ليلى علي
يدير زوجك ظهره وينام في أقل من خمس دقائق، يغمر الغرفة السكون، بينما لا يزال عقلك متوقفا عند المعركة التي واجهتها معه للتو. تتساءلين كيف أمكنه النوم تاركا إياك وسط كل هذا الغضب، وبعد محاولات مضنية تستسلمين للنوم وعقلك معبأ بكل تلك الأفكار السلبية التي غالبا ما ستستيقظين صباح اليوم التالي وهي تحاصرك.
أزمة العراك قبل النوم
تقول إيمي م. جوردون، الحاصلة على دكتوراه في علم النفس الاجتماعي، في مقالها "عندما تذهب إلى السرير غاضبا" على موقع سيكولوجي اليوم، إن الحكمة القائلة "لا تذهب قط إلى الفراش وأنت غاضب" ربما تكون هي الحكمة الأكثر قيمة وإفادة.
بحسب جوردون، فالنساء يميلن إلى الشعور بمزيد من المشاعر السلبية ويتفاعلن تفاعلا قويا مع الأحداث السلبية عندما يكن متعبات في نهاية يوم طويل. لذلك فإن العراك في وقت متأخر من الليل بدلا من النوم يعد كارثة في حد ذاته.
عندما تكونين متعبة، تبدئين في العراك على أشياء تافهة قد لا تزعجك إطلاقا عندما تكونين مرتاحة.
تضيف جوردون "في بعض الأبحاث التي أجريتها، نظرت إلى الصلة بين النوم والعراك، ووجدت أن الناس أكثر عرضة للعراك إذا لم يحصلوا على قسط كاف من النوم في الليلة السابقة مقارنة بالأيام التي ينامون فيها جيدا".
وتتابع "أحضرت أيضا أزواجا إلى المختبر، وجعلتهم يخبرونني كيف ناموا في الليلة السابقة، ثم طلبت منهم حل مشكلة كبيرة في علاقاتهم. لقد وجدت أنه إذا كان أي من الزوجين قد نام بشكل سيئ في الليلة السابقة، كان أقل قدرة على فهم مشاعر شريكه أثناء النزاع، ويكون لديه صعوبة في حل المشكلة".
بعبارة أخرى، قد تقودك ليلة نوم صعبة إلى العراك، وعندما تبدأ العراك تجد نفسك تواجه صعوبة في حل المشكلة. وبعدها تنام وحالتك النفسية في وضع سيئ، مما يجعلك لا تحصل على قدر كاف من النوم الجيد. إذن فهي دائرة مغلقة لا بد من التخلص منها بمحاولة عدم العراك قبل النوم وعدم النوم غاضبا.
آثار تراكمية ضارة
بدوره يقول رئيس المنظمة غير الربحية "فاميلي فيرست" مارك ميريل على مدونته "مساعدة العائلات على الحب بشكل أفضل"، إن الطريقة التي يتعارك بها الأزواج تؤثر بشكل كبير على الصحة العامة والسعادة لهذا الزواج.
يقول ميريل إن "الذهاب إلى الفراش غاضبة لا يؤثر فقط في اليوم التالي، ولكنه يسبب أيضا تأثيرات تراكمية وضارة بصحتك وتوازنك النفسي وأيضا على استمرار زواجك"، وفيما يلي بعض العواقب السلبية للنوم الغاضب:
زيادة الفجوة بين الزوجين
ليلة العراك التي يتم تجاهل الوصول إلى حل فيها تخلق جدارا تزداد صعوبة اختراقه، مما يتسبب في دورة مستمرة من الشعور باليأس والغضب في علاقتك بزوجك.
النوم وأنت غاضبة من زوجك يزيد من حالة الانقسام الزوجي فيكثر الجدل ويقل الحديث والتواصل مع بعضكما بعضا، ومن ثم يصبح لقاء أحدكما بالآخر أمرا ثقيلا على النفس وينتهي بكما المطاف في النهاية طليقين.
صعوبة العودة للحياة الطبيعية
عادة يخلق النوم شعورا بالأمل الجديد في الصباح التالي، لكن الذهاب إلى الفراش غاضبة من زوجك يهزم هذا الأمل. يحتاج أي زواج إلى التغلب على الصراع بين طرفيه ومحاولة البدء من جديد من وقت لآخر. ولكن عندما يبدأ اليوم التالي بالمشاعر السلبية الصعبة المتبقية من الليلة السابقة، تتأخر البدايات الجديدة، وتضيع فرص الاستمتاع بالحياة يوما بعد يوم.
قلة النوم تؤذي صحتك
يقول ميريل "الغضب لا يؤذيك فقط عاطفيا ولكن أيضا جسديا، فقد أظهرت العديد من الدراسات أن نوعية النوم تؤثر على الصحة العامة. وعندما تذهبين غاضبة إلى السرير عادة ما يكون نومك غير مستقر وقلق وغير جيد، وهذا مما يؤثر سلبيا على صحتك على المدى القصير وعلى المدى الطويل".
يؤثر على الحالة المزاجية
الذهاب إلى الفراش غاضبة بشكل متكرر يخلق نمطا غير صحي من العلاقة الزوجية. فالنوم غاضبة يؤثر على الحالة المزاجية، كما يؤثر سلبا على العلاقة الحميمة مع زوجك.
رسالة الفوز
إن الرسالة التي ترسليها إلى زوجك عندما يكون لديك نمط متكرر من النوم غاضبة هي أن زواجك والعلاقة السعيدة بينكما أقل أهمية بالنسبة لك، أنت لا تتنازلين وفي كل مرة ترغبين في تأكيد حالة غضبك حتى يتم ما ترغبين به. قد لا يكون ذلك هو ما تقصدينه من وراء نومك غاضبة، ولكن هذا غالبا ما يصل إلى الطرف الآخر.
انتبهي لعوامل العراك الخارجية
تقترح جوردون أنه للتعامل بطريقة بناءة مع الخلافات مع زوجك، يجب عليك مناقشة القضايا في أفضل مكان ممكن وأفضل وقت ممكن. تقول "بالطبع، لا يمكنك دائما العراك مع زوجك في ظل الظروف المثالية، ولكن يمكنك أن تصبحي أكثر وعيا بالعوامل الخارجية التي تؤدي إلى تفاقم العراك ومن ثم العمل على تقليل تلك العوامل الخارجية".
قد يتصاعد النزاع الخاص بك دون داع إذا كنت متعبة أو جائعة أو متوترة أو غيره من الأسباب التي ليس لها علاقة بعراكك. لذلك في المرة القادمة التي تبدئين فيها بالغضب من شيء ما، خذي دقيقة لتقييم الموقف. إذا كان الوقت قريبا من موعد نومك، فبدلا من البقاء مستيقظة والذهاب إلى الفراش غاضبة، حوّلي انتباهك إلى شيء ممتع لمدة 20 دقيقة ثم النوم ثم معرفة ما إذا كنت لا تزالين غاضبة في الصباح.
لا يعني ذلك أنه يمكنك دائما حل كل شيء قبل النوم. ولكن هذا لا يعني أن عليك أن تذهبي إلى الفراش غاضبة، يمكنك فقط الاتفاق مع زوجك على أنكما ستواصلان الحديث في وقت لاحق وستعملان على إيجاد حل عندما يكون كلاكما مرتاحا ومستعدا ليوم جديد.