عائشة شعبان
"الأم الحاضنة" اصطلاح ارحج ان لا يعرفه الكثيرون،وقد لايخطر على بال الكثير منا وحتى قد لا يعرف ماهو لأنه والحمدلله ليس له حيز في عالمنا وانا لن اتطرق للموضوع من الناحية الدينية (فهذا له فقهاؤه وعلماؤه).
ولكني ما دمت أعيش في مجتمع انساني يهمني من كافة النواحي-الأنسانية والمجتمعية والأسرية ومن ناحية المرأة ايضا-.
ولتلخيص الموضوع فهناك ام حقيقة وأخرى حاضنة (وعدد هؤلاء في روسيا يزداد حاليا لنظر لحاله الفقر عند البعض ولعلها في دول أخرى تزداد ايضا).
والفكرة هي : انه قد تكون هناك امرأة عندها إباضة ولكن رحمها لا يصلح للحمل فتأخذ منها بويضة لتلقح خارج الرحم ثم تأخذ فتوضع في رحم امرأة اخرى يكون رحمها صالحا مقابل مبلغ معين من المال يتفق عليه بين المرأه الحاضنة وبين صاحبة البويضة وعندما تتم الولادة يرجع الطفل إلى الأم صاحبة البويضة وتستغني الأم الحاضنة حسب الأتفاق.
إذا اردنا ان نحلل الموضوع ونذكر تلك المجتمعات الغربية التي تختال بما اعطته للمرأة من حقوق وحرية في كل شيئ سواء في تصرفاتها او مالها او رأيها .
- من المعروف والفطري ان مجرد الحمل يولد عند المرأة يولد شعورا خاصا لا تعرفه إلا الحامل نفسها فهذا الجنين الذي شهدته احشاءها قبل كل حواسها الخارجية رأته في داخلها فكل حركة - رغم متاعبها - يشكل لها سعادة غامرة ونشوة امومية خاصة ((حملته امه وهنا ووضعته وهنا)).
- هذا الجنين الذي نما وكبر من خلال غذائه الذي أخذه منها فهو قطعه منها اتصل بها وعاش تسعة أشهر يأخذ منها كل أسباب حياته (طعامه وشرابه ....)وهذا يعطيه ويعطيها سعادة وحنانا واتصالا بها فهو سيكمله بعد ولادته مباشرة بأن يرضع من ثدييها اذا لو لم تحمل به وتلده فلن يكون هناك لبنا ترضعه وهنا سيحرم هذا المولود من أهم غذاء له وهو الرضاعة الطبيعية-فكم سيولد هذا مشكله عندها وعنده ايضا-.
- ونعود الأن الى الأم الحاضنة حسب ما لقبوها- وانا لايمكن ان اقول حاضنة – بل اقول امرأة حاملة حملا لغيرها أو امرأة حاضنة لأن صفة الأم انتفت عنها فأي أم في عالم الأمومة- الأنسان والحيوان وحتى أكثر الحيوان وحشية- لا تتخلى عن ولدها حتى لو اعطيناها مال الدنيا كله فهي على أستعداد ان تضحي بحياتها مقابل ان لايصيب أبنها اي مكروه فكيف تقبل على نفسها ان تكون حاملا لبويضة غيرها وحيوان منوي لغريب عنها لا تربطه بها اي رابطة ثم بعد الولادة تتخلى عنه بهذه السهولة فإي إهانة وإستخفاف بالمشاعر وهل هذا ما يدعى بالإنسانية والحرية ؟؟؟اترك الإجابة لكم .
- ايضا اللأم التي اعطت بويضتها والرجل الذي قبل على نفسه ان يفعل ما فعل مقابل ان يأتيهما (طفل جاهزا)
كما نشتري اللباس والحذاء وغيرها من الأمتعة الجاهزة بالمال دون تعب وتحمل لمتعة الحمل والولادة مع العلم بوجود الألم والتعب.
- اتسأل الآن ماهي نظرة الأم الحاضنة لهذا الجنين الذي تحمله وهو ليس لها كيف شعورها وهي تتعب وتتحمل ما تتحمله- اتصور الآن احدنا وهو يحمل حملا ثقيلا متعبا بالأجرة مقابل مبلغ من المل لمدة تسعة اشهر ليل نهار ويتحمل ما يتحمله كيف سيكون شعوره وهو يرمي به هكذا ؟؟ هذا ما لا أستطيع تصوره
- هذه الأم التي تنتظر من غيرها ان تحمل عنها ولدها وتتحمل ألم الحمل والمخاض وفي النهاية يأتيها طفل غريب عنها وعن جسمها وأحاسيسها .
- هذا الأب –الذي يدعى هكذا- كيف سيكون شعوره وهو ينظر إلى المرأة التي اعطاها - حيوانا منويا –
لتحمل هذا الجنين وهي غريبة عنه لايعرف عنها إي شئ ثم يدعي ان هذا الولد له .
- الطفل الذي سينشأ كيف سيتوزع لهذه المرأة أم لتلك ولمن سيكون انتماؤه وكيف .... وكيف؟؟؟
- أين الأسرة نود تكوينها وصيانتها لتكون نواة مجتمع يعيش فيها أفرادها حياة ملؤها السعادة والهدوء ومن خلالها سيتكون المجتمع المستقر البعيد عن الكراهية والعنف والعقد النفسية .
- والآن علي أن أتساءل عن مصير البشرية ومستقبل الأجيال مالذي تعانيه من تناقضات نفسية واضطرابات وتحمل ما تحمل من تعاسة وشقاء وهذا أنعكس على سعادة البشرية لقد ضاعت القيم والمبادئ من سيعيد هذه البشرية إلى ما خلقت من أجله حيث أخذ عليها عهدا بأن توحد الخالق وتعمر الأرض وفق شريعته ((وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألأست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولو يوم القيامة أنا كنا عن هذا غافلين ))الأعراف ،172 .
- وأقول الآن للبشرية من عودة إلى المنهج الألهي شاءت أم أبت لإعادة الأمور إلى طريقها الصحيح ((وان هذا صراطي مستقيما فأتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله)).
الأم الحاضنة و الأم الحقيقية
- التفاصيل