كي يسمح لهم باستئناف الدراسة لكن المسؤولين يطلبون منهم البقاء في المنازل وأنهم سوف يمكنونهم من استدراك ما فاتهم.
حــين يعود الأطفال إلى المدرسة تسقط الوعود تلك وتأتي الإجابة: وهل نخصص لكل طالب أو طالبة يتغيب برنامجاً؟ بل يتبعون ذلك بإخضاعه لما قد يكون من اختبارات كغيره من الطلاب وكأنه لم يكن خارج المدرسة لأسبوعين أو أكثر.
عقوبــة الأسرة بعدم العناية بالطفل في المدرسة وتقديم المساعدة التي يحتاج إليها هي مضاعفة لمعاناة تبدأ من الاشتباه إلى التشخيص المربك إلى العلاج ثم المدرسة التي تكمل دورة المعاناة، لكن الأسرة بعد كل هذا تجد أن التخويف الشديد من هذا المرض أكبر من حجمه الحقيقي فالانفلونزا الموسمية أشد وطأة منها.
لا يكفي أن تلقى الوعود بل لا بد من منهج واضح وصريح لمساعدة الطلاب حتى لا يفوتهم من الدراسة ما يضيف إلى إضعاف مستوى تعليم هو في الأساس غير متين.

 

صحيفة عكاظ

JoomShaper