هـــدْنة أسـرية!!لست أنَـظّــر أو أتفلسَــف، أو أَلْـبَـس رداء المثالية وطاقية الحكمة؛ (فأنا الأضعف والأقَـلّ)، وما لديكم أكثر وأجمَــل؛ ولكني أجد بدايات شهر رمضان المبارك فرصة لانطلاق مبادرات وتحولات إيجابية في حياتنا؛ مبادرات تهجر الأنانية والـذّات، لِـتبحث عن المحطات الإنسانية في نظرتـنا وتعاملنا وتعاطينا مع الآخرين!
* فالليلة الأولى من رمضان حَـريٌّ أن تكون المَـخَـدّة فيها خالية من الأحقاد وتَـبِـعَـات موجَـات الغَـضـب بين الأفراد أو الأُسَــر، وذاك بأن يسبق الـخـلـود لنومها مرحلة صفاء مع النفس أولاً، ثم محاولة التسامح مع الآخرين، والمسارعة في التواصل معهم، وتهنئتهم بالشهر المبارك دون إحضار صورة الخلافات وأسبابها؛ بل عنوان تلك الليلة يجب أن يكون (العفو وفَـتـح صفحات جديدة من المودّة والمحبة)!* المساهمة في مساعدة المحتاجين والفقراء وتقديم متطلبات رمضان لهم؛ ولاسيما في المحيط السكني الأقرب؛ خاصة فئات المطلقات والأرامل والأيتام، ولا تغتروا بكثرة الجمعيات الخيرية؛ فـوالله هناك أُسَـر مُـتَـعَـفّـفة، كما أن العديد من تلك الجمعيات يسيطر عليها بعض المقيمين الذين يسعون لتحويل المساعدات لـمَـن يهمهم أمـرهم!
* زيارة كبار السِّـن أو الاتصال بهم مباشرة للاطمئنان عليهم، وإشعارهم بأنّهم ما زالوا أحياء في مجتمع سرقـه الـرّكض وراء لقمة العيش، وكذلك الرسائل التفاعلية المعلبة، ومواقع التواصل الإلكترونية الحديثة!
* عيادة المرضى في المستشفيات وحبذا لو تكرّر هذا أسبوعياً؛ فصدقوني من أولئك المرضى مَـن هـجره الأهل والأقارب، ولاسيما الذين طال بقاؤهم؛ فزيارتهم تزرع في نفوسهم بذور الأمل، وتشعرهم بالحياة بعد المَـمَـات!
* أيام وليالي رمضان لعلها فرصة لإعتاق الأسَــرة الواحدة من سيطرة البرامج الذكية التي فككتها، وسلبت منها التواصل والتقارب؛ فكم أتمنى تجربة تأمين هُـدنة من تلك البرامج، وخلق مساحة للتقارب الأسَــري!
* أخيراً كم أتمنى أن تدار في هذا الشهر الفَـضِـيْــل حملات إعلامية لجمع تبرعات لإخواننا في ( سوريا، وبورمَــا وأفريقيا الوسطى)، وكلّ عام والجميع بخير.