أماني داود
إعلان بعلم الوصول لكل أم متهمة أنها أم على الورق فقط.
استدعاء غير رسمي بشأن الدعوى المقدمة من المعتدى عليهم، والمجني عليهم من أبناء هذا الجيل، أطفال ومراهقين ,بنات وبنين.
وعلى الأمهات على الورق الالتزام بالحضور للدفاع عن أنفسهن في التهم الموجهة إليهن من تقصير وتفريط في حقوق أبنائهن، سعيا من هيئة المحكمة للتصالح والتراضي بين الطرفين؛ من أجل إقامة أسرة مستقرة سعيدة ومجتمع اّمن.
ونحذر من وقوع أقصى العقوبات طبقا لمواد القانون التشريعي السماوي حيث قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون) التحريم 6 واستنادا لواحد من البنود التشريعية في السنة النبوية ففي الحديث الذي رواه البخاري ومسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كلكم راع ومسئول عن رعيته) متفق عليه، ولقوله (الرجل راع في أهله و مسؤول عن رعيته، وكذلك المرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها) وهذا محضر الجلسة الأولى للحكم في القضية رقم (1).
المدعى الأول /الابن / أنا أيها القاضي ابن مهمَل لأم على الورق وأب مشغول بعمله لا يعرف عني شيئا, أمي كذلك دوما مشغولة عني والمفترض أن تكون مشغولة بي. صحيح أنها تسد حاجتي للطعام والشراب في حين أنى أكاد أموت من نقص، بل وعدم توافر احتياجاتي المعنوية والنفسية، وأني لمتعطش لحديثها وفى حالة جوع دائم لقصة على لسانها.
تلومنى كثيرا لدرجة أحبطتني وتغضب منى وتتهمني أنني مشاغب, غير مؤدب, وغير مطيع, وعنيد.
و دائما تقارنني بغيري فتقول: لما لا تكون مثل محمد المؤدب, الذكي ابن الجيران؟..
أيها الحاجب ناد على المتهمة (أم على الورق)
القاضي: ما اسم ابنك؟
أم على الورق: علي
القاضي: ولماذا سميتِه عليا؟
أم على الورق: اتفقت أنا وزوجي على تسميتِه بهذا الاسم تيمنا باسم الصحابي الجليل علي بن أبي طالب رضي الله عنه
القاضي: هل حكيتِ له شيئا عن سيرة هذا الصحابي الجليل؟
أم على الورق(تفكر): أظن أنني لم أفعل.
القاضي:هل تعرفين شيئا عن هذا الصحابي؟
أم على الورق: نعم تحضرني الآن قصته في أحداث الهجرة، وكيف أنه نام في فراش الرسول ولبس بردته وضحى بنفسه فداء لرسول الله ولم يدل الكفار عليه وحبسوه يوما ولم يفصح لهم بشيء: ولما يأسوا منه تركوه وانصرفوا يبحثوا عن محمد وانطلق هو يؤدي الأمانات والودائع لأصحابها كما أوصاه الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو بعد ذلك الذي تزوج من فاطمة بنت الرسول صلى الله عليه وسلم وأنجب منها الحسن والحسين من البنين ومن البنات زينب و أم كلثوم وهو أمير المؤمنين و رابع الخلفاء الراشدين رضي الله عنه
القاضي: ما شاء الله عليكِ, من الذي حكى لكِ هذه القصة؟
أم على الورق: حكتها لي أمي رحمها الله منذ نعومة أظافري.
القاضي: ولماذا بخلتِ على ابنك ولم تحكي له كما حكت لكِ أمكِ؟ والله تعالى يقول:(فاقصص القصص لعلهم يتفكرون).
أم على الورق (بارتباك): أنا يا سيدي القاضي لا ألم بفنون سرد القصة وبعض قواعد التربية الصحيحة.
القاضي: وهل هذا عذر! لماذا لا تتعلمين فنون سرد القصة؟ وتلمين بها مثل التشويق والإثارة ومشاركة المتلقي لكِ وليس مجرد إلقاء وتلقين, وأن للقصة هدفا فهي وسيلة للوصول إلى غاية. وغايتك منها التربية وتعديل السلوك، أليس كذلك؟
أم على الورق: معكَ الحق يا سيدي.
القاضي (يستأنف): ابنكِ يقول أنكِ تقارنينه بغيره مما سبب له الأذى والإحباط.
أم على الورق: نعم سيدي القاضي بالفعل ابني أقل بكثير من محمد ابن الجيران وبه صفات كثيرة سيئة.
القاضي: لماذا لا تتهمين نفسكِ بأنكِ السبب الأول في صفاته السيئة ولماذا لا تقارنين نفسكِ بأم محمد كذلك.
فمؤكد أن أم محمد تتحدث مع طفلها وتنصت وتحكي له الحكايات وتسرد له القصص ولا شك أنها حكت له سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
وختم القاضي كلامه: إنكم معشر المربين والآباء والأمهات تتهمون أبناءكم بأشياء أنتم المتهمون قبلهم بحصولها.
قررت المحكمة حضوريا تأجيل القضية رقم 2 لجلسة الشهر القادم وإلى أن نلقاكم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لها أون لاين