نورة المسيفري
الأحد، 16 أبريل 2017 01:55 ص
الحب وحده.. لا يكفيالحب وحده.. لا يكفي
من الأنانية المفرطة أن تفكر في نفسك فقط حين تقرر الزواج، فمن الأولى التفكير في الأبناء وهم في رحم الغيب، لأنهم مستقبل حياتك الحقيقي.
إن اختيار شريك الحياة وفق شروط يمليها الدين والعرف مهم جداً، بل هو أهم من الحب والافتتان بنجوم وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها، فالحب وحده ليس أساساً جيداً للزواج، لذلك نرى زواجات كثيرة أسست على

الحب الكبير (الذي أطاح بكل شيء) تنهار بسهولة!!
إن الزواج نظام مقدس يحمي الفرد ويبني المجتمع، ومن ينظر إليه بخلاف ذلك لا يحترم قدسيته، ولا يوليه أهمية تساعده في تجاوز العقبات والمشكلات التي تحدث في أية علاقة.
ومن لا يقيم وزناً إلا لرغباته لا يتردد في هدم بيته بمجرد إشباع تلك الرغبات غير عابئ بنتائج ذلك على شريكه والأبناء، الذين سيتجرعون المرارة طوال حياتهم.
في رأيي واعتقادي أن الحب ما لم يكن ممزوجاً بالاحترام والاهتمام فهو مجرد وهج ينطفئ بمجرد الاقتراب منه.. فتنة تضمحل بمجرد لمسها.. رغبة تموت بمجرد إشباعها، لذلك على المتحابين توفير دعامة لحبهما، ليستطيعا بناء بيتهما على أسس قوية.
فالحب أعمى، ويحرمك من فرصة اختيار الشريك المناسب في تقرير مصير الأبناء، وعليه لا بد من تحكيم العقل والمنطق عند الشروع في الزواج، للحد من الخسائر الناجمة عن الاختيار الخاطئ وآثارها الممتدة عمراً وسنين.
ومن يظن أن الطلاق علاج لزواج فاشل فهو واهم، لأن الطلاق ينهي حالة الاقتران والمعايشة فقط، فلا يعالج شريكاً مجروحاً أو أبناء مهجورين يدعون عليك لا لك، لأنك حرمتهم من فرصة العيش في بيت آمن بني على أسس متينة.
لذا أنصح بالتفكير ملياً وبعمق شديد قبل أن تشرع في الزواج حتى لا تزرع الحصرم، وأبناؤك يضرسون.

 

JoomShaper