علاء علي عبد
عمان- يحرص المرء دائما على إنجاز ما تحتويه قائمة مهامه اليومية، وذلك لكونه يدرك أن كل مهمة يجب أن تكون من أولى أولوياته. لكنه كثيرا ما يجد نفسه أمام حاجز الوقت الذي لا يسمح له أن ينجز كل ما تحتويه تلك القائمة. لو كنت تعاني من نفس هذه المشكلة فاعلم أولا أنك لست وحدك بهذا، واعلم أيضا أن السبب على الأغلب أنك لم تحسن اختيار أولوياتك بالشكل الصحيح.
النجاح بإدارة الوقت يتطلب أن يكون لدى المرء قائمة أولويات واضحة، بحيث يكون إنجازها وسيلة مهمة لتقريبه من الأهداف الكبرى التي يسعى لتحقيقها. فضبابية اختيار الأولويات من شأنه إرهاق الذهن وبذل الكثير من المجهود في المكان الخاطئ.
على الرغم من أن لكل شخص أهدافه الخاصة وأساليبه الخاصة التي يتعامل بموجبها مع ما يدور حوله، إلا أن هناك مجموعة من الأشياء التي تنطبق على قائمة أولويات كل منا والتي سأستعرض عددا منها فيما يلي:
الاهتمام بالصحة الجسدية: لا يخفى على أحد أهمية الصحة التي من خلالها نستطيع الحصول على الراحة والرضا وتنعكس إيجابا على سلوكياتنا تجاه أنفسنا وتجاه كل من حولنا. علما بأن أي متاعب صحية يواجهها المرء تعمل على سرقة راحته وإنتاجيته وتؤثر سلبا على كل مجالات حياته. لذا، فمن المهم مثلا الحرص على تناول الطعام الصحي وممارسة شيء من التمارين الرياضية، فهذه الأمور من أساسيات حفاظ المرء على صحته الجسدية.
تخصيص وقت للعائلة: عندما يواجه المرء متاعب مختلفة في عمله، وهذا أمر وارد حدوثه بين الحين والآخر، فإنه يفترض أن يجد مع عائلته الراحة والهدوء. لذا، فحتى مع تراكم العمل، يجب الحرص على تخصيص وقت للعائلة لتبادل الأحاديث أو مشاهدة برامج تلفزيونية معا أو الخروج للتنزه، فهذه الأمور من شأنها إضفاء الكثير من الإيجابية على جميع الأطراف، وبالتالي يكون بمقدور المرء إعادة شحن طاقاته لمواصلة العمل بأقل قدر من الضغط والتوتر.
الاهتمام بالناحية المادية: كثيرا ما نسمع أقاويل أن “المال لا يشتري السعادة”، لكن هذه الجملة وإن بدت ظاهريا صحيحة إلا أنها لا تصلح سوى كنصيحة لمن يكرس كل جهده لجمع المال، لكن بالنسبة للآخرين فالواقع أن عدم وجود المال من شأنه وضع عراقيل صعبة في حياة المرء. فالمرء لن يكون سعيدا وهو لا يستطيع دفع فواتيره الشهرية، ولن يكون سعيدا في حال كان لا يجد ما يسد به جوعه أو جوع عائلته. لذا فالاهتمام بدون إفراط بالجانب المادي بالتأكيد من الأولويات ويمكن تحقيقه من خلال الحرص على أن ينفق بقدر ما يحصل عليه من راتب شهري وأن لا يتخطاه بشكل يراكم عليه الديون. أيضا في حال تمكن من توفير بعض المال شهريا، فمن الجيد لو قام باستثمار هذا المال بمشروع مضمون أو شبه مضمون حتى لا يغامر قدر الإمكان بخسارة مدخراته.