بدورعمر

وقفت عند جملة سمعتها وكثيرا ما كنت اسمعها وارددها ولكن عند ما تأملت معانيها وتفكرت فيها شعرت اني اسمعها ولأول مرة فأدركت حينها اننا لا نعني ما نقول ولا ندرك ما نسمع لذلك فقدنا الكثير من معالمنا الاسلامية التعبدية
عندما تفكرت في تلك الجملة وهي عنوان موضوعي (حياتي كلها لله) استحضرت قوله تعالى ((وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون)) وسألت نفسي ما هي العبادة المقصودة في الاية الكريمة السابقة هل هي الصلاة والزكاة والصيام فحسب ؟؟فهذه اركان الاسلام ومفروضة علينا ومن قصر فيها فقد هدم دينه, نعم هي العبادة المقصودة ولكن ليس بهذا الحصر من العبادة وانما العبادة بمعناها الاوسع والاشمل فقد خلقنا الله تعالى من اجل تلك الغاية العظمى وخلق لنا الحياة وسخرها لنا من أجل تلك الغايه ولكنا وفي زمننا الحاضر عكسنا مفهوم الأيه وشغلنا بالدنيا ومتاعهاونسينا العباده وكأنا ما خلقنا الالنعيش كما يعيش الكثير من الناس بين المآكل والمشرب وبين العمل والمنزل وهكذا حتى الممات وللاسف فهذه قصه واحده يعيشها أكثر من 90% من المسلمين
قال تعالى في حديث قدسي ((يا ابن ادم لا تشغل بما خلقته لك عنما خلقتك من أجله)) ولكن بعد ما حل بديننا وما أصابه أصبح حريا بنا ان نعود لنفهم الاية بمفهومها الصحيح وأن لانكتفي بفهمها فقط بل علينا القيام بما تقتضيه الأيه من ومعاني العباده فدورنا في حياتنا الدنيا هو حمل الرساله وتعمير الأرض ولا أقصد بحمل الرساله أن تكون داعيه لا شرط في ذالك انما قولي هنا  هو أن نقوم بدورنا تجاه ديننا فنحمل الرساله بأقوالنا وأفعالنا وفي جميع نشاطاتنا العمليه في حياتنا وحتى من داخل منازلنا وذالك بأن نجعل حياتنا لله وحده لا لشيء آخر أن نعقد النيه ونجددها دائما بأن نجعل من علمنا هدفا لخدمة الأسلام فيكون  العلم خالصا لله أن نجعل من عملنا خارج المنزل وحتى داخله كدور الأم تجاه زوجها وأبنائها وبيتها هدفا لخدمة الأسلام فيكون هذا العمل خالصا لله أن لا نعيش لنآكل ونشرب بل نأكل ونشرب لنعيش ونعيش من أجل ديننا ولا سيما في واقنعنا الاسلامي العربي المرير الذي لا تكاد تخلو بقعة إسلامية من الفتن والفساد والاعتداء فهنا واجبنا أكبر وما يتحتم علينا أعظم فأين هم الرجال أصحاب الظمائر الحية ؟؟ وأين ام الرجال وزوجة الابطال ومن منا ستكون مريم العذراء وعائشة وخديجة (رضي الله عنهم) من منا سيربي إبنه ليكون سيفا ناصرا لدينه ؟ ويربي إبنته لتكون داعية إسلامية ناصرة لدينها بمنظرها وقولها وفعلها ؟ علينا  ان نستشعر المسؤلية تجاه ديننا وأن يحمل كل منا جزء وعلى قدر استطاعته ومن مكناه اي كان ((وبهذا يكون ديني ودنياي وحياتي ومماتي كلها لله))                    



JoomShaper