لها أون لاين
قد يحتار المسلم عندما يسمع اختلاف العلماء في الرأي، حول مطالبة بعض العلماء والدعاة إلى تيسير تكاليف الزواج، وبعضهم لا يدعم ذلك، و لا يطالب إلا بعدم الإسراف فيها فقط!.
وتنشط الدعوات باستمرار إلى عدم المغالاة في المهور، والبعد عن الإسراف عند إقامة حفلات الزفاف، والدعوة المتكررة إلى الرحمة بالشباب والفتيات؛ للمساهمة في تقليل عزوف الشباب عن الزواج، ولإبعاد شبح العنوسة عن الكثيرات، وبعضهم يحث الشباب على توفير مصروفات حفلات الزفاف؛ لينفقها الزوج على متطلبات تأسيس عش الزوجية، وهكذا تستمر هذه الدعوات لتيسير الزواج، وتتبناها عدد من الجمعيات، وتشجع هذه المطالبات عدد من المؤسسات، وتقوم بجهود كبيرة لحل مشكلات الشباب، وتشجيعهم على الزواج.
ولكن بعض العلماء يدعو إلى التجهيز الجيد من الشباب قبل الإقبال على مشروع الزواج، وذكر ذلك بعض كبار العلماء، فلا يمانع من مطالبة الشاب بمهر المثل، أو بمهر مناسب للعصر؛ حتى لا يسخر من زوجته مستقبلا ، أو حتى لا يطلق زوجته بسهولة، أو لأسباب أخر.
و بعضهم يدعو الشباب إلى عدم الاستعجال قبل الاستعداد المناسب للزواج، ويجب ألا يقدم أي شاب على الزواج إلا بعد أن يكون قد تمكن من توفير احتياجات الزواج، وعنده القدرات المالية والصحية والاجتماعية المناسبة، وأن يكون الشاب مستطيعا لتحمل مسؤولية وأعباء تأسيس منزل الزوجية، وهي الباءة الواردة في وصية النبي صلى الله عليه وسلم: "يا معشرَ الشبابِ، منِ استَطاع الباءَةَ فلْيتزوَّجْ، فإنه أغضُّ للبصَرِ وأحصَنُ للفَرْجِ، ومَن لم يَسْتَطِعْ فعليه بالصومِ فإنه له وجاءٌ"متفق عليه.
والرأي الوسط هو الاعتدال والتوسط في نفقات الزواج، وعدم المغالاة في المهور، وفي تجهيزات العرس، وعدم الإسراف في تكاليف حفل عقد الزواج، أو الزفاف، والبعد عن التنافس البغيض عند اختيار فستان الزفاف، وعدم المبالغة عند اختيار قاعة الاحتفال، مع الدعوة لعدم التوسع في تقديم طعام الوليمة أو العشاء، مع البعد عن التبذير في المشروبات، والحلويات.
وينبغي الاعتدال أيضا في توفير مسكن الزوجية، وعند اختيار الأثاث ولوازم المنزل، وعدم المبالغة في تجهيزه بأحدث صيحات الموضة.
إضافة إلى أن الاعتدال والتوازن هو الاختيار المتوافق مع سنة النبي صلى الله عليه وسلم، فلم يمتنع من التوسع مع الاعتدال وعدم الإسراف، فعن عمر بن الخطَّابِ رضي الله عنه قال: لاَ تغالوا صداقَ النِّساءِ، فإنَّها لو كانت مَكرمةً في الدُّنيا، أو تقوًى عندَ اللهِ، كانَ أولاَكم وأحقَّكم بِها محمَّدٌ صلَّى الله عليْهِ وسلَّمَ. ما أصدقَ امرأةً من نسائِهِ، ولاَ أصدقتِ امرأةٌ من بناتِهِ أَكثرَ منَ اثنتي عشرةَ أوقيَّةً، وإنَّ الرَّجلَ ليثقِّلُ صدقةَ امرأتِهِ، حتَّى يَكونَ لَها عداوةٌ في نفسِهِ، ويقولُ: قد كلفتُ إليْكِ علقَ القربةِ، أو عرقَ القربة"رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه وهذا لفظه، وصححه الألباني.
ومن يدعو إلى عدم المغالاة في المهور، وعدم الإسراف في تكاليف الزواج، ينبغي تشجيعه، بل والاستمرار في الدعوة لذلك؛ لأننا إذا فعلنا هذا سنصل للهدف المأمول، أما إذا سكتنا، وتركنا الناس تتنافس في هذه المباحات، فسوف تزداد الأمور اتساعا، ويحدث التنافس المذموم
.
تكاليف الزواج بين التيسير و الإسراف
- التفاصيل