عادات ترتقي بحياتك الزوجية

نجاح شوشة

الزوج المسلم المتمسك بتعاليم دينه السمحة يعد عملة نادرة يجب الحفاظ عليها، لكن كثيرا من الأزواج اليوم ربما حدث لهم تأثر سيئ بالبيئة والمجتمع ووسائل الإعلام.

وقد تسببت عوامل عديدة في العصر الذي نعيشه في تدني درجة الرجولة والشهامة، وبات الناس يحلمون كثيرا بأن تكون لهم أخلاق وشخصيات الأجداد أو الأسلاف العظام في تاريخ الإسلام.

وعلى أية حال هناك مجموعة من الصفات أو العادات التي قد تجعل من الزوج شخصا سهل المعشر، محبوبا من المحيطين به

الحفاظ على اللياقة البدنية

من المؤسف أن نمط الحياة المعاصرة ساهم إلى حد بعيد في تراجع اللياقة البدنية لدى كثير من الشباب فضلا عن كبار السن، فالجلوس لفترات طويلة، أو ممارسة العمل اليومي بطريقة خاطئة، أدى إلى تفشي البدانة بين الشباب.

لذلك لا بد من ممارسة نوع من الرياضة، لتفادي تكوين الترهلات التي تؤدي في النهاية إلى التكاسل عن الأعمال اليومية.

وليس بالضرورة أن يكون المرء بطلا في كمال الأجسام أو المصارعة، لكن يكفيه أن يأتي بالحد  الأدنى من اللياقة التي تمكنه من اللعب مع أطفاله دون اعتذار دائم.

وإذا كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب قد حث الآباء: علموا أطفالكم السباحة والرماية وركوب الخيل، فلا بد إذن لرب الأسرة أن يكون ممارسا لهذه الأمور بطبيعة الحال.

لقد وجد الأزواج الذين مارسوا الرياضة بعد طول انقطاع، سعادة غامرة انعكست على حياتهم الزوجية والعائلية، بل والنفسية أيضا.

 

اتباع نظام غذائي صحي

ليس بالضرورة أن يكون الطعام الصحي مرتفع الثمن، بل على العكس، فمن الملاحظ أن الأطعمة والوجبات السريعة مرتفعة الثمن منخفضة القيمة الغذائية.

في المقابل الطعام المصنوع بالبيت بعناية ربة المنزل، وبنظافة مطبخها وأدواتها، يكون منخفض التكلفة مرتفع القيمة الغذائية.

ويقتضي النظام الغذائي الجيد عدم الإسراف في تناول الحلويات والنشويات لتأثيرها السيئ على البدن والأسنان أيضا، وكذلك لخطورة تسببها في مرض السكري.

 

حسن المظهر

قد يهمل الزوج في مظهره وهندامه، وفي غمرة الحياة وازدحام جدول العمل الصباحي والمسائي ربما ينسى أيام الزواج الأولى، والتي اعتاد فيها على الظهور في أجمل الثياب، داخل وخارج المنزل، كما اعتاد استعمال أفخر العطور وأحبها إلى زوجته.

ولا يهم أن تكون الملابس فاخرة غالية الثمن بقدر ما ينبغي أن تكون نظيفة مهندمة، مصداقا لقول ترجمان القرآن عبد الله بن عباس: "إني لأحب أن أتزين لزوجتي كما أحب أن تتزين لي".

وكان أجدادنا المسلمون في الأندلس يستعملون الحمامات والعطور، وتميز أهلها على مر التاريخ بجودة اللباس وعرفوا باهتمامهم بنظافة وصحة أجسادهم، وذلك في وقت لم يعرف فيه الأوربيون شيئا اسمه الاستحمام.

وقد روى الإمام مسلم عن أبي سعيد الخدري أن النبي (صلي الله عليه وسلم) مدح الطيب وقال إن أفضل الطيب المسك.

إذا فعلت ذلك.. سوف تدخل السرور على زوجتك، وسوف تسعدها بعودتك إلى سابق عهدك من طيب الرائحة وحسن الهندام.

 

كن زوجا مثقفًا

ألم تفكر في حكمة الخالق عز وجل من أن تكون أول كلمة نزلت من القرآن على النبي محمد -صلي الله عليه وسلم- هي "اقرأ".

فالعلم لا مبرر له إلا أن يكون وسيلة لمعرفة الله، وطاعته، والسلامة والسعادة في الدنيا والآخرة، هذه القراءة الأولية للآية.

إن تحول القراءة إلى عادة يضيف إلى عمرك أعمارا أخرى، ويمنحك خلاصة تجارب الآخرين، ولا يكون الهدف مجرد المعرفة، بل ستكون مادة القراءة أيا كانت (رواية أو كتابا أو قصة قصيرة) ستكون مادة للحوار مع الزوجة، وربما كانت القراءة مشتركة بينكما.

 

وهنا ينبغي الحد من ساعات مشاهدة التلفاز الذي يأكل وقت الأسرة ويضيع الأعمار دونما طائل.

 

تعاون معها في أمور البيت

كان الرسول صلى الله عليه وسلم في مهنة أهله، كذلك أنت أيها الزوج ينبغي أن تكون مساعدا لزوجتك في أمور المنزل، فمثلا غسل الأطباق أو نشر الملابس، وهذه أعمال يسيرة ولا تنقص من قدرك العالي أبدًا، لا سيما إن كانت الزوجة مرتبطة بأعمال أخرى، كل ذلك بالطبع يكون منك بمثابة مبادرة استباقية.

قد لا تتخيل مدى السعادة التي تعيشها الزوجة إن حملت عنها بعض هذه الأعباء، في وقت انشغالها بعملها اليومي والطبخ والتنظيف ورعاية الأولاد، وكلها مهام تثقل كاهلها.

 

خذ زوجتك في نزهة

لا تكاد توجد زوجة لا تحب الخروج؛ ولم لا وضغوط البيت والأولاد تجعل من (الفسحة) بمثابة شربة الماء على الظمأ، فبها تأخذ نفسًا عميقًا تكمل به مسيرة الحياة.

وأنت المستفيد الأول من الترفيه عن زوجتك، فهي مفتاح السعادة لك إذا كانت راضية عنك، وفي المقابل يمكنها تنغيص حياتك إن كانت عليك غاضبة.

 

كن متوازنا في حياتك

النصيحة الذهبية أن تتوازن بين حياتك المهنية وحياتك الاجتماعية، فإن غادرت عملك، لا تصحبه معك إلى البيت، فالبيت للسكن، والسكن من السكون والسكينة، وكم من بيت أفسده طغيان العمل المتواصل، حتى انكفأ كل زوج أمام شاشة حاسوب، حتى قست القلوب، وجفت المشاعر.

JoomShaper