كثيرا ما نتكلم عن عقوق الوالدين، وخاصة الأم التي تلقى ذلك النوع من العقوق، وهي من أنجبت وربّت ورعت ونعرف عاقبة هذا العقوق من الله عز وجل ونحذر أبناءنا منه، وكثيرا ما ندعي أن ما قد يحدث للأبناء من حوادث بسبب عقوق أحدهم لوالديه، وقد يكون ذلك صحيحا، ولكن ألا نجد أننا نحن الآباء والأمهات قد نكون عققنا أبناءنا ونستحق أحيانا العقاب على ذلك؟ وقد يتعجب البعض من ذلك، ولكن بالفعل يوجد عقوق للأبناء وهذا العقوق قد يكون من خلال الاختيار الغير مناسب للزوجة أو الزوج الذين هم الآباء والأمهات، حيث إن ذلك الاختيار قد يكون مسيئا لهم؛ كون
أحدهم غير صالح أو يتعامل مع الأبناء بإهمال وقسوة، وهذا ما نسمع عنه ونقرأ ونراه أحيانا كثيرة.
كما أن الإهمال من جانب الأم لأطفالها الصغار وتركهم مع الخادمة أو المربية طوال اليوم ترعاهم وتغذيهم وتشرف عليهم، وهي في حالة غياب ذهني وجسدي عنهم في الحفلات والمناسبات السعيدة وغير السعيدة، بالإضافة إلى إهمال الأب لهؤلاء الأبناء؛ كونه غائبا عنهم في كثير من الأوقات، غير آبهٍ بأي عواطف تجاه أبنائه ولا بتوفير أدنى الرعاية، فهم مجرد (عزوة وفخر) له.
وكم ضاعت بنت بسبب إهمال والدتها لها ورافقت من أساء لأخلاقها، وكم تاه شاب في صحراء الفساد من عدم رعاية الأب له ونصحه وتوجيهه، وكم فقد شاب حياته لتوفير الوالد السيارة له دون أن يوعيه أو يرشده.
إن من الواجب علينا نحن الآباء والأمهات أن نكون العين الساهرة على أبنائنا؛ حتى لا نفقدهم ونكون نحن العاقين لهم، وحتى لا نستحق العقاب.