أحمد ممدوح

قال الجاحظ «وإذا ترك الإنسان القول ماتت خواطره، وتبلَّدت نفسه، وفسد حسّه». كذلك الحياة الزوجية لا يمكن أن تكون بدون حوارات أو نقاشات وتفاهمات، وتشتكي كثير من الزوجات من قلة الحوار والكلام مع شريك حياتها وزوجها، وإذا كان هناك حوار ونقاش لابد أن ينتهي بصراخ وانفعال يسود الحديث، ثم يخيم على البيت السكوت وينشغل كل من الزوجين في لحظات الفراغ بالهاتف أو التلفاز، ويقول الخبراء وأهل العلم إن الحوار وطرقه المتعددة عبارة عن (مهارة مُتعلَّمة)،أي يمكن لأي إنسان أن يكتسبها ويتقنها طالما أن لديه الرغبة في ذلك، وتحتاج الحياة الزوجية إلى التحديث المستمر ومن تحديث إلى تحديث كي تعمل بكفاءة وبجودة عالية، مثلها مثل الأجهزة الإلكترونية، ومع تأخير التحديث تصبح الأجهزة بطيئة ومملة ولا تعمل بشكل جيد، لذا علينا

أن نسعى في تحديث حياتنا الزوجية التي قد يعتريها بعض الملل والعطب والركود من كثرة البرامج التي تتم إضافتها إلى حياتنا اليومية. والتجديد والتحديث في الحياة الزوجية يحتم على الأزواج تغيير مستمر في أساليبهم التي لم تعد تؤثر بإيجابية في حل مشكلاتهم الزوجية، واستعمال طرق متنوعة وحديثة بدل الطرق القديمة المعتادة التي اعتاد عليها الطرف الآخر: ومن أول عوامل التحديث هي التغير في المظهر الخارجي، فإن أول جاذب للطرفين هو الهيئة الخارجية والشكل وزينته ولباسهما، ثم يتبعها بعد ذلك طريقة الإصغاء والاستماع إلى المتكلم، وترك ما في يدك والالتفات إليه والانصات إلى كلامه فهذا يولد شعور لدى المتكلم بأن كلامه محبوب وله قبول لدى المستمع. واختيار الوقت المناسب للحوار له أهمية كبيرة في تقبله والاستماع إليه، فلا حوار وقت الانشغال أو الإرهاق أو الجوع أو عند النوم أو قبل الخروج من المنزل، أو بعد الدخول مباشرة من العمل أو بعد انفعال، فكل هذه الأوقات لا تصلح للنقاش، وفتح قنوات الحوار، وليس هناك وقت معين لفتح النقاشات والحوارات، ولكن كل زوجة تختار الوقت الذي يناسبها وترى أن هذا وقت استرخاء وهدوء مناسب للكلام والإصغاء، ومن المهم تهيئة الذهن قبل الحوار وتزين الكلام بزينة الحميمية والملاطفة، وأقول للزوجة بصفتها مديرة الحوار إن كل الرجال يؤثر فيهم حسن الكلام وطيب الفعال ولا تنهي الحوار بانفعال أو إساءة وغضب، وكوني صبورة وافتحي مغاليق قلبه لينجذب إليك بجمال حديثك وحسن عباراتك.

JoomShaper