عمان- ما الفرق بين قوة الشخصية والعناد؟
يعتقد الكثيرين أن المشاركة بحضور المناسبات والحفلات الكبرى أو حتى حصول حدث كبير سعيد أو الذهاب في رحلة لمدة أسبوع أو أسبوعين لها الدور الأكبر في ترسيخ وتقوية العلاقة الزوجية.
الحقيقة أن الأشياء الصغيرة الجميلة التي تحدث كل يوم، والمهارة بالتعامل بفعالية مع متطلبات الحياة ومشاكلها والإيجابية والكلمة الحلوة والابتسامة والاحترام المتبادل هي التي تكبر يوم بعد يوم، وهي التي تجعل للحياة والزواج معنى.


والعناد كصفة موجودة عند الرجل والمرأة، والإنسان العنيد من الشخصيات التي يصعب التعامل معها، لتمسكه بآرائه دون السماح لنفسه بالاستماع لوجهات النظر المختلفة. والعناد قد يكون أصلا موجودا بالإنسان أو مكتسبا لأسباب متعددة.
العناد يؤدي إلى الجدال والعصبية والصراخ والإساءة اللفظية والعنف الجسدي/ الضرب، وكل ذلك يؤثر على الجو العام بالبيت والصحة النفسية للأطفال، وأخيراً قد يؤدي إلى الطلاق.
الأسباب الرئيسية لتفاقم صفة العناد أو ظهورها عند الزوج أو الزوجة:
أولاً: عدم الشعور بالأمان عند أحد الأطراف “الشك“، وخاصة إذا شعرت الزوجة أن الزوج على علاقات غير شرعية، إدمان، قمار أو يفكر بالزواج مرة أخرى.
ثانياً: رغبة أحد الأطراف بأن يكون هو المسيطر ولا يقدم أي نوع من التنازلات، والسبب الرئيسي لمثل هذا السلوك، الذكورية وإثبات البطولات، والشعور بالفوقية والرغبة في إثبات الشخصية.
ثالثاً: عدم الرغبة عند أي من الطرفين بتقديم تنازلات، لاختلاف مثلا في المستوى الاجتماعي أو الثقافي أو الفكري، وخصوصا إذا شعر أحد الطرفين بأنه يتميز أو أعلى من الطرف الآخر.
رابعاً: وقد يكون العناد عند أي منهما، وسيلة للتعبير عن عدم الرضى عن سلوك وتصرفات وعادات الطرف الآخر وعدم الانسجام.
خامساً: الحب غير موجود وعدم الرغبة بالاستمرار ببناء هذا الصرح عند الطرفين أو أحدهما.
سادساً: الغرور والتعالي عند أحدهما والذي هو ناتج عن سلوك تربى عليه الزوج أو الزوجة.
وهنا يجب أن نميز بين الشخصية القوية التي لها آراؤها وتستمع وتغير، إذا ما دعت الحاجة والشخص المغرور الذي لا يستمع ويستمر متزمتا بأفكاره.
إليكم الآن بعض النصائح من أجل زواج ناجح ومستقر:
1. قضاء وقت مشترك والحديث حول العديد من الأمور المشتركة كل ما أمكن وترتيب برامج منتظمة لنشاطات أسبوعية أو مسائية.
العلاقة طردية، كلما زاد الوقت الذي يقضيه الطرفين مع بعضما البعض، كلما زاد فهمهما لبعضهما البعض.
الزوجان اللذان يريدان للعلاقة النجاح دائماً يجدان الوقت للتحدث والاطمئنان على بعضهما. من المهم التحدث وإن كان بضع دقائق يومياً لمناقشة مواضيع شخصية ومهمة لضمان علاقة مستقرة على المدى الطويل.
2. تعلم القدرة والأسلوب الأمثل لحل النزاعات والمشاكل، وهذا يتم من خلال تفهمك لحاجتك وحاجات الآخرين والرغبة في الاستمرار بالعلاقة.
