إذا أردت أن تتمتع بحياة زوجية أفضل فتصرف كالأعزب.
مفارقة قد لا تروق للكثيرين، لكنها نصيحة من خبيرة أميركية في شؤون الأسرة آثرت أن تقدمها عبر إحدى كبريات الصحف العالمية بمناسبة عيد الحب الذي يصادف يوم 14 فبراير/شباط من كل عام.
تقول ستيفاني كونتز إن الزواج في سن متأخرة خلافا للقول الشائع يقلل من خطر الطلاق، كما أنه يتيح للناس فسحة من الوقت لاكتساب خبرات تعليمية وموارد مالية ومهارات كثيرة أخرى كالطبخ وتصليح الأدوات المنزلية وإدارة المال، وهو ما سيحقق لهم نفعا بقية حياتهم.
ويقيم العزاب عادة شبكة علاقات اجتماعية أكبر من تلك التي للمتزوجين الذين يجنحون إلى الانعزال مع شريك أو شريكة حياتهم، وفي المجمل فإن غير المتزوجين يتفاعلون مع أكثر مع الأصدقاء

والجيران وزملائهم بالعمل وأفراد عائلتهم الممتدة.
وتعتبر كونتز إقامة علاقات مع الأصدقاء وأفراد الأسرة والاشتراك في الأندية والتنظيمات السياسية والفرق الرياضية ونقابات العمال عناصر أساسية في ما اصطلح علماء الاجتماع على تسميته "الاندماج الاجتماعي".
ويقرر الباحثون في مجال الصحة أن الحفاظ على مستويات عالية من الاندماج الاجتماعي يوفر وقاية أكبر من الموت المبكر تماما مثل الإقلاع عن التدخين.
إن ضعف العلاقات الاجتماعية ينطوي في حقيقة الأمر على خطر الوفاة المبكرة أكبر مما تمثله البدانة وقلة الحركة، وأظهرت إحدى الدراسات العلمية أن من يسعون لمصادقة الناس وإقامة علاقات اجتماعية أخرى يقل عندهم خطر الوفاة إلى النصف مما يتعرض له أصحاب العلاقات الضعيفة.
كما أن تكوين شبكة أصدقاء كبيرة عوضا عن الانكفاء على الأسرة بشكل أساسي أمر مفيد على نحو خاص، وكشفت دراسة أخرى أجريت على أكثر من 6500 بريطاني أن الرجال والنساء الذين قالوا إن لهم عشرة أو أكثر من الصداقات في سن 45 عاما يتمتعون بصحة نفسية أفضل كثيرا عند بلوغه سن الخمسين.
وتمضي الخبيرة إلى القول إن العديد من المشكلات التي يواجهها المطلقون والمطلقات والأرامل قد تكون ناجمة ليس عن انفصالهم فحسب بل لأنهم كانوا يعتمدون كثيرا على شريك/شريكة حياتهم، مما جعلهم عاجزين عن إقامة علاقات اجتماعية وتطوير مهارات للاعتماد على الذات.

JoomShaper