رسالة المرأة
المرأة لغز يصيب الكثير من الرجال بالحيرة وفي الوقت نفسه تشعر النساء أن الرجال بمثابة آبار عميقة يصعب رؤية نهايتها وبين الاختلافات المعروفة بين طريقة تفكير الرجل والمرأة، ولهذا تبدأ الخلافات الصغيرة التي سرعان ما تتحول إلى مشاكل ضخمة قد تنتهى بدفع العلاقة بينهما إلى النهاية.
ومن أهم أسباب إخفاق العلاقات العاطفية والزوجية بين الرجل والمرأة الآراء المختلفة وعدم التوافق فالقاعدة الفيزيائية تقول إن اقطاب المغناطيس المختلفة تتجاذب بينما المتشابهه تتنافر، والسؤال هو هل يمكن تطبيق تلك القاعدة على العلاقات العاطفية؟
الحقيقة أن الكثيرين يجدون فكرة اختلاف الآخر من ناحية الأفكار والآراء أمر مثير ومتجدد، ويبعد الملل المتوقع في العلاقات الطويلة، لكن البشرمثل بصمات الأصابع قد يتشابهون شكلياً لكنهم في الواقع مختلفون.

ومن هنا كان الاختلاف في آراء وأفكار الزوجين في بعض الأمور أمر يساعد على التخلص من الملل، لكن في الوقت نفسه فإن الاختلاف الكلي في كل شىء سوف يجعل حياتكما عبارة عن جدال لا ينتهي، وخاصة مع الاختلاف على طريقة وطبيعة تربية الأطفال والمعيشة.

ومن الأمور الخطيرة الأخرى خيانة الزوج فرغم أن المرأة العربية تشعر بنوع مختلف من الضغوط المجتمعية المتمثلة في الحفاظ على المنزل والأطفال وايضا الخوف من الحصول على لقب مطلقة الذي يكرهه المجتمع بشدة ويحاول منعه تحت أي ظروف وأسباب، إلا أنها من داخله تشعر بالجرح العميق.

وهناك بعض الأزواج الذين يتمتعون بزواج طويل ويراه البعض ناجحاً رغم أن الزواج نفسه قد تحول إلى مظهر اجتماعي في حقيقته حيث يتفق الطرفان بصورة غير معلنة على أن يعيش كل واحد منهم في عالمه الخاص دون أن يزعج الطرف الآخر، رغم أن الالتزامات المادية وتربية الأبناء تظل عوامل لضمان التواصل بينهما، وفي الأغلب لا تموت تلك العلاقات لأن أصحابها يخشون إلى حد كبير من مواجهة فكرة الانفصال أو الطلاق ، و يفضلون الهروب على مواجهة مشاكلهم.

وفي أحيان أخرى قد يوافق الطرفان على الدخول في ارتباط رسمي تحت الضغط المستمر الذي يمارسه الأهل والمجتمع ككل، وقد لا يشعر الطرفان بوجود الحب او حتى فكرة القبول النفسي المعتادة، ويأمل كل منهما في تغيير تلك الحقيقة بعد الزواج ، لكن الأمر غالبا لا يسير على هذا النحو ويشعر الطرفان أنهما مجبران على استكمال تلك الحياة الباردة والخالية من المشاعر ، وأحياناً يتألم أحد الطرفين وخاصة إذا كان هناك حب من طرف واحد.

وهناك خطر آخر يتمثل في الأهداف المتعارضة فقد يشعر الطرفان تجاه بعضهما بالحب الشديد ولكن اختلاف الأهداف فيما بينهما يعجل بالانفصال، خاصة أن هذه الأهداف غالباً ما تدور حول اختلافات الرؤى المستقبلية مثل إصرار الزوج على السفر خارج البلاد أو إصرار الزوجة على تربية الأطفال بأسلوب معين مختلف، وفي هذه الحالة يقع الانفصال في ظل التمسك بالرأي وإلغاء التنازلات واستحالة التوافق والشعور بأنانية الغير.

JoomShaper