أن تعرف ماذا تريد وأن تفهم ما يريده الآخرون.
هناك ما يعرف بالاختلافات الإيجابية، حيث يمكنك التعبير عن احتياجاتك ورغباتك والاستعداد لتقديم التنازلات.
ويجب أن يكون الهدف هو حل الإشكالية بالعدل والرضا.
ويمكنك “كسب” الجدال أو المواقف، ولكن قد تتأثر العلاقة الزوجية إذا شعر الشريك بأنه أقل شأنا أو مظلوما.
3.الاحترام والتقدير المتبادل بين الطرفين كل الأوقات، الانتقادات والتعليقات السلبية المستمرة حتى ولو كانت بسيطة تؤدي إلى حدوث ضعف بالعلاقة وتوتر وعدم استقرار مع مرور الوقت.
فقط تخيل نفسك في موقع الطرف الذي ينتقد وكيف يكون شعورك.
4. اعرف نفسك بالشكل الصحيح، لأن ذلك يساعدك على فهم الآخرين، والتعامل مع رغباتهم.
وحتى نتمكن من قبول الشريك يجب أن نقبل الذات أولا، فالتواصل مع الآخر ليس أمرا بسيطا، ويحتاج الإنسان أن يبدأ بفهم نفسه، أولاً حتى يتمكن من فهم الآخرين والتعامل مع الشريك بالشكل السليم.
5. تقوية أواصر المودة والألفة، وذلك بتفهم الجوانب العاطفية للطرف الآخر بإعطائه المساحة للتعبير عما يجول بداخله وعن احتياجاته بدون خوف أو تردد وفي أي وقت.
6. التركيز على الاهتمامات المشتركة بين الطرفين وتدعيمها، وخاصة الأمور التي هي خارج نطاق العائلة مثل الذهاب إلى مطعم، ممارسة رياضة المشي، حضور فيلم، متابعة قضايا سياسية اجتماعية مشتركة، ممارسة رياضة مشتركة أو حتى الذهاب إلى ناد رياضي.
وقد أثبتت الدراسات أن تشارك الزوجين في دائرة من تجارب الإعلام والصحافة، كالأفلام والكتب والبرامج الإذاعية والفضائية يعزز التقارب بين الزوجين.
7. دعم الروابط الروحية المشتركة بين الطرفين، لتعزيز ودعم العلاقة واستقرارها.
مثل الذهاب للصلاة ، جلسات اليوغا، جلسات الاسترخاء.
8. دعم أسس الاتصال والتواصل من خلال تعلم حسن الاستماع والإصغاء والابتسامة عندما يتحدث أحد الطرفين لا تقاطع أو تقلل من قيمة حديثه.
تجنب الكلام الجارح دوما حتى ولو على سبيل الدعابة، “الكلمة الحلوه بمثقال ذهب”.
إضافة إلى المشاركه في دائرة اجتماعية مع مجموعة من الأزواج ذوو الاهتمام المشترك أو حتى الاختلاط بأصدقاء الشريك للحفاظ على الحد الأدنى من التقارب بالحياة الاجتماعية.
9. التسامح، وذلك لأنه لا يوجد إنسان كامل وكلنا معرضون للخطأ.
يجب أن تكون هناك مساحة للأخطاء لدى كل طرف، وأن يفهم الطرفين أن في سرعة الاعتذار قوة ودعم للعلاقة.
10. انظر إلى الإيجابيات عند الطرف الآخر؛ أي بمعنى آخر عود نفسك على أن تنظر إلى الجانب المشرق من العلاقة وإلى الصفات الجميلة التي تحبها.
لواء طبيب متقاعد أمجد الجميعان
مستشار أول طب نفسي
زميل الكلية الملكية للأطباء النفسيين/ المملكة المتحدة
دكتوراه تخصصية في طب نفسية أطفال وأحداث

JoomShaper