ديما هبطة

الروح والجسد مملكة الله ....والله عز وجل جعل التماسك بينهما وفق  القيم الانسانية والشرائع السماوية لذلك فإن علينا تعزيز العلاقات الانسانية التي هي جوهر الحياة وان تكون هذه العلاقات حميمية وصادقة ليتم تماسك المجتمع وتلاحمه في إطار عملي لحياة تكاملية بناءة .
يجب ان تكون هذه العلاقات وفق معايير ادبية واخلاقية تحدث رقياً انسانياً صحيحاً للتفاعلات الغرائزية والتي تلامس واقعاً انسانياً واجتماعياً ونفسياً شديد التأثير والأهمية على حياتنا.
ولكن هل احاسيسنا هي صحيحة ....هناك بعض الأحاسيس تودي بالإنسان الى الهاوية وتقتله حيث يمضي بنا قطار العمر في محطات كثيرة نلتقي بها بأناس كثيرون نصافح وجوههم وقلوبهم نذوق معهم بداية الفرح والحب والحلم والغيرة وأشياء كثيرة .......منها مر ومنها حلو وفجأة من الممكن أن نستيقظ من أحلامنا حيث توقظنا صرخة قاسية وتمنعنا من الاستمرار بالحلم ويبدأ الخيال بالدهشة لما يحدثه الزمن والقدر من أحداث ومن ثم نعود الى وعينا وأنفسنا .

ولما كانت الأديان السماوية جميعها .....تؤكد على التواصل والتلاحم والعلاقات الإنسانية حيث تفرض علينا التواصل لنستشعر وجودنا الإنساني لتتلاقى أفكارنا ولتتعايش افئدتنا مع جميع افراد مجتمعاتنا عبر احترام الأخر ورأي الأخر مهما كان مخالفاً ولما كان الحب هو أساس الكون والشريعة وليس هناك علاقات اسمي من الحب بطهارته ونقاءه وقد ورد ذكر الحب في القرآن الكريم الذي حث على العلاقات الإنسانية وايضاً الكتاب المقدس وحياة الأنبياء والرسل لتكون لنا مثلاً في أمور حياتنا وتعاملاتنا مع أنفسنا او مع الناس أجمعين ، ولا يختلف اثنان على ان الحب من أساسيات العقيدة وبواعث الايمان بالله وبرسوله ، الانسانية أصلا محبة وهي جزء من عبادة الله فالحب ضرورة فطرية لتأكيد الواقع الإنساني والسمو الديني في أعماق الذات البشرية ....بالحب عبدنا الله عز وجل وبالحب اتبعنا رسوله وبالحب كان احترام والدينا واحترام الآخرين .

الحب اندماج روحين في ذات واحدة وذوبان مشاعر كل منهما في الأخر للدرجة التي تكاد أنفسهما ان تكون واحدة في جسدين ينبض فيها كل منهما بنبض الأخر ، الحب هو التقاء إنسان بكل صفاته بإنسان أخر بكل سماته ليكونا معاً رحلة من ذات لذات لعبور كل الحواجز التي تفصل بينهما ضمن قناعات التفاهم والتسامح ، لذلك لا عيب في الحب الصادق الطاهر الصحيح ....

وانما العيب حين يبادل اي من الرجل او المرآة الحب والمودة على نية الغش والخداع وفساد علاقة الحب بلاء للعباد .....

يجب على الرجال ان يكونوا عنوان للرجولة وللحب خير مثال والمرآة عليها ان تكون صادقة متألقة عفيفة ....ليتمكن الاثنين من الوصول الى السعادة وتترجم هذه السعادة على ارض الواقع قيمة انسانيةضمن أطار صحيح هو الزواج الشرعي  ......

وأختتم بان الرجل الذي لايعرف قدر المرآة لايدرك ذاته ....ولامعنى لحياته ....ولاقيمة لوجوده .....ولامقاصد شريعته ودينه ....فالمرآة هي المكمل لوجود الرجل الانساني واستواء عقله...إن عرف كيف يجذب المرآة ويحتويها .....فالمرآة هي صانعة الحياة.

 

المصدر: سيريا نيوز

JoomShaper