أحمد عباس
الزواج في حياة الإنسان ليس بالعلاقة العادية أو العابرة التي يمكن أن يتعامل معها بصورة سطحية أو بدون اهتمام، لأن العلاقة الزوجية هي اللبنة التي ينبني عليها قوام المجتمع بالكامل، وبقدر ما تكون هذه اللبنة سليمة وقوية ومتماسكة وقادرة على التحمل بقدر ما يكون المجتمع ككل مجتمعاً صلباً منتجاً قادراً على النجاح والابتكار والإبداع.
في حياة كل إنسان العديد من الأمور والاعتبارات والأهداف والمشكلات لكنه في سياق حياته التي يعيشها لابد أن يعيد النظر بشكل متكرر ومتجدد لطبيعة حياته الزوجية ومدى تأثيرها عليه سواء كان ذلك التأثير إيجابياً يدفعه نحو النجاح ويحقق له السعادة أو كان سلبياً يقوده إلى الفشل ويملاً أيامه بالنكد والألم والحسرة.

ويجب على الزوجة بشكل خاص أن تدرك بشكل كاف أن حياتها الزوجية وطبيعة علاقتها مع زوجها تؤثر بصورة مباشرة على كل كيانها وحياتها لأنها تكون ذات تأثير كامل على استقرار أطفالها معنوياً ومادياً وواقعياً، وبالتالي فإن الزوجة كلما استطاعت أن تعيش حياة زوجية سعيدة قوامها التفاهم والاحترام المتبادل والمودة الصادقة كلما وفرت مناخاً تربوياً أفضل لأبنائها وكلما ساعدتهم على أن يخرجوا إلى المجتمع أشخاصاً أسوياء قادرين على النجاح.

من أهم الأسباب التي يمكن أن تفجر النزاعات في العلاقة الزوجة أن يشعر الزوج بحاجة ماسة إلى أن تتفاعل معه زوجته عقلياً وعاطفياً ووجدانياً بينما الزوجة ومنذ أن كانت طفلة كانت تشعر بالخوف والرغبة في الهروب على الدوام إذا حاول أح أن يطلب منها الاهتمام أو العاطفة وذلك ربما يرجع إلى طبيعة أسلوب تربيتة والدتها ووالدها لها، ويؤدي عدم اهتمامها برغبة زوجها في تفاعلها معه وجدانياً وعاطفياً إلى اندلاع نزاعات وصراعات ومشكلات لا حدود لها.

هناك سبب آخر يفجر النزاعات داخل منزل الزوجية وهو التمسك بحالة العدوانية، وتكمن خطورة هذا السبب في أن الطرفين كليهما يحاولان أن يتنافسا في إبراز أكبر قدر ممكن من العدوانية، وما لم تتدراك الزوجة هذه الحالة المتفاقمة فإن هذا يمكن أن يقود العلاقة الزوجية إلى فخ خطير قد يصل في بعض الأحيان إلى ارتكاب أعمال عنف أو حدوث الطلاق بين الزوجين.

احذري بشدة من تبادل الإهانات والكلمات الجارحة مع زوجك وسارعي بتقديم الاعتذار لو صدرت عن كلمة جارحة بحق زوجك وكوني في حالة أسف وندم حقيقية، وفي الوقت نفسه إذا صدرت كلمة إهانة أو عبارة جارحة لك على لسان زوجك فاحذري  من أن تتركي الغضب يتملك منك ويدفعك إلى الرد على زوجك بكلمة أخرى واقطعي الطريق على الشيطان منذ البداية بأن تتجاوزي الأمر وتتحملي وثقي أن هذا التسامح والحلم والقدرة على الصفح سيعوضك الله به غنى في كلمة وسمو في روحك وستكونين إنسانة على خلق عالٍ.

لا تصلي بزوجك إلى حالة الاضطرار إلى تبني المواقف الدفاعية، واعلمي أن كثرة اللوم والنقد لزوجك سيجعله بمرور الوقت لا يستطيع أن يفعل شيئاً إلا أن يكون دفاعياً على طول الخط في التعامل معك وهذا يوصله بشكل تدريجي إلى مرحلة الانفجار والرغبة في التخلص من وجودك في حياته على أمل أن يصل إلى راحة البال والطمأنينة ويتخلص من ضغوطك المستمرة عليه.

JoomShaper