زايد الشهري
رعاية الوالدين للأبناء عمل مقدس ينبع من حب وجداني فطرو عليه, فكلما كانا سويين انعكس ذلك على حياة الأبناء نفسيا واجتماعيا وثقافيا، وقبل ذلك دينيا، فالذرية نعمة من الله تعالى توجب ذلك، قال صلى الله عليه وسلم (كل مولود يولد على الفطرة, فأبواه يهودانه او ينصرانه أو يمجسانه)، وهذا يتطلب العمل بجد لغرس القيم والأخلاق الحميدة وتثبيت العقيدة وابتعادهم عن التيارات الفاسدة.
الاباء بسبب ما يتعرضون له من ضغوط نفسية واقتصادية واسرية واجتماعية يكونون اكثر شدة ولكن ماذا عن حب وحنان الأجداد تجاه الأحفاد، إنها تمثل أرقى أنواع الحب والرعاية والحنان المبالغ فيه لانهم يرون في الابناء امتدادا طبيعيا لهم في هذه الحياة خصوصا ان معظم اسماء الاحفاد تأخذ اسماء الاجداد.
ان العلاقة التي تربط الاحفاد بالاجداد علاقة قوية كون الاباء منشغلين بامور الحياة. بعيدين عن الابناء في حين ان الاجداد لديهم الوقت الكافي للمسامرة مع احفادهم وسرد القصص عليهم ليعوضوا بذلك ما حصل منهم من نقص لأبنائهم بسبب مشاغل الحياة. بتلبية طلباتهم وقضاء اجمل الاوقات معهم مما ينعكس بالسعادة على الابناء من ذكريات يسمعونها وتجارب مروا بها.
وقد تصبح العلاقة شبة صداقة بينهم لما يجدونه من اجدادهم من هدوء وتفهم لمتطلباتهم والعمل على تحقيق طلباتهم ويكونون الحضن الدافئ لحمايتهم من عقاب الوالدين او أي احد من افراد الاسرة، لان الاباء بسبب ما يتعرضون له من ضغوط نفسية واقتصادية واسرية واجتماعية يكونون اكثر شدة في التعامل مع الابناء.
ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوة حسنة في حديث ابي هريرة (كنا نصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم العشاء فإذا سجد وثب الحسن والحسين على ظهره فإذا رفع أخذهما من خلقه أخذا رقيقا ويضعهما على الارض).
ومن خلال تجربتي مع أحفادي أشعر بغبطة كبيرة عندما أجالسهم وأتبادل الحديث معهم وألاحظ السعادة التي تشع من أعينهم مما يزيد سعادتي بهم. وعندها عرفت لماذا كانت جدتي رحمها الله تزيد من حرصها علي وعطفها الذي قد يصل إلى حد التدليل إنها بقدر ما تسعدني بحبها الغامر فإنها تجد في ردة فعلي ناحيتها عظيم السعادة والغبطة.
ورغم أن حب وعطف الأجداد قد يصل الى حد التدليل المبالغ فيه الا انه من الامور التي تغرس الثقة والاعتزاز في نفوس الأبناء بالإضافة الى الاستفادة من تجاربهم في الحياة لمعرفة الامور الصحيحة وتجنب الامور الخاطئة.. نسأل الله أن يرزقنا بر والدينا وأجدادنا.
أعز من الولد..»
- التفاصيل