حصر المتخصصون في علم النفس والاجتماع الأسباب الناتجة عن أكثر الجرائم المتفشية في المجتمعات والتي اتضحت أنها تبدأ بغفلة من أولياء الأمور عن سلوك أبنائهم إلى غياب دورهم الأساسي في الحياة من تربية وتوجيه سليم لبناء إنسان قادر على مواجهة المجتمع.
لطالما راودني هذا السؤال:  «الأسرة هي اللبنة الأولى في بناء المجتمع إذاً  أين هي الأسرة  ونحن نرى تفككاً وتخبطاً في مجتمعاتنا العربية والإسلامية»؟
حينما بدأ كل فرد بنسيان دوره الأساسي في المجتمع، عندما يغيب الأب، ولم تتواجد الأم في المنزل غابت الرقابة على الأبناء، ضاعوا في أروقة الحياة بلا مُعين، إلا من رَحم ربي.

فقدوا الدفء والاهتمام من البيت فذهبوا يبحثون عنه في الطرقات، لم يجدوا صديقاً يسمع لهم، فبحثوا لهم عن من يسمع وينصح.
علينا أن نفهم اننا كلنا راعٍ وكل راع مسؤولٌ عن رعيته، فعلى أولياء الأمور مسؤولية كبيرة تبدأ من الخوف من الله تعالى إزاء الأبناء إلى إعادة تلك الأخلاق الإسلامية والمعاني والقيم السامية من الحب والمودة والرحمة والاحترام المتبادل والثقة والرعاية بالأسرة, لأن أي تقصير من جانب «الأب» و«الأم» عن احد مسؤولياتهما ينتج عنه تغيير ملحوظ مخيب للآمال في سلوك الأبناء، فلا تلوموا أبناءكم إن جرفتهم رياح الحياة إلى مرسى بعيد عنكم، بل لوموا أنفسكم لأنكم وحدكم من أفرطتم بهم وأضعتموهم، فتفكك الأسرة يعني ضياع  المجتمع.

JoomShaper