إسراء تريسي
بمجرد أن يقترب طفلك من سن الثالثة أو يتجاوزه، وفي حال كنتِ لا تحتاجين إلى ذلك بسبب غيابك عن المنزل لظروف العمل، فقد تتساءلين عما إذا كان مستعدًا لبدء مرحلة ما قبل المدرسة المعروفة بإسم «الروضة» أو «رياض الأطفال»، كثير من الآباء يكونون غير متأكدين من كيفية اتخاذ هذا القرار ومتى يكون من الصحيح اتخاذه.
يعد تحديد ما إذا كان طفلك مستعدًا وجاهزًا لمرحلة ما قبل المدرسة قرارًا مهمًا، لكن في الحقيقة لا يوجد عمر محدد مناسب ينطبق على جميع الأطفال. أنتِ وحدك من تستطعين أن تقرري إن كان طفلك جاهزًا لدخول الروضة.
في هذا التقرير نوضح لكِ بعض المؤشرات الرئيسة التي يمكن أن تساعدك في اتخاذ القرار.
في أي عمر تبدأ مرحلة ما قبل المدرسة؟
تبدأ معظم المدارس أو الروضات في قبول الأطفال من سن الثالثة وأحيانًا الرابعة، وقد تقبل بعض الروضات الأطفال في سن سنتين أو سنتين ونصف، لكن هذا لا يعني أن طفلك جاهز لهذه المرحلة بمجرد بلوغه هذا العمر. الاستعداد لمرحلة ما قبل المدرسة له علاقة أكبر بالمكان الذي يتطور فيه طفلك.
هل هو مستعد اجتماعيًا وعاطفيًا وجسديًا ومعرفيًا للمشاركة في برنامج تعليمي يومي منظم مع مجموعة من الأطفال الآخرين؟ ستساعدك الأسئلة التالية على التفكير في أهم العوامل التي تحدد جاهزية طفلك لمرحلة ما قبل المدرسة.
1. هل يستطيع طفلك الاعتماد على نفسه قليلًا؟
تتطلب مرحلة ما قبل المدرسة أن يكون لدى الأطفال مهارات أساسية معينة. على سبيل المثال، ترغب معظم الحضانات أن يكون طفلك مدربًا على استخدام الحمام، وأن يكون أيضًا قادرًا على الاعتناء ببعض الاحتياجات الأساسية الأخرى، مثل غسل يديه بعد الرسم، وتناول غدائه دون مساعدة والنوم بمفرده، كما لفت موقع «Very Well Family». لذلك احرصي على تعليم طفلك بعض مهارات الاعتماد على النفس والقيام بمهامه الخاصة البسيطة بنفسه دون مساعدتك تدريجيًا.
2. هل قضى وقتًا بعيدًا عنك مسبقًا؟
بالنسبة للأطفال الذين كانوا يُتركون في الحضانات وأماكن الرعاية من عمر مبكر (مثل ستة أشهر أو سنة)، فإن الانفصال عن الوالدين غالبًا ما يكون أمرًا عاديًا. لكن بالنسبة للأطفال الذين يقضون يومهم كاملًا مع أحد والديهم في المنزل، يمكن أن يكون قلق الانفصال مشكلة. إذا لم تتركي طفلك من قبل مع أي شخص لمدة طويلة، يمكن أن تبدئي في تركه لفترات قصيرة من الوقت مع صديق موثوق أو أحد أفراد العائلة، كالجدة أو الخالة.
بهذه الطريقة سيتعلم طفلك كيف ينفصل عنك والأهم سيثق في أنك ستعودين في الوقت الذي قلته. ضعي في اعتبارك، حتى الأطفال الذين اعتادوا على الانفصال عن والديهم قد يبكون أو يتخوفون في البداية من تركهم في مرحلة ما قبل المدرسة. لكن مع مرور الوقت والتواصل المستمر وكسب ثقة الطفل، سيقل هذا القلق تدريجيًا ويختفي. كما يمكنك الاستعانة بالقصص وكتب الأطفال لشرح الفكرة لطفلك بطريقة مبسطة.
3. هل يمكن لطفلك التعبير عن احتياجاته؟
نعلم جميعًا أن الأطفال الصغار يطورون مهارات لغوية بمعدلات متفاوتة. يمكن لبعض الأطفال في سن الثالثة التحدث بجمل كاملة، بينما يتحدث البعض الآخر في جمل من ثلاث إلى أربع كلمات. هذا الاختلاف طبيعي ومتوقع، كما أشار موقع «Motherly».
إذا كنت تفكرين في أخذ طفلك للروضة فعليك أن تتأكدي أن لديهم مهارات لغوية كافية لشرح احتياجاتهم. هل يمكن لطفلك أن يقول إنه جائع، أو بحاجة إلى الحمام، أو أنه يشعر بالمرض؟ هل يشعر طفلك بالراحة في التحدث إلى الكبار الآخرين، مثل المعلمة؟ قد تكونين كأم تستطيعين فهم ما يريد ابنك الصغير قوله، لكن من الجيد التفكير فيما إذا كان الآخرون سيكونون قادرين على فهم طفلك أيضًا.
