اين السعادة الزوجية ؟؟
- التفاصيل
كلنا نعرف أن الله تعالى قد جعل الزواج سكناً للنفس البشرية وجعل فيه المودة والرحمة وتحقيق الإستقرار في المشاعر والذي يعيش الشباب والفتيات فترة المراهقة والشباب يحلمون فيه ويرسم كل منهم صورة له حسب بيئته وأحلامه ورغباته، وحين يتم الزواج تتحول الأحلام إلى حقيقة ويصبح الخيال واقعاً وتبدأ الحياة الفعلية بين الزوجين وهنا تبدأ طبيعة كل منهم بالظهور، وتبدأ تربيتهم التي تلقوها منذ طفولتهم بالظهور لأن حاضر كل واحد منا هو عبارة عن ماضيه، ومستقبله هو ماضيه وحاضره.
حين يتزوج الشاب والفتاة ويصبحون تحت سقف واحد كثيراً مايخيب ظن بعضهم وذلك لأن الخيال كما قيل يكون دوماً أجمل من الواقع، وقد يحدث العكس، وذلك حين يكون بين الطرفين توافقاً روحياً وفكرياً وتتحقق الكيمياء كما يسميها العلماء، هنا بالطبع ستتحقق أسمى أهداف الزواج من الإستقرار العاطفي والإشباع الروحي وتكوين الأسرة الصحيحة التي تعد لبنة في بناء المجتمعات القويمة.
أما حين لاتتحقق هذه المعادلة فإن زوبعة من الخلافات سوف تعصف بهذه الأسرة وقد تستمر الحياة بهذه الوتيرة، بكل مافيها من خلافات وإحباطات ومشاكل مؤلمة حتى النهاية، وقد لايحتمل الطرفان أو أحدهما تلك الخلافات والإختلافات فيكون الفراق هو الحل الوحيد.
إن من أهم الأمور التي لابد للشباب والفتيات من معرفتها أن الزواج أسمى بكثير من تلبية متطلبات أو مفاخرة في المجتمع أو هروب من وضع غير مستقر عند الأهل أو غير ذلك من الأسباب التي قد تدفع الشباب للزواج ظناً منهم أن الزواج هو الحل أو أن الزواج هو تلك الجنة التي يطلب فيها فيجاب، ويتمنى فتتحقق أمنياته، وهذا على الأغلب هو سبب فشل الكثير من العلاقات الزوجية وإنتهائها بالصور المؤلمة التي أصبحنا نراها حولنا للأسف الشديد، وسبب إرتفاع عدد حالات الطلاق بشكل مؤلم في مجتمعاتنا.
لابد أن يدرك الجميع أن الزواج هو شركة بين شريكين، أساسها التوافق والتفاهم والثقة والتضحية والحب والصبر والإخلاص، فليس من المنطقي أن تبنى حياة فقط على الأخذ دون عطاء، أو على الأحلام دون السعي لتحقيقها على أرض الواقع.
ولو أن كل طرف من الزوجين قدم للآخر الحب والإهتمام والإخلاص من قلب صادق لابد أن تكون السعادة هي الثمرة التي سوف تجنيها هذه الأسرة الصالحة.