رسالة المرأة
الزوجة الجديدة قد تجد نفسها في بعض الأحيان تشعر بدرجة كبيرة من الغربة والحنين إلى حياتها السابقة قبل الزواج، وهذا الإحساس لا يأتي عادة خلال الشهر الأول من الزواج لأن هذا الشهر يكون مفعماً بالأحاسيس الجميلة وتشعر خلاله الفتاة أنها أصباحت زوجة لإنسان وأنها تبدأ حياة جديدة جميلة وأنها أصبحت امرأة ولم تعد فتاة.
لكن بعد مرور الشهر الأول من الزواج قد تباغت الزوجة بأنها مرتبطة بإنسان ذي طبيعة تتسم بالبرودة العاطفية وأنه لا يكترث كثيراً بتفقد حالتها النفسية والبحث عما يمكن أن يشغل بالها أو يؤرقها وأنه يريد أن يعود إلى ممارسة عمله وعلاقاته مع الأصدقاء والمعارف والأهل بنفس الطريقة التي اعتاد أن يعيش من خلالها في مرحلة ما قبل الزواج.
بطبيعة الحال تشعر الزوجة بدرجة كبيرة من الغربة والإحساس بالألم والخوف نظرًا لأن الزوج الذي كان يفترض فيه أن يكون أكثر عطفاً وأكثر إحساساً بالتغيير الكبير الذي حدث في حياته لا يهتم بوجودها.
ومما لا شك فيه أن هذه الإنسانة لو تصورت للحظات أنها بعد الشهر الأول من الزواج ستكون مجرد شيئاً جديداً أضافه هذا الرجل في منزله، وأنها لن تكون محور حياته ولن يكترث كثيراً بالحديث معها والحنو عليها ومداعبتها والاهتمام بها، وسيمارس حياته العملية والاجتماعية وأنشطته التي كان معتاداً عليها بنفس الوتيرة، ربما كانت سترفض الارتباط بهذا الشخص منذ البداية لو كانت لديها صلاحية الرفض أو القبول بحسب المجتمع الذي تعيش فيه وطبيعة القواعد التي تحكمه.
والآن وبعدما أصبحت الزوجة الجديدة في معية هذا الزوج وفي إطار حياة زوجية يفترض فيها أن تصل إلى بر الأمان وأن تثمر أسرة جميلة مكونة من أطفال يريدون أن يجدوا الحب والحنان مظللين على هذا المنزل، وأن يجدا أباً طيبا يغمر البيت بحبه وحنانه ورعايته، في ظل ذلك يجب على هذه الزوجة الجديدة أن تحبث عن حلول عملية للتكيف مع حياتها الزوجية الجديدة.
في البداية حاولي أن تصدقي أن التواصل المستمر مع هذا الزوج يمكن أن يفضي في يوم من الأيام إلى أن يشعر بوجودك، ومن ثم يجدر بك أن تبدأي في التواصل مع زوجك كلما سنحت لك الفرصة وحاولي أن تكوني قريبة منه بشكل لطيف لا يزعجه.
احذري بشدة من الهجوم على شخصية زوجك أو الاعتراض على حقيقة أنه يتجاهلك ويمارس حياته السابقة بشكل طبيعي، لأن زوجك سيعتبر هذا التمرد والاعتراض من جانبك محاولة لتحميله ما لا يطيق وسيزداد رفضه الكامل لفكرة قبولك كجزء من سياق حياته، وبدلاً من أن تقومي بهذه الثورة المبكرة ابدأي في محاولة التكيف مع واقع حياته وابذلي مجهوداً من أجل أن تكوني بالفعل جزءاً من حياته وأن تحاولي التعرف على النطاقات التي يمكنك أن تتسللي من خلالها إلى أعماق حياته وأنشطته واهتماماته.
تأكدي أنه مهما كان احتياج هذا الزوج للعلاقة الجسدية لإشباع احتياجه فإنه بالتأكيد لازال محتفظاً بدرجة ولو بسيطة من العاطفة والحنان في أعماقه ومهمتك الرئيسة هي البحث عن هذه الملامح الإنسانية العاطفية التي يمكن أن تجديها في شخصيتها على أمل أن تتمكني من إشعاره بأنه قد أصبح زوجاً لإنسانة وليس زوجاً لمجرد أداة أو شيء يشبع من خلاله احتياجه الجسدي وفقط.
زوجي يعتبرني "مجرد شيء" !
- التفاصيل