1/11/2019
محمد السيد-الدوحة

لم تكن القطرية سوسن محمود تعلم أن الصدفة التي قادتها لحضور البرنامج التأهيلي "المقبلين على الزواج" بمركز الاستشارات العائلية "وفاق"، ستكون سببا في تغيير معتقداتها عن الزواج وجعلها إنسانة ناضجة وواعية وأكثر إقبالا على الحياة.
سوسن التي طالما اعتبرت الزواج أكبر الهواجس في حياتها، وجدت من خلال المشاركة في البرنامج، الأسس والمفاهيم التي تضع من خلالها قدميها على بداية الطريق الصحيح في اختيار شريك الحياة الزوجية.


وتقول للجزيرة نت "كانت تتملكني مشاعر متضاربة من الخوف والحيرة عندما أسمع من الناس أحاديث سلبية عن التجارب الزوجية، وأشاهد أمامي مستقبلا مظلما ينتظرني، فتصيبني نوبة من الغضب مفادها ألا يتوجب عليّ الزواج خوفا من الفشل والطلاق".
وحضرت سوسن ضمن مجموعة من 70 شابا وشابة البرنامج من أجل التوعية والتعلم، لكنها لم تتوقع هذه الاستفادة الكبيرة التي غيرت الكثير من معتقداتها الخاطئة عن الزواج، التي ستتيح لها الخبرة لعدم الوقوع في أخطاء الآخرين مستقبلا.
سوسن التي شاركت في البرنامج بعد نصيحة من صديقتها، خرجت منه تنصح الشباب والشابات بالتخلص من الأوهام والأفكار الخاطئة قبل الزواج، وعدم التفكير بطريقة سلبية، والتعامل مع الأمر بسلاسة، وتبادل الاحترام والتفاهم بين الشريكين وعدم المقارنة.
أما محمد الخليفي أحد الذين حضروا البرنامج من أجل البحث عن إجابات كثيرة تشغلهم، فيؤكد أن موضوع الزواج خالف معتقداته تماما، وأنه كان يظن أن بعض الناس يبالغون في الحديث عن الصعوبات، لكنه رأى بنفسه ومرت عليه أمور لم يكن يتوقعها.
يقول الخليفي للجزيرة نت إن معايير البرنامج في اختيار شريك الحياة معقدة بعض الشيء، لكن بعضها توافق مع اختياره، خاصة أنه جاء بناء على رغبة الأهل وبموافقته.
الخليفي الذي سجل في البرنامج عن طريق شقيقته، لم يبدِ تشاؤما من الزواج، لكن همه كان الاستفادة من التجربة لعله يسمع نصيحة تفيده في تغيير مسار حياته.

خمس إجابات
يقدم برنامج "تأهل وتوكل" خلال الموسم التاسع والعشرين من البرنامج التأهيلي "المقبلين على الزواج" بمركز الاستشارات العائلية "وفاق"، خمس إجابات لنجاح الزواج قبل أن يبدأ.
- الإجابة الأولى تتعلق بالتخلص من خرافات الزواج المتمثلة في: ارتفاع نسب الطلاق، الحب قبل الزواج أو بعده، طالما نحن على البر فلماذا لا ننفصل؟ السكن مع الأهل يزيد التدخل، الجمال يديم الود ويثري الجنس، تشابه الشخصيات مهم لاستمرار الزواج.
- الإجابة الثانية تركز على التعريف بنمط الحب لدى الشريك وركائز الحب الزواجي المتمثلة في الجوانب النفسية من خلال الألفة والاحترام، والبيولوجية عبر العاطفة والشوق، والاجتماعية التي يحققها الالتزام والصداقة.
- الإجابة الثالثة ترتبط بالتخلص من مدمرات الزواج الثلاث: مرفوضة عند محاولة الانتصار وتدمير الآخر، ومطلوبة عند تجاوز الحدود أو التعدي على الحقوق، ومقبولة عند التعاون لاحتواء الخلاف وإدارته.
- الإجابة الرابعة تجسد الاستثمار في بنك الحب الأسري عبر تطبيق مفاهيم تعزيز الحياة الزوجية، ومنها: اليوم الأسري الأسبوعي، المبادرات المفاجئة، صلة الرحم المشتركة، الاتفاق حول الأبناء ودراستهم، الاحترام في الحوار، والعبادة الجماعية.
- الإجابة الخامسة تتمثل في تحصين الزواج من الملل والكدر بالموازنة بين العمل والأسرة، إخبار شريك حياتك بحاجاتك لأنه لا يقرأ أفكارك، تخصيص وقت للزوجين معا، وتجديد الحياة العاطفية والاحتفال ببعض المناسبات.
زواج صحيح
ويرى عميد كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت الدكتور حمود القشعان أن البرنامج يساعد في تأهيل الشباب والشابات قبل مرحلة الزواج، خاصة أن المشكلة في العالم العربي هي تهيئة الأولاد لليلة الزفاف دون تعليمهم مهارات وخبرات الزواج.
القشعان المسؤول عن المحور الاجتماعي في البرنامج، يقول للجزيرة نت إن أغلب المشاكل التي تحدث في الزواج نابعة من أن الزوج يعتقد أنه ما كان قديما فهو أصيل، وأن أي شيء جديد فهو دخيل.
ويؤكد أهمية تعلم أنواع إظهار الحب بين الزوجين سواء بالتأكيد من خلال اللفظ أو بالوقت أو بالمسؤولية أو بالهدية أو عن طريق العشرة الزوجية المتمثلة في الحاجة البيولوجية.
ويعد الاختيار الصحيح أهم النصائح الذي قدمها البرنامج للمقبلين على الزواج، فالاختيار الذي يتوافق فيه رأي الشخص مع الأسرة يؤدي إلى زواج صحيح، أما إذا فرض الشخص رأيه على الأسرة أو العكس، فقد يؤدي إلى زواج مريض.
رفع الوعي
أما رئيسة قسم التنفيذ والمتابعة بمركز الاستشارات العائلية ريم الحرمي فتشير إلى أن البرنامج مدته خمسة أيام، ويشتمل على خمسة محاور ترتبط بالنواحي الاجتماعية، والنفسية، والشرعية، والاقتصادية، والصحية.
وتقول ريم للجزيرة نت إن البرنامج أحد أهم البرامج الأساسية التي يحرص المركز على تقديمها منذ تأسيسه، مستهدفا من خلاله فئة الشباب والشابات المقبلين على الزواج وعاقدي القران.
ويهدف البرنامج إلى رفع وعي الشباب من الجنسين بأسس الحياة الزوجية المستقرة، والمساهمة في خفض نسبة الطلاق قبل الدخول، وذلك من خلال تهيئتهم وإعدادهم للتفاعل بطريقة صحيحة مع متطلبات الحياة الجديدة التي سيعيشونها.

JoomShaper