ديمة محبوبة

عمان- ربما لم يعتقد أحد أن بإمكان لعبة فيديو مشتركة بين الزوجين أن تكون سببا لإنهاء خلاف وتحسين العلاقات، وخلق أجواء من التسلية والفرح في أجواء المنزل. فعادة يميل الرجل إلى اللعب مع أصدقائه وإن كان “أونلاين”، غير أن مشاركة زوجته ومعرفتها بقواعد وأصول اللعبة ومنافستها وأن تكون معه في هذه المساحة التي كانت مغلقة عليه، كلها أمور تشجعه أكثر.
تجربة سمير مع زوجته كانت مختلفة تماما، إذ بدأت خلال فترة الحظر المنزلي بسبب انتشار فيروس كورونا، فقد تزوجا قبل ثلاثة أعوام وليس لديهما أطفال بعد، وانقطعا عن العالم كله مدة أشهر، وكانت أعمالهما من المنزل.


لذلك، اقترح سمير على زوجته شراء جهاز ألعاب الفيديو الحديث، والبدء باللعب معا، مبينا أنها كانت في البداية قلقة من أن لا تنجذب نحو هذا العالم، وتشعر بالضجر.
لكن بعد أن تعلمت قواعد اللعب، بات هذا الوقت الاستثنائي الذي يقضيانه معا ممتعا للغاية، كله مرح وتنافسية ودعم من أن لا يخسر أحدهما. ويستذكر أنها بالفعل كانت سببا في تخطي أوقات الملل والفراغ، وإيجاد مساحة جميلة بينهما.
وأصبحت مرام تنتظر بفارغ الصبر العطلة الأسبوعية لتشغيل اللعبة وإكمالها، مبينة أن ذلك بدأ في فترة الحظر وخوف الناس من كورونا وحالات المرض والموت، والتزام الجميع داخل البيوت، إذ كان زوجها يلعب وحيدا ويشعر بالملل، ليحاول أن يستقطبها للعب، في البداية لم تجد الأمر مسليا، وقام بإعطائها نصائح جيدة للعب ودربها إلى أن أصبحت منافسة، وهي التي تنتظر أن تنهي أعمالها في الصباح الباكر يوم الجمعة لتجلس بجانبه ويبدآ معا اللعب، واستمر ذلك حتى هذا الوقت.
اختصاصي علم الاجتماع د. حسين خزاعي، يبين أن فكرة ألعاب الفيديو لا ترتبط عادة بالمفاهيم الإيجابية في سياق الحديث عن العلاقات الزوجية، وتعج الثقافة المعاصرة والكتب والأفلام بالقصص والرسومات الكوميدية التي تظهر زوجة ساخطة بسبب جلوس شريكها أغلب الوقت أمام ألعاب الفيديو. لكن ما يحدث اليوم مع بعض العائلات أن ألعاب الفيديو أصبحت سببا بتقوية علاقتهما الزوجية، وزادت من قربهما.
ووفق خزاعي، فإن السبب في هذا التقبل والتقرب لشيء عادة النساء لا يرغبن به بدأ في فترة الحظر، والجلوس طويلا للعب وحتى السماح ببعض الفوضى التي تحدث أثناء ذلك.
وتبين عيناء علاء أنها لم تجرب ألعاب الفيديو من قبل، إذ إن زوجها يميل نحو ألعاب المغامرات الصعبة المعقدة، أو القتال والأسلحة الضخمة، بينما كانت تحب هي الألعاب ذات الألوان الساطعة والثيمات المتمحورة حول فعل الخير والصداقة. وأقرب تجربة لها من ألعاب القتال كانت مع لعبة “Fallout 3″، لأن هناك مهام ومراحل يجب تجاوزها خلال اللعبة كان أحيانا يساعدها، ما يجعل الوقت يمر بمرح وحب وود مع الكثير من الضحك، فما إن تنتهي اللعبة حتى تكون الأجواء جميلة في المنزل.
اختصاصي علم النفس د. موسى مطارنة، يبين أن ألعاب الفيديو تجذب الكبير والصغير، وعادة ما يلعب الرجل مع أصدقائه عبر ألعاب الفيديو “أونلاين” أو على أرض الواقع.
لكن في الآونة الأخيرة، بات الزوجان يجلسان مع بعضهما بعضا وقتا طويلا، وتعلما كيف يمكن للأشياء أن تغير وتقرب إذا توفر شيء مشترك بينهما، بحسب مطارنة، مؤكدا أن اللعب المشترك يساعد على تقوية العلاقات، حتى أن التنافسية في اللعب ما هي إلا طبيعة بشرية وقد ينتج ترابط أكبر بخوض تجربة لعب يتنافس بها الأزواج ضد بعضهم بعضا، أو ينضمون إلى فريق يتنافسون فيه ضد آخرين. إلى ذلك، فإن الهرمونات التي تطلق في الدماغ وتعط

JoomShaper