الدستور - اسراء خليفاتتشهد البلاد ارتفاعا كبيرا في الأسعار والمواد الغذائية التي تتطلبها الحياة اليومية ، والغلاء وصل كل شيء وأصبحت الأسعار خيالية قد لا تتناسب مع دخل المواطن ، الأمر الذي اصبح يشكل حالة من الضيق ومع الغلاء الفاحش المسيطر على حياتنا الآن أصبح الشاب المقبل على الزواج يفضل الفتاة التي تحصل على دخل لتساعده في توفير حياة مستورة لهما ، فمن الشباب من يعتبر ذلك أمرا طبيعيا ، والقليل يعتبر أن المرأة ليس من واجبها أن تشارك زوجها مسؤولياته المادية ، وكما يسر الزوج أن يتخلص من بعض مسؤولياته الأسرية حتى لو كان مصروف زوجته فقط ، وحتى لو لم تشارك في مصروف المنزل فيبدو الزواج من فتاة موظفة أكثر راحة للبعض ، لكن الأمر لا يخلو من منغصات بين الحين والآخر.البداية كانت مع أحد الموظفين العاملين في احدى المؤسسات الحكومية والذي عبر عن رأيه انه من الطبيعي في هذا الوقت الصعب أن يبحث الشاب المقبل على الزواج عن زوجة موظفة تساعده على توفير حياة كريمة لهما ، فالشاب في ظل هذه الظروف الصعبة التي نعيشها وغلاء الأسعار لا يستطيع أن يتحمل مسؤولية بناء أسرة ومصاريفها لوحده وخاصة الذي لا يعتمد سوى على راتبه فقط لبناء أسرة وشراء منزل وغيره.ويضيف أن العادات والتقاليد الاجتماعية في مجتمعنا تحمل الشاب مسؤولية الزواج كاملة ، حتى أن أهل الفتاة لا يرضون إلا بمهر عال لابنتهم وخاصة إذا كانت موظفة ولها دخل مستقل.ولفت إلى أن المرأة هذه الأيام تريد ملابس على الموضة وماكياج وغيره وبعض الشباب لا تكفي رواتبهم مصروف لذلك نراهم يبحثون عن موظفة تساعدهم في مصروف البيت بعض الشيء. أما "منال علي" وهي موظفة في احدى المدارس فقالت: ليس من المعيب أن يبحث الشاب عن الفتاة الموظفة خصوصاً بعد أن وصل بنا الحال إلى هذه الدرجة من الغلاء الفاحش في الأسعار.وأشارت أن الموظفة تساعد زوجها على متطلبات وأحتياجات المنزل وعلى مصاريف الأولاد وفي هذا الوقت إذا لم تكن المرأة موظفة يكون الوضع المادي نادرا ما يوفر مستوى معيشة جيد ، وان لم يستطع توفيره تصبح المرأة في نظر الزوج عالة هي وأولادها ويضطران إلى العيش بالحرمان فعمل المرأة يكون دعما للرجل وللأسرة معا. وذكر "رائد أحمد" ان عمل المرأة ليس مقياس للزواج منها وغير صحيح أن المرأة الموظفة مطلوبة أكثر وتحظى بالعريس أكثر ، والدليل أن نسبة العنوسة بين الموظفات مرتفعة ، وأن الفتاة التي تصل إلى حد معين من الثقافة وتصبح مستقلة مادياً تبدأ البحث عن العريس المثقف والغني وفي هذه الأيام نادراً ما تجده ويصبح الموظف شخص قد لا ترضى به كونها تطمح لحياة أفضل وتشعر أنها تستطيع أن تكفي نفسها مادياً وتستغني عن الرجل في كثير من الأوقات.وأشار إلى أن معظم الناس تحب الفتاة الموظفة بسب الوضع المعيشي السيء وأول ما يعجب الشاب بفتاة يسأل عن عملها ، وإذا كانت لا تعمل شيئا وطرح الموضوع على أهله فإنهم يعارضونه وينصحونه بفتاة أخرى موظفة. وأكد بأن الحب عنده أهم ولا تعني له الوظيفة أي شيء مع أن أحواله المادية عادية ، والمهم لديه أنه من يريد الزواج منها ، فالشاب الذي يبحث عن موظفة فهو لا يبحث عن الاستقرار والراحة ، بل يبحث عن مصدر للرزق فقط.ومن جانبها عبرت "أريج" والتي تعمل في القطاع خاص بأنها عانت من هذا الموضوع وأكثر من عريس تقدم لخطبتها وعندما يعرف أن وظيفتها ليست ثابتة أو سوف تتركها بعد زواجها يتراجع عن فكرة الزواج وهذا شيء محبط ومعيب ، وبعد كل قصة كانت تقول الحمد لله أن هذا الشاب ظهر على حقيقته ولم تبتل به لأنه يريد راتبها ولا يريدها لكن في الحقيقة يبقى الأمر شيئا محزنا فما ذنب الفتاة إذا كانت متعلمة ولم تحظ بوظيفة دائمة.

JoomShaper