لقد قيل لأحد الحكماء: "أيهمّا أحب إليك، أخوك أم صديقك؟". فقال: "إنما أحبّ أخي إذا كان صديقاً لي، فالقربى محتاجة إلى المودة، والمودّة مستغنية عن القربى". وهكذا فإنّ المودّة فوق القرابة وأهم منها، وهي لابدّ منها، من أجل تماسك القرابة وبقائها. ثم إن العلاقة مع الأهل لابدّ أن تكون مبنيّة على قاعدة التقابل بين "الحق" و"الواجب". و أن حق الوالدين لا يرتبط بمدى إيمانهما أو عدالتهما، فحتى لو أنهما كانا فاجرين، فإن لهما حقوقاً على أولادهما، ولقد رُويَ "إن الله تعالى قال لموسى(عليه السلام): "يا موسى، إنه من برَّ والديه وعقّني كتبته بارًّا، ومن برني وعق والديه كتبته عاقاً". فسواء كان الوالدان بَارّين، أو كانا فاجرين، فلا يجوز للأولاد أن يعقّوهما. فلو كفر أحد أبويك بالله، فسيكون في مقابلة عقوبة له من قبل الله، لكن واجبك تجاهه أن تكون باراً له.
المصدر:الأسرة السعيدة /د.جاسم المطوع