كلما امتدت سنوات الزواج ازدادت قوة ومتانة بين الزوجين إلا أن هذا لا يعني أبداً خلوها من المشاكل التي تختلف من مرحلة إلى أخرى من مراحل الحياة الزوجية وضغوط الحياة اليومية. وتختلف مشاكل الحياة الزوجية من عائلة لأخرى وحسب عادات وتقاليد تلك الأسر. وتختلف أيضا أسبابها ودرجاتها، فبعض المشاكل الزوجية تعد مشاكل بسيطة وتمر مرور الكرام، بينما هناك مشاكل تستدعي التحليل والتفكير ومحاولة إيجاد الحلول المناسبة التي ترضي الطرفين. ومشاكل زوجية أخرى يفقد الزوجان الثقة بينهما وتتعقد الأمور لتصل إلى طريق مسدود في
اعتقادهما! ما يسبب تكرار الخطأ أو الدقة في مراقبة الأخطاء. على الرغم من ظن الكثيرين بأن المشاكل الزوجية لا يأتي من ورائها إلا الألم والمعاناة للزوجين والأطفال والأسرة ومن في محيطها. والمتضرر الأول هو الطرفان الزوج والزوجة إلا أن الدراسات تشير إلى غير ذلك؛ فهناك فوائد للمشاكل الزوجية الروتينية وهي تقوم بإبراز القدرة على إعادة الحب بين الزوجين ومعرفة كل منهما مدى حاجته إلى الآخر، وهي أيضا فرصة لمراجعة كل منهما لأخطائه تجاه الآخر وتساعد على اكتشاف شخصية الآخر ومدى تحمله وصبره على شريك حياته للاستمرار في معارك الحياة معا بحلوها ومرها وفهمها وزيادة الوعي بأهمية الزواج. وأما ما ينغص الحب بين الزوجين فهو كثرة الجدال والمشاكسات على أتفه الأشياء، فكل طرف يريد أن يبدي تفوقه على الآخر بذكر المشاكل السابقة وإعادة النقاش فيها وكل يتحجج ويبرئ نفسه وأنه على صواب في رأيه بتسيير أمور الأسرة! ويجب التخطي وعلاج المشاكل أولا بأول وبحكمة ونبتعد عما ينغص على الزوجين حياتهما ويكدر صفو الحب بينهما لما جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم: (تطاوعا ولا تختلفا).