بيّنة المري
ربما موضوع حماية ذات الإنسان من أولاده موضوع صعب التداول لكن يجب أن تعيه قلوب واعية، قال الفيلسوف الصيني كونفوشيوس» أعتق ما أحببت»، هذه قاعده تُشعرنا بالأكتفاء. الأولاد و تربيتهم إضافة لمتع الحياه و شهوة نستمتع بوجودها»زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين»، و انغماس الإنسان في حياة أولاده حتى أصبحوا أسياداً يستعبدونه كما صورهم الرسول
»تلد الأمة ربَّتها» أحدى الصور الذهنيه الخاطئه التي يحتاج الإنسان أن يحرر نفسه منها فالجميع سيأتي الله فرداً،
ولن ينفعهُ مالاً ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
تشكل الأسرة كيان يكون فيه الوالدين هما المركز،
وبحسب حالة هذا المركز سينعكس ذلك بالإيجاب أو السلب على الأولاد، ولا يتوازن المركز إلا بحصوله على حقوقه كالاعتناء بالصحه، وممارسة العباده والرياضة والهواية والخلوه، وقد تطرق القران إلى تعليم الأطفال الاستئذان عند الدخول في أوقات ثلاثة تمتاز بطابع الخصوصية. «لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍۚ مِنْ قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ «. و لا ينبغي أن تعيش الزوجه منعطف خطير بعد إنجاب الأطفال فيجب أن تكون الأولوية والأفضلية في العناية للزوج لأنه الأصل و الباقي بعد استقلالهم مستقبلاً فهو ليس مجرد مصدر للمال كما تختزله بعض الأُسر، بل من باب الإحسان يستوجب هذا الدورالتقدير والأمتنان بالأفعال لا بالأقوال، والحكمه في أنفاق المال. بالمقابل عناية الزوج يجب أن تكون الاولوية فيها للزوجة وأن يكون ميزانها هو الراجح، فهي رفيق الطريق اليوم في المرحلة الأخيرة من العمر، وغني عن البيان أن تقدير أو تصغير المرأة بيدها فيجب أن لا تسمح لأحد أن يهينها سواء زوجها أو أبنها. الإنسان ليس مسؤولاً عن صلاح أولاده لكنه مسؤول عن حمل مسؤوليته المنوط بها فلا تذهب نفسه حسرات عليهم فنوح عليه السلام لم يتأثر بكفر أبنه،
والقران تطرق إلى حماية ذات الوالدين من الأولاد حينما قال:
»إنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوّاً لَكُمْ».
فكم من مشهد مؤلم يجترّهُ الإنسان بسبب عقوق الأبناء
وأنا لا ألومهم بقدر لومي للأباء والأمهات،
أولادكم خُلقوا لتعيشوا»معهم»لا لتعيشوا «من اجلهم»،
واقعك من توقعك، وتقدير الإنسان لذاته مظهر من مظاهر الوالدية الفعاله في الأسرة وصدق الطغرائي حينما قال:
غالى بنفسيَ عِرفاني بقيمتِها
فصُنْتُها عن رخيصِ القَدْرِ مبتَذَلِ
صفوة القول: نؤكد على مفهوم التوازن، وأعطاء كل ذي حقاً حقه بما فيها نفسك حتى لا تكون شمعة تحترق لتنير درب أولادك فيُذوب هذا الاحتراق صحتك ومالك ووقتك،
واستغني بالله عن من سواه حتى عن أولادك فالاستغناء
بالله حرية، والتعلق بالبشر عبودية قال ابن عطاء الله السكندري:
»ما بسقت اغصان ذل إلا على بذر طمع».;