يحتاج أصحاب الفكرة الإسلامية في مواجهة الجهود الضخمة التي تبذلها المؤسسات الدولية والدول الغربية والمنظمات النسوية، لفرض الثقافة الغربية على مجتمعاتنا، وتنميط الأسرة المسلمة بنمط الحياة الغربية، إلى تجاوز أسلوب  التحفظ والنقض إلى امتلاك روح المبادرة والفعل.
ففي ظل الجهود الخارجية المكثفة والاستجابة الداخلية المتسارعة من قبل بعض الدول (نحو الموافقة على تعديل قوانين الأحوال الشخصية والكوتا النسائية وغيرها)؛ يجب على أصحاب المرجعية الإسلامية  الانتقال من مرحلة ردود الأفعال ومنطق الاحتجاج والمعارضة، إلى مرحلة الفعل والمبادرة، واقتحام هذا الميدان، وصياغة مشروع مواز للمشاريع التي تطرحها الأمم المتحدة  في محاولة لعرقلة المشاريع الأممية، وإلا سيأتي اليوم الذي نسمع فيه عن صدور قوانين في مجتمعاتنا تبيح الإجهاض وزواج الشواذ كما تطالب مؤتمرات بكين.
إننا ندعو المنظمات الإسلامية النسائية والجمعيات الخيرية في جميع أرجاء العالم الإسلامي للتنسيق فيما بينها والتكتل والاجتماع للخروج بمشروع إسلامي متكامل للأسرة والطفل، على أن توضع آليات لتنفيذ هذا المشروع وتكوين لجان للمتابعة وتهيئة الأطر والكوادر القادرة والكفيلة بتنفيذ هذا المشروع إلى مداه.
ويتم الاجتماع بشكل دوري لمناقشة ما تم إنجازه من مقررات هذا المشروع؛ بل والضغط من خلال تعبئة وسائل الإعلام والساسة والعلماء والدعاة والمثقفين وأصحاب النفوذ القريبين من الفكرة الإسلامية؛ لتطبيق مقررات هذا المشروع داخل الدول الإسلامية، كما ينبغي على الموسرين من المسلمين دعم هذه المشاريع.

كما يجب إيجاد حالة من التأييد والتعاضد الشعبي والمجتمعي لفكرة هذا المشروع الإسلامي البديل؛ حتى لا يكون مشروع نخبة إسلامية لا تملك أي سند من الداخل أو الخارج سوى المطالبة والتحذير كما هو الواقع الآن، في حين أن خصومها وإن كانوا أقلية من المتغربين وشذاذ الآفاق، فهم أقلية مسنودة من الخارج ومستقوية ببعض مراكز النفوذ، تمارس ضغوطها لفرض حاكمية مرجعية المواثيق الدولية.
نعم هناك بعض المبادرات كما تشكلت  بعض التكتلات الإسلامية وهي جهود مشكورة، لكنها تبقى أقل من حجم التحديات التي تواجهه الأسرة والمجتمع الإسلامي، لذلك لابد من بذل قصارى جهدنا في امتلاك المبادرة والفعل، وحشد الجهود لنكون على مستوى التحدي، قبل فوات الأوان

 

لها أون لاين

JoomShaper