عبدالكريم الملا
"كل أنثى امرأة.. ولكن ليست كل امرأة أنثى"، هذه حقيقة لا نستطيع أن ننكرها أو نتجاهلها.
فالأنثى لا تعني أنك صاحبة أغلى وأفخم الماركات وأغلى الملابس وأجمل القلائد والأطقم، ولا هي ملكة جمال العالم، فالأنوثة لا تقاس بدرجات ومقاييس معينة.. فالأنوثة موهبة قد تولد مع البنت أثناء ولادتها فتكون فطرية، أو قد تنمى كأي موهبة، وكلمة أنوثة في اعتقادي مركبة المعاني؛ فهي توصف بالجاذبية والجمال وبعض من الغموض والسحر والقوة مع الضعف أحيانا.
وقد تتساءل الزوجة: كيف تسحر المرأة الرجل بأنوثتها؟
بما تملك الأنثى من عواطف ومشاعر وأحاسيس ورقة تستطيع أن تأسر قلب الرجل، وليس كما تعتقد البعض أن جمالها وتمايلها وحركاتها تملك قلب الرجل، وهذا قمة المصيبة، فقد تكون جميلة ولكنها قاسية العواطف غليظة في مشاعرها وما أكثرهن للأسف.
وهل يستطيع الرجل أن يكون علاقة حب مع القاسية في عواطفها والغليظة في مشاعرها!!!
فالمرأة بعواطفها الرقيقة والشفافة تأسر قلب الرجل وتشعره بأنوثتها وقربها، وإن كانت بعيدة عنه في شوقه إليها طوال الوقت ولا يمل من الحديث معها.. فالعواطف الجاذبة لا نستطيع أن نصفها ولكن نشعر بها ونحس بوجودها ونرتاح إليها وتعرف أنها عواطف صادقة ونظرات رقيقة جميلة فيها الحب والشوق مع الخجل.
المرأة التي تنظر إلى الأمور بعواطفها الجميلة فتنظر إلى أي عمل من قبل الزوج بأنه عمل عظيم وجميل بغير أن تنظر إلى قيمة الشيء.. في أحد الأيام استشارني أحد أصدقائي عن مشكلة بينه وبين زوجته، فجلست معهما أصلح بينهما، فإذا بالمرأة تتكلم أن هذا اليوم هو يوم ميلادها وهو لم يحضر لي أي هدية ولم يذكرني بأي كلمة، فقلت للرجل إن المرأة لو أهديتها وردة أو أي هدية تفرح بذلك، ويكون لها تأثيرها العظيم على نفسها، فإذا بالزوج يضحك وهو يقول له أخبره بما حدث، فقلت خيراً، تفضل. فيقول "في أي مناسبة لابد أن أتصل عليها وأسألها ماذا تريدين؟ وأي هدية ترغبين أن أحضرها؟ والسبب أني لما أحضر لها أي هدية لا ترضى بها أبداً، وتتأفف منها فصرت أسالها ماذا تريد؟ فردت علي كم وضعت من ميزانية لشراء الهدية؟
أين عواطفها ومشاعرها أين حبها لزوجها؟ المرأة تطلب الحب ولكنها تجهل كيف تصل إلى ذلك! تحب الرجل وتريد أن تتملكه وهي تجهل عقلية الرجل وتكوينه، فإذا لم تعامل الزوجة زوجها بعواطفها وتنظر إلى أن هذه الهدية غالية لأنها من رجل عزيز عليها، وأنه تذكرها في وسط سفره ومع أصحابه، فما أجمل أن تستشعري أنك ملكت عقل وقلب زوجك، وأنك معه في إقامته وسفره.
فإظهار الفرح والسرور لمجرد الحصول على هدية بغض النظر عن نوعها وسعرها فهو إحساس جميل وراق، وهي الأنوثة الساحرة عندما تعبرين بفرحك أمام زوجك وتتقدمين برسائل الشكر والتقدير من خلال نظراتك وملامح وجهك، فتعبرين عن أنوثتك بدون أن تتكلمي، ورسائل الصمت أبلغ من الكلام، إنه الإيحاء بالرضا والسعادة والحب.
صفة المرح صفة تستطيع الزوجة أن تملك قلب الرجل، فإذا فكر الرجل وأشغل فكره فهو يفكر فيها، وإذا نظر يميناً وشمالاً يبحث عنها، فهو كثير السؤال عنها، إنها ملكت قلب الرجل، إنها الزوجة "الأنثى" المرحة، فهي تشيع المرح في البيت وفي قلب الزوج ومع الأطفال الكل ينتظر جلوسها وحديثا وابتسامتها، فالابتسامة تجلب الابتسامة، والمرح يبعث المرح والانشراح، فهي تعطر البيت بعطور البهجة وهي تغرد كالعصفور مع زوجها وأهل بيتها حتى في تعاملها مع الخدم، ولا أريد أن أتحدث عن المرأة العبوسة التي تخاطب الخدم بأنها وأنها، وتترفع على زوجها وعلى أهله، فأي جفوة وأي قسوة؟ ثم تتعطر وتتزين وتلبس أفضل الملابس وتدعي أنها ملكة الأنوثة، وهي بعيدة عن ذلك تماما.
اسألي نفسك هل أنت وديعة، وهي الموافقة، والموافقة هي الحب، والمرأة الوديعة هادئة لا تغضب ولا تثور ولا تنفعل بسرعة في تصرفاتها مع زوجها، ولا تحتد في كلامها منخفضة في صوتها فلا ترفع صوتها أثناء نقاشها وحواراتها الأسرية.
هدوء الوديعة.. هدوء من الداخل ومن الخارج
تملك السلام على قلبها في الداخل، فلا تقلق ولا تضطرب، ومن الخارج هي مسالمة مع زوجها. لا تهاجمه، ولا تجرح مشاعره، وهي بعيدة عن العنف، حتى إذا هوجمت، لا تنتقم لنفسها.
إن للحديث بقية، وللأنوثة أسرار، وللأسرار مفاتيح، فهل نملك هذه المفاتيح...

JoomShaper