عشر رسائل أرسلها إلى البنت، التي ترغب في بر أمها، فالبر بالأمهات عندنا موصول، وحبله ممدود، وأبوابه مشرعة، فهيهات أن نكون مثل الذين يجعلون لأمهاتهم يوما في العام، ونحن نردد قوله تعالى: "وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا"الإسراء 23 "وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا" "وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا" الإسراء 24.
قوله تعالى: "وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا"الإسراء 23
ليس من الإحسان إلى أمك أيتها الفتاة المسلمة أن تنظري إليها نظرة شزْر عند الغضب، وأن تساوي نفسك بها، ولا تكوني ممن تستحي أن تعرف بأمها، لاسيما إذا كنت في مركز اجتماعي مرموق.
2- "وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا" الإسراء 24.
تواضعي لأمك أيتها الفتاة، وليني لها في القول، وأحسني إليها ولا سيما عند الكبر، ووهن العظم، وثقل المرض، وارحميها رحمة تعدل رحمتها بك وقت الصغر ومن لا يَرحم لا يُرحم.
3 – جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له: أوصني، قال: "لا تغضب"(رواه البخاري)
ما برت فتاة أمها إذا سددت نظرها إليها عند الغضب.
4 – (...... فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ.......)الإسراء: 23.
من العقوق أن تتأفف البنت من أمها، وتتضجر منها، ويعلو صوتها على صوت والدتها، وتقرعها بكلمات مؤذية جارحة مهينة.
5 – (وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا.....) الإسراء: 23.
ثلاثة حرم عليهم الجنة، ومنهم العاق لوالديه. احفظي عني أيتها الفتاة أن كل الذنوب تؤخر إلى يوم القيامة إلا عقوق الوالدين؛ فإن الله يعجله لصاحبه في الحياة قبل الممات.
6 - جاء رجلٌ إلى رسولِ اللهِ ـ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ـ فقال: مَن أَحَقُّ الناسِ بحُسنِ صحابتي؟ قال: "أمُّك" قال: ثم من؟ قال: "ثم أمُّكَ" قال: ثم من؟ قال: "ثم أمُّكَ" قال: ثم من؟ قال "ثم أبوك"(متفق عليك).
إن أمك تعاني من آلام الحمل والولادة والرضاع، والقيام على أمرك أكثر مما يعاني الأب؛ لذلك قدمي برها على بره.
7 - عن بريدة أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يارسول الله،"إِنِّي حَمَلْتُ أُمِّي عَلَى عُنُقِي فَرْسَخَيْنِ فِي رَمْضَاءَ شَدِيدَةٍ، لَوْ أَلْقَيْتَ فِيهَا بَضْعَةً مِنْ لَحْمٍ لَنَضِجَتْ، فَهَلْ أَدَّيْتُ شُكْرَهَا؟، فَقَالَ: لَعَلَّهُ أَنْ يَكُونَ بِطَلْقَةٍ وَاحِدَةٍ"(رواه الطبراني في المعجم الصغير، وضعفه الهيثمي في مجمع الزوائد).
هذه هي الأم بحر من العواطف والحب والحنان، فلا تتساهلي في حقها، وكوني أكثر براً بها وطاعة لها.
8 – "وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ"سورة لقمان 14.
احفظي عني ـ رحمك الله ـ أن مسلماً حجب الله لسانه عن شهادة أن لا إله إلا الله في مرض موته؛ لأن أمه كانت عليه ساخطة واجدة، حيث كان يؤثر امرأته عليها. فاحذري أن تطيعي هواك وتطرحي برها.
9 – عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ـ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ : "إِنَّ مِنْ أَكْبَرِ الْكَبَائِرِ أَنْ يَلْعَنَ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ، قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَكَيْفَ يَلْعَنُ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ؟ قَالَ: يَسُبُّ الرَّجُلُ أَبَا الرَّجُلِ، فَيَسُبُّ أَبَاهُ وَيَسُبُّ أُمَّهُ"(متفق عليه).
من عقوق الفتاة لأمها ما تقوم به بعض الفتيات ـ ولو من باب الممازحة ـ من شتم أم زميلتها، فترد عليها بالمثل. فهل هذا من برك بأمك أيتها الفتاة المسلمة!.
10 – قال الله تعالى: "وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا" الإسراء 24.
ما أجمل هذا الدعاء من الفتاة البارة بأمها وأبيها؛ إنه قمة الوفاء بحقهما، ومنتهى الصلة بهما، فالفتاة التي تتذكر طفولتها، وما قامت به أمها تجاهها، ثم تدعو لها بهذا الدعاء الرقيق الرخيم، لهي فتاة تستحق الاحترام والتقدير.