محمد الكندري
كم تعاني المرأة من الجور والتعسف والظلم والتنكيل وللأسف أن يربط البعض ذلك باسم الإسلام , ويتبجح بعض الأزواج باستنادهم إلى نص قرآني "واضربوهن"، كم يتجنى هؤلاء على أنفسهم وعلى دينهم بعدم فهمهم لآيات القرآن الكريم وعدم الرجوع إلى كتب التفسير لفهم ما التبس عليهم ، فضرب الزوجات بعيدا عن الفهم الصحيح لنصوص القرآن الكريم معول هدم في صرح العلاقة الأسرية ومخالفة صريحة للتوصيات النبوية "استوصوا بالنساء خيراً" بل إنه من اللؤم وسوء الطباع (لا يضربهن إلا لئيم ولا يكرمهن إلا كريم) وفي الضرب إخلال بالميثاق الأسري القائم على المعروف والإحسان (وأخذن منكم ميثاقاً غليظاً) النساء/4.
ولك أن تتصور عزيزي القارئ ذلك المنتج البشري من الأبناء الذي ترعرع في تلك البيئة المتوحشة، وأثر انتشار مثل تلك الأسر الهشة وما تخلفه من أفراد على عموم المجتمع.
نحو فهم سليم
يفهم بعض الازواج (الضرب) على أنه اللطم واللكم والصفع والقمع ، وما يتبعه من مهانة وإهانة ويستدلون على فهمهم المنحرف بالآية القرآنية "و اضربوهن " ولو رجعنا إلى التفسيرات الموثقة لوجدنا الضرب في الآية غرضه ليس الإيذاء البدني بل هو أقرب إلى التأنيب وإيصال رسالة للزوجة بعدم رضاء الزوج.
ولذا اشترط العلماء أن يكون الضرب بالسواك أو سواه وألا يترك أثراً ولا يسيل دماً وأن يكون ضرباً غير مبرح.
كما أن الضرب (التأنيب) يأتي بعد وسيلتين هما الوعظ " فعظوهن " والصد في الفراش "اهجروهن في المضاجع " ولو تأملنا واقعنا لوجدنا الفرق الشاسع والبون الواسع بين مقصود الآية والممارسات الخاطئة.
وحتى يكون فهمنا سليماً لا بد من وضع الآية " واضربوهن " في إطارها العام من نظام الأسرة المسلمة القائمة على المعاشرة بمعروف أو التسريح بإحسان دون اعتداء أو تطاول ، بل الأصل الثابت هو " وجعل بينكم مودة ورحمة "
برقيات
· في تفسير قوله تعالى (إن الله كان علياً كبيراً) " النساء/34" يقول القرطبي (إشارة الى الازواج بخفض الجناح ولين الجانب ، أي ان كنتم تقدرون عليهن فتذكروا قدرة الله عليكم "
· الاحسان للزوجة من علامات الخيرية بدليل قول المصطفى صلى الله عليه وسلم (خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي) فما هو موقفك ومدى قربك وبعدك من تلك المنزلة عزيزي الزوج ؟!
· يقول تعالى "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة " يقول ابن عباس " المودة : حب الرجل امرأته ، و رحمته إياها ان يصيبها بسوء ".
· كتب السيرة والوقائع التاريخية تشير إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان حسن العشرة ، يلاعب أهله ، دائم التودد ، يعدل بين زوجاته ، يلاطفهن في الحديث .. الخ ، أين أنت عزيزي القارئ من تلك الاخلاقيات.
لا يحسن لزوجته إلا كريم
- التفاصيل