داليا الشيمي
كثيرا ما يضع الزوجين تصورا للحياة الزوجية ودور الشريك بصورة تبتعد زيادة أو نقصان عن الحقيقة.. وقد يكون ذلك من خلال حديث الأسرة عن هذه الموضوعات أو الأصدقاء أو وسائل الإعلام أو غيرها من المنافذ التي ترسل رسائل للشباب ذكورا وإناثا حول طبيعة الحياة الزوجية ..
ومشكلة هذه التوقعات في الحقيقة أنها تؤخذ من الكثيرين بطريقة جامدة .. بطريقة صلبة .. وكأنها كتاب مرسل .. على الرغم من أن أي علاقة إنسانية بين طرفين هي علاقة دينامية متفردة على الرغم من وجود بعض الأمور العامة فيها إلا أنها تحتفظ مع ذلك بتفردها و نوعيتها الخاصة التي تختلف من زوجين في ظروف ما لزوجين في ظروف أخرى ..
فمن المفترض مثلا والمتعارف عليه أن الزوجة هي التي تهتم بالأطفال في كل شؤنهم .. وعلى الرغم من ذلك فقد تكون ظروف عمل الزوجة الذي هو في بعض الظروف أحد المصادر الهامة للدخل تجعل من الزوج مشارك بنسبة قد تصل إلى 50 % مشاركة للزوج في الاهتمام باحتياجات الأطفال الأساسية .
وتكون المشكلة الكبرى حينما تختلف توقعات كل طرف عن الحياة الزوجية وعن دور الشريك تبعا للتنشئة الاجتماعية لكل طرف ..
ولحل هذه المعضلة .. يبقى علينا أن نوجه أبنائنا أثناء تنشئتهم أن ما يراه في علاقة والديه هو أحد نماذج تكامل الحياة بين زوجين ارتضى أن يعيشا معا بهذه الطريقة وهذا التقسيم .. ولكنه ليس الشكل الوحيد للحياة والتكامل ..
يبقى الهدف الأكبر ليس تنفيذ الشكل الذي نعرفه.. ولكن الهدف الأكبر هو الحياة المتوافقة .. المتزنة .. التي تضمن لكل فرد إشباع احتياجاته والشعور بالرضا عن حياته مع الشريك .. بغض النظر عن أي طريق سلكناه مادمنا لم نقرب مما حرمه الله ..
كونوا مرنين .. فليس هناك طريقة صحيحة وأخرى خاطئة .. فكل ما يرضى الطرفين في حدود ما يرضى الله فهو عين الصحيح ..
عين على بكرة