أحمد عباس
المرأة التي تقبل على خطوة الزواج من الضروري أن تدرك جيداً أنها ومنذ اللحظة التي تعقب عقد قرانها ومنذ اللحظة التي تطأ قدماها منزل الزوجية فيها فإنها لا تكون قد بدأت الحياة الحالمة الرومانسية الجميلة التي طالما اشتاقت إليها فقط، وإنما تبدأ في الوقت نفسه في تحمل سلسلة من المسؤوليات والالتزامات التي سوف يحاسبها الله تعالى عنها في يوم من الأيام.
يجب عليك أيتها الزوجة الجديدة أن تعرفي أن قرار الزواج معناه أنك قررت أن تستثمري عمرك القادم في مشروع حقيقي ممتد ومتشعب الجوانب ومستمر في تأثيره وهو الزواج والعلاقة مع شريك الحياة، ومن ثم فإنك يجب أن تخرجي من هذا المشروع وأنت محققة لكل ربح يمكن أن ينفعك في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
من الأمور المهمة التي يجب أن تكوني واضحة فيها مع زوجك منذ بداية العلاقة الزوجية مسألة الإنفاق والمال فلابد أن توضحي لزوجك بشكل شفاف أن أموالك ستكون خاصة بك ولك حق التصرف بها وفيما يتعلق بميزانية المنزل فلابد أن تكون محددة وفق الدخل الذي يرزقكما الله تعالى به وذلك بحسب الاحتياجات الطبيعية والمنطقية، وتأكدي أن التعامل بأسلوب واضح وشفاف فيما يتعلق بجانب المادة والإنفاق يمكن أن يوفر عليك أنت وزوجك الكثير من المشكلات والصدامات التي لا داعي لها في المستقبل.
يجب عليك في بداية حياتك الزوجية أن تشرعي في التقارب مع أهل زوجك وعائلته وزوجات أصدقائه المقربين، لكن من الضروري ألا تكون هذه المحاولات في التقارب مندفعة أو مبالغاً فيها، لأنك لو كنت مندفعة في هذه العلاقات منذ بداية حياتك الزوجية سيبدأ الآخرون في اعتبار أن هذا حق مكتسب لك أن تكوني دائماً على تواصل معهم وتتفقدي أحوالهم وقد يكون هذا أمراً يختلف عن طبيعتك الشخصية، ومن أجل أن توفري على نفسك عناء الضغوط التي يمكن أن تترتب على هذا الاندفاع في العلاقات مع عائلة زوجك حاولي أن تتقاربي معهم بصورة تدريجية مع الحفاظ على مساحة كافية من الخصوصية والاستقلال في حياتك.
كوني واضحة مع زوجك منذ بداية الزواج في التأكيد على أنك لا تحبين أن يتدخل أحد أقاربه في شؤون حياتكما الزوجية، مع الإشارة إلى أن هذه الرغبة لا تعني التقليل من احترامك لأفراد عائلته بل على العكس أخبريه أنك وحتى تستطيعي أن تكوني شديدة التهذيب والكرم والطيبة والعطاء في تعاملاتك مع عائلته لابد أن يحافظ هو بدوره على مساعدتك في الاحتفاظ بدرجة من الخصوصية في حياتك الزوجية.
الاهتمامات المشتركة من الأشياء شديدة الأهمية والمغزى في بداية العلاقة الزوجية، فمما لا شك فيه أن وهج العلاقة الزوجية في بدايتها يكون كفيلاً بتحقيق حالة من السعادة والنشوة واللهفة المتبادلة بين الزوجين، لكن المرأة الواعية الحكيمة تدرك أن هذا الوهج الأولي لن يستمر طويلاً وأنه من الضروري أن تبدأ سريعاً في تدعيم أواصر العلاقة الزوجية، وذلك لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال البحث عن الاهتمامات المشتركة بينها وبين زوجها وحتى إن لم تكن هذه الاهتمامات موجودة بالفعل، وإن كان ذلك مستحيلاً طالما أنهما قررا الزواج من بعضهما، إلا أنه حتى في هذه الحالة فمن الممكن أن تبدأ الزوجة في إيجاد مثل هذه الاهتمامات المشتركة لاجتذاب عقل زوجها وقلبه إليها بشكل حقيقي ملموس.
ضوابط في بداية الزواج
- التفاصيل