نعيمة عبدالوهاب المطاوعة
أبناؤنا هل استطعنا حمايتهم؟، اشترينا لهم كل شيء، وفرنا لهم ألعاب الرفاهية، التعليم الأجنبي العالي، السفر، الهدايا، حفلات أيام الميلاد وغيرها.
هل فكرنا بعقولهم؟ هل استثمرنا الحوار معهم؟ هل عرفنا ما يدور في أذهانهم؟،
هل وجدنا الوقت الكافي للعب معهم ومناقشة احتياجاتهم التي قد لا ندركها؟.
للأسف تركناهم للأجهزة الإلكترونية التي تبث الغث والسمين وتدس السم في العسل، برامج تافهة ومواضيع لا تمت لحياتنا بشيء!!
بل إنها قد تؤدي بهم إلى سلوكيات لا نرضى عنها وأفكار بعيدة عن واقعنا.
بنينا البيوت الكبيرة الفخمة وزيناها بأحلى الأثاث ووفرنا لأبنائنا الغرف وجهزناها بالأجهزة المتنوعة لإمتاعهم ولكن نسينا أو تناسينا أننا بهذا قد أبعدناهم عنا وجعلنا بينهم وبيننا سداً قد لا نستطيع أن نهدمه!
وأصبحت بيوتنا خاوية طوال اليوم وكأنها فنادق جعلت للنوم والراحة ولا تربط بين سكانها أي صلة ولا يعرف أحدنا شيئاً عن الآخر، شبابنا في ناحية وفتياتنا في أخرى يتابعون برامج التواصل الاجتماعي التي قد توجههم الوجهة الخطأ ولا يجدوننا حولهم، وأطفالنا الصغار يلهون بالآيباد والسوني والتليفون.
بيوتنا أصبحت خالية من الجلسات والحوارات، بل صارت اللقاءات بعيدة المنال، تقول إحدى الفتيات: أحياناً لا أرى والدي إلا بعد يومين أو أكثر، فلا تجمع على طعام، ولا جلسة جميلة أمام التلفاز، ولا ضحكات حول موقف نشاهده، لدرجة لن تكون هناك ذكريات لأبنائنا معنا عندما يكبرون!!
قد نتأثر لمشاكل بعض الأبناء الذين نسمع عنها ونحن لا ندري عن مشاكل أبنائنا!
تركنا الحبل على الغارب لهم، بحجة الحرية واختيار حياتهم ولم نجد الوقت لمناقشة ما تفكر به عقولهم، وإذا حاولنا أن نعدل سلوكهم ونمنعهم عن بعض التصرفات اعتبروها تعنتاً وعنفاً وظهرت تصرفات وسلوكيات غريبة على مجتمعنا ونرفضها قلباً وقالباً.
إننا في موقف صعب مع أبنائنا لابد أن نعيد حساباتنا ونجدد علاقاتنا مع أبنائنا ونشعرهم بأننا نحن الأمان والأمن لهم ولن يساندهم إلا نحن وعلينا أن نتخذ من مبدأ الحوار والمناقشة السبيل إلى قلوبهم مع الصبر عليهم وتحمل ما قد يصدر عنهم من رفض أو عناد وأن نحتويهم بكل حب وحنان حتى لا يضطروا إلى البحث عن غيرنا ممن قد يسيرهم إلى ما لا تحمد عقباه.