ترجمة: أفنان أبو عريضة
عمان- في مجتمعاتنا يتعرض الكثيرون للأذية والتعنيف اللفظي من الإخوة، والذي هو عادة ما يكون على شكل تصرفات تعكس عادات ناتجة عن الأهل وإن كانت دون قصد. وفي العديد من الحالات يكون الأخ أو الأخت من يقوم بتعنيف إخوتهم يفعلون ذلك نتيجة لعنف الوالدين.
الجفاء والعدائية بعلاقة الإخوة غير الأشقاء.. من المسؤول؟


الخلافات والقطيعة بين الإخوة تمحو ذكريات سنين
غياب الاحترام.. حاجز نفسي يفرق بين الإخوة ويفقدهم السند
وينشأ هذا الواقع في العائلات التي يكون فيها أحد الوالدين نرجسياً أو شديد النقد أو التحكم والتسلط، بالتالي يصبح هناك صراع تنافسي بين الإخوة.
كيف يكون “التنافس بين الإخوة” أذية؟
أحياناً يكون التعنيف اللفظي بين الإخوة ليس انعكاساً للأهل بل عدوان فردي، ومن المؤسف أن العديد من الأهل لا يميزون هذه العدائية بل ويصورونها على أنها تنافسية.
الآثار النفسية للعنف اللفظي على الأطفال
ويصنف الباحثون العنف الحاصل بين الإخوة إلى أربعة درجات من الأقل خطورة إلى الأكثر: التنافس، النزاع، العنف، التعنيف.
– فهم التنافس بين الإخوة
التنافس الصحي بين الإخوة بإمكانه تشجيع وخلق التحدي بينهم لتنمية مهاراتهم ومواهبهم. فهناك العديد من الإخوة المشاهير والرياضيين الذين يجسدون ذلك. ولكن عندما تكون الغاية من التنافس صب الانتباه على عيوب أحد الإخوة، يكون التنافس مؤذيا.
– تمييز النزاع بين الإخوة
التنافس الصحي بين الإخوة يساعد على بناء الكفاءة الاجتماعية والنفسية لديهم وتعليمهم حل المشكلات المعقدة وموازنة مشاعرهم. ولتحقيق ذلك على الأهل ابتكار أساليب وطرق ذكية للتعامل مع الخلافات والنزاعات بين أفراد الأسرة. وهذا من المستحيل تحقيقه في البيوت التي يسود فيها التعنيف اللفظي.
هل التربية الصارمة تعزز العنف بين الإخوة؟
العنف بين الإخوة واسع الانتشار – الضرب والعض والركل – جميعها سلوكيات شديدة، والتي يقدر بعض الباحثون وجودها داخل 96 % من الأسر.
ولكنهم يشيرون أيضاً إلى أنه من الصعب تمييز العنف بين الإخوة من اللعب العنيف، وتحديد ما يعتبر طبيعياً. ولكنهم يصنفون العنف على أنه أي شكل من السلوكيات بين الإخوة التي قد تسبب الأذية وخاصة الأذى النفسي.
لا يجب خلط اللعب العنيف والذي يقوم به العديد من الآباء مع أطفالهم – كلعب المصارعة والبطح والقفز والمطاردة – مع العنف. فهذه الممارسات تساعد على موازنة المشاعر لدى الأطفال وتعليم كبح النفس وقراءة العلامات الجسدية والحساسية تجاه غيرهم.
هذه المهارات ضرورية ليطور الأطفال شخصياتهم وتسمح لهم ببناء قواعد اجتماعية مع أقرانهم بسهولة. ما أوجدته الدراسات، أنه عندما لا يقوم الآباء بوضع قواعد واضحة وصارمة عند لعب هكذا ألعاب، يكبر الأطفال ليكونوا أكثر عنفاً.
– عندما لا يكون اللعب العنيف متبادلاً يكون عنفاً
عندما يكون الأذى غير متبادل وصادر عن أحد الإخوة تجاه الآخر لفرض السلطة والتحكم، فهنا يكون الأذى بين الإخوة ليس فقط لإذلال الطرف الأضعف بل لتعظيم مكانته أو مكانتها في نفس الآخر.
وهذا النوع من التعنيف بين الإخوة – كالتعنيف الجسدي أو الجنسي أو النفسي أو اللفظي، هو الأكثر شيوعاً. ينتشر التعنيف اللفظي بين الإخوة بشكل واسع ويشمل الإهانات واللمز والتهديد.
ومجدداً، كون الإخوة يميلون للتنافس على لفت انتباه الأهل، فيكون من الصعب على الوالدين التمييز بين العراك والعنف بين أطفالهم.

JoomShaper