جميلة هي معاني الحب وجميلة هي معاني البذل والعطاء والاهتمام، كثيرة كانت أم قليلة فهي تضفي السعادة على الكل وتتيح للجميع حياة مستقرة نفسياً وعاطفياً ومجتمعياً.. لأنها ستكون المدخل الرئيسي لابتعادنا عن الحقد والحسد والبغض والكيل والتدمير والهروب والإساءة وأخذ ما ليس لنا، واستخدام نفوذنا بما لا يليق.. وقبل أن يكون ذلك مخالفاً للشرع سيكون مخالفاً للبنية الإنسانية التي جُبلنا وفُطرنا عليها قبل أن تشتد سواعدنا ونتعارك مع ظروف الحياة.
وإن ذهبت تسأل عن أعظم حب في هذا الكون سيقال لك هو حب الوالدين لأبنائهم وليس العكس، فقليل من الابناء يردون هذا الحب بمثله بل يجدون أن حب الوالدين هو بمثابة الطوق الخانق لهم، وأن عدم تلبية متطلباتهم هو نوع من الإجحاف.. وليس هذا ما أرمي إليه في هذا المقال لأنه أمر طبيعي ومفهوم ومدرك من قبل الكل.
سيرمي البعض هذا الفتي أو تلك الفتاة بالجحود والنكران متناسياً أنهم بشر لهم طاقة تحمّل كغيرهم من إخوتهم، والذين ابتعدوا عن هذه المسؤوليات بأنانيتهم وحبهم لذاتهم وراحتهمولكن حديثي سيكون عن هذا الحب الأبوي والذي يصل إلى حد ظلم ابن دون الآخر والاتكال عليه دون الغير حتى يصل الأمر إلى الهروب بعيداً للراحة.. وكم عجبت من قول بعض المبتعثين وتناقض مشاعرهم في هذا الأمر بقولهم: (أصبحت حر نفسي ومسؤولاً عنها وبعيداً عن مشاكل المنزل والذي فاق اشتياقي لوالدي).. سيرمي البعض هذا الفتي أو تلك الفتاة بالجحود والنكران متناسياً أنهم بشر لهم طاقة تحمّل كغيرهم من إخوتهم، والذين ابتعدوا عن هذه المسؤوليات بأنانيتهم وحبهم لذاتهم وراحتهم.. أصبح هذا النوع من الابناء يجد حاجته عند الغير، سواء بالحديث الطويل أو التفهم أو النقاش أو الاستشارة أو غير ذلك . الغريب أصبح قريباً بشكل عجيب، والاعجب أن هذا الابن او تلك الفتاة أخذوا رويداً رويداً تبني فكر هذا الصديق وعقله وألفاظه وأسلوبه وحتى طريقة تعامله، والتي قد تصل إلى ان يكونوا عدائيين ناحية أهلهم وذويهم، وقد يصل بهم البقاء في الغربة والتعذر بأي أمر حتى يبتعدوا عن هذه الضغوط والتدخلات.. أيها الوالدان لن نلومكم بمحبة ابن اكثر من الآخرين، فالمشاعر لا تُملك، ولكن اعدلوا بتصرفاتكم فالتصرفات تملك.. حاوروهم ناقشوهم تفاهموا معهم.. أدركوا أبناءكم قبل أن يدركهم الغير.