ياسر محمود
تشير العديد من الدراسات إلى تزايد نسب الطلاق بين الزوجين بشكل كبير خلال السنة الأولى من الزواج.
وحين نبحث عن أسباب ارتفاع هذه النسب في السنة الأولى من الزواج نجد أن من أهم أسبابها هو تجاهل الزوجان للتعرف بشكل جيد على الطرف الآخر.
اختلاف المنابع
فكثير من الأزواج يظنون أنهم بمجرد إتمام عقد الزواج بينهما والتقائهما تحت سقف واحد قد أصبحا شيئا واحدا ممتزجا، فما يسلكه هذا تجاه بعض الأمور لابد أن يسلكه الآخر، متجاهلين بذلك أن لكل منهما منبعا ومنشأ مختلفا عن الآخر، نمى فيه وترعرع، ولوكانوا من عائلة واحدة، وبالتالي سيكون لكل منهما طباع وفهم خاص للحياة، وسلوك ينطلق من هذا الفهم.
نحو التكيف
ولكي يتجاوز الأزواج والزوجات هذه الفترة الأولى من حياتهم بنجاح، والتي ربما يحدث فيها الكثير من الصدام نتيجة هذا الاختلاف، فنقترح عليهم بعض الأفكار التي تعاونهم على ذلك:
1- إدراك واعي:
فلابد للزوجين أن يدركا أن الخلاف بينهما أمر طبيعي نتيجة لاختلاف نشأة كل منهما، وأن دورهما تجاه هذا الخلاف ليس إنكاره وإنما فهمه والتعامل معه بصورة إيجابية حتى يحدث نوعا من التكيف والانسجام معه.
2- تعرف شامل:
فعلى كل منهما أن يتعرف على الآخر بشكل جيد حتى يخفف من حدة التصادم بينهما، وحتى يبدءا بعد ذلك في مرحلة التكيف. ومن الجوانب التي ينبغي على كل منها أن يعرفها عن الآخر:
- العادات والتقاليد التي نشأ عليه.
- طريقة تفكيره في الأمور.
- طريقة تعبيره عن مشاعره الإيجابية أو السلبية.
- طموحاته وأحلامه.
- طبيعة علاقته بأهله وطريقة تعامله معهم.
- ما يحزنه وما يسعده.
- هواياته المفضلة وما يحبه من وسائل الترفيه.
- ما يميزه من إيجابيات وما يشوبه من سلبيات.
ويمكن أن نجمل هذه الجوانب بأن يتعرف كل طرف على كل شيئ لدى الطرف الآخر.
3- سعي للتوافق:
فمن الضروري أن يسعى كل طرف منهما إلى بذل مزيد من الجهد النفسي للوصول إلى حالة من التكيف والتوافق والانسجام مع شخصية وطبيعة الطرف الآخر.
4- صبر جميل:
وأثناء محاولة كل منهما في السعي للحالة من التوافق، فعليهما التزام الصبر تجاه ما قد يصدر عن الآخر من تصرفات وسلوكيات لا يرضى عنها، وأن يلتمس له العذر في ذلك، فالتوافق والانسجام بين الزوجين قد يحتاج إلى وقت طويل
فهم الآخر.. طريق الانسجام الزوجي
- التفاصيل