4. هل يمكنه القيام ببعض الأنشطة بمفرده؟
تتضمن مرحلة ما قبل المدرسة عادة الكثير من مشاريع الفنون والحرف التي تتطلب القدرة على التركيز على مهمة فردية. إذا كان طفلك يحب الرسم في المنزل أو ينغمس في الألغاز والأنشطة الأخرى بمفرده، فهو على الأغلب مستعد لمرحلة ما قبل المدرسة.
يشير موقع «Babycenter»، إلى أنه حتى لو كان من النوع من الأطفال الذين يطلبون المساعدة في كل شيء، يمكنك البدء في تجهيزه من خلال تخصيص أوقات للعب الفردي حيث يمكنه الترفيه عن نفسه لمدة نصف ساعة أو نحو ذلك. على سبيل المثال، أثناء غسل الأطباق، شجعيه على اللعب بالمعجون أو ألعاب الماء. قومي تدريجيًا بزيادة فترة اللعب الفردي الذي تكتفين فيه بدور المراقب، أو التواجد فقط، وتقديم المساعدة عند طلبها فقط.
5. هل طفلك معتاد على اللعب الجماعي؟
عندما تفكرين فيما إذا كان طفلك مستعدًا لمرحلة ما قبل المدرسة أم لا، فكري في مدى تفاعله مع الأطفال الآخرين وطريقة هذا التفاعل. إذا كان طفلك يتواجد حول أطفال آخرين بشكل متكرر، مثل الأشقاء، أو أولاد العم، أو أطفال الجيران، أو في مجموعات اللعب، أو في الحديقة، فمن المحتمل أن يكون لديك فكرة جيدة عن كيفية استجابته وتفاعله مع الأطفال الآخرين في سنه.
ومع ذلك فإن تعلم المهارات الاجتماعية هو أيضًا تركيز رئيس في مرحلة ما قبل المدرسة. لذلك فإذا لم يكن لطفلك فرص كافية للتفاعل مع الأطفال الآخرين، فلا داعي للقلق. توفر مرحلة ما قبل المدرسة لهم الفرصة للتعرف واللعب مع الأطفال الآخرين في سنهم. لكن من الجيد أن تحاولي في فترة التحضير لهذه المرحلة أن يجتمع طفلك بأطفال من سنه في الحديقة أو في المنزل كي يعتاد على اللعب الجماعي، كما وضح موقع «Raising Children».
6. لماذا تريدين إرساله إلى رياض الأطفال؟
فكري جيدًا في أهدافك من إرسال طفلك إلى مرحلة ما قبل المدرسة. هل تحتاجين فقط إلى وقت لنفسك أو رعاية نهارية لطفلك؟ قد تكون هناك خيارات أخرى إذا بدا أنه غير مستعد بعد للمدرسة، مثل الاستعانة بمربية لبضع ساعات في بعض الأيام، أو البحث عن ناد يقبل الأطفال في أيام معينة ولعدد ساعات قصيرة.
أما إذا كنت قلقة من أنه إذا لم تسجليه في مرحلة ما قبل المدرسة فلن يكون جاهزًا للروضة، فيتفق معظم الخبراء على أن هناك الكثير من الطرق الأخرى التي يمكن للأطفال من خلالها تطوير المهارات اللازمة للنجاح في في مرحلة رياض الأطفال أو المدرسة، بما في ذلك الذهاب إلى دار رعاية نهارية جيدة لبضع ساعات، أو قضاء وقت ممتع في المنزل معك، أو مع شخص مقرب آخر كالأب أو الجدة.
وجدت دراسة أجرتها المعاهد الوطنية لصحة الطفل والتنمية البشرية أن الأطفال يبذلون قصارى جهدهم إذا تمت رعايتهم من قبل شخص مهتم حقًا بسعادتهم ونموهم، كالوالدين والأقارب والأصدقاء، وقاموا بالأنشطة المتنوعة المناسبة لمرحلتهم العمرية، ولا يحتاجون إلى أن يكونوا مسجلين في مدرسة للقيام بذلك.
أما إذا وجدت أن الأسباب الرئيسة التي تجعلك ترغبين في إرسال طفلك إلى مرحلة ما قبل المدرسة هي أنه يحب تعلم أشياء جديدة واستكشافها، أو أنه لا يتلقى التحفيز الكافي في المنزل أو الحضانة، أو يبدو أنه مستعد لتوسيع آفاقه الاجتماعية والتفاعل مع الأطفال الآخرين، ولا يجد الفرصة لذلك في المنزل، فمن المحتمل أن يكون هذا هو الوقت المثالي لبدء مرحلة ما قبل المدرسة.