إسراء الردايدة
عمان- أساس أي علاقة تمر في حياتنا التقدير والاحترام لكلا الطرفين، وحين نلتزم بعلاقة فهذا يعني ان نفعل كل ما يلزم لتوفير قاعدة آمنة لحل كل مشكلة وتجاوز اي موقف من شأنه ان يهدد أمنها وسلامتها، ويعني ايضا ان تتواجد في الوقت الذي يحتاجك به الشريك إذ تلعب العاطفة وقوة العلاقة دورا كبير في تكوين وتسهيل الالتزام بينكما.
تزدهر العلاقة بالنضج والتفاهم وحينها تنحسر العاطفة ما يمنحها مساحة للنمو، وتسود مرحلة الالتزام فيما تبدأ الحميمية المبالغ بها بالزوال، فحالة الاكتشاف والمشاركة والقبول المتبادل هي من ابرز ملامح مرحلة الحميمية وتلك لا تدوم الى الابد، بحسب الموقع السيكولوجي توداي. فعند نقطة معينة يدرك كلا الطرفين ان تحقيق الاهداف والاكتشاف والقبول غير المشروط، وهنا تنتهي قصص كثيرة بألم وكم كانت ممتعة ومميزة في الماضي لكنها انتهت.
فالموافقة على تقاسم الألم والمتعة في المستقبل هو التزام، وهذا يعني شعور واضح بالتفاهم والتواصل، كانه شريان حياة خفي يربط الطرفين معا، ويضمن كليهما ان يقدما الدعم عند الحاجة وبنفس الوقت يتيح لكل منهما النمو على حدة، وان لزم الامر يمكن لكليهما اجتياز مسافات ويتحمل كل منهما غياب الآىخر لآنهما متصلان بطريقة معينة حتى لو اختلفا وتجادلا فذلك الرابط اقوى من كل شيء.
الالتزام والخصوصية


الأفراد الذين يولون خصوصيتهم قيمة كبيرة يعتبرون التواصل نوعا من انواع التهديد، فالخصوصية مهمة للافراد وتختلف من واحد لاخر، وهي مصممة حسب تفكيره ومزاجه، ومرتبطة بطبيعة الحياة الأسرية التي عاشها.
واستمرارية التعامل مع الاخرين تؤدي لنضوب مصادر الطاقة لديهم، اذ انهم اعتادوا على ان يكونوا وحدهم على الاقل لفترة قصيرة، لاعادة شحن ذواتهم.
في المقابل فإن الاجتماعيين حين ينقطعون عن التواصل فترات طويلة يصابون بالاكتئاب والتوتر، ويحفزهم التفاعل الاجتماعي. ولذا فإن التوتر بين طرف انطوائي واخر اجتماعي فيما يتعلق بمسالة الخصوصية وبنائها امر مهم واشبه بلعنة تتطلب انفتاحا وتفهما من كليهما كونه يضع عبئا على التواصل بينهما ولا يخففه سوى التعاطف والرأفة ببعضهما بعضا وتفهم الوضع.
وينقسم الناس لقسمين: “منفتحين”، و”غير منفتحين”، والقسم الأول غير قادر على إنشاء علاقات سليمة، لأنه لا يقيم العلاقة بشكل واضح بحكم منح ثقته السريعة للكل بنفس المقدار، اما القسم الثاني فهو الاكثر قدرة على وضع الحدود مع الاخرين لأنه يستغرق وقتا في تحديد مفهوم العلاقة وصياغة شكلها.
وتتيح الخصوصية الصحية لكلا الطرفين الشعور بالثقة بالعلاقة والانتماء وتطورها، وتوفر أطرا صادقة لكلا الطرفين، ولكن إن لم يتم معرفة مساحة تلك العلاقة وأين تنتهي، فإن الشخص لن يشعر بالراحة في أي علاقة يقيمها في حياته.
تنظيم التقارب
إن تنظيم مدى التقارب بين الطرفين في العلاقة خاصة التي ستستمر مستقبلا ليس بالامر السهل، فبعد مرحلة الرومانسية والتعلق بالشريك يصل كل منهما مرحلة التفاهم على كيفية الاستمرار معا او التوقف، ويبقى تقدير كل منهما لظروف الاخر وتفهمهما انجح وسيلة ليساندا بعضهما على المدى الطويل حيث يدرك كل منهما احتياجات الآخر.

JoomShaper