ديانا أيوب - دبي
تعتقد أمهات أن تكوين العائلة في فترة زمنية وجيزة، وإنجاب الطفل الثاني، وربما الثالث بفارق عمري بسيط يسهل عليها تربيتهم، وكذلك يجنبها الغيرة بين الإخوة، فيما ترى أخريات أن قرار إنجاب الطفل الثاني من القرارات التي تحتاج إلى وقت كبير للتفكير. بينما ينصح مختصون بضرورة التحضير الجسدي للأم للتمكن من الإنجاب من جديد، فيما التحضير المعنوي والنفسي مهم جداً للطفل الأول كي يتقبل الأخ الجديد في المنزل.

 

دور الأب

نبهت الاختصاصية النفسية ليلى يزيدي، إلى أن دور الأب مهم جداً في تربية الطفل ومساعدة الأم، لأنه كلما كان الوالدان منبعا للحنان كانت العلاقات حميمة في المنزل، مشيرة إلى ضرورة تواصل الأب مع أطفاله بصفة دائمة، و«من الممكن ان يكون ذلك التواصل في البداية قليلاً، ولكنه يزداد عندما يبدأ الطفل يلعب وينمـو»، مشـددة على وجوب الاهتمام بكيفية التعامل مع الأطفال «لأنه ليس مهما كم ساعة نقضي معهم في اليوم، بقدر أهمية كيفية قضاء هذه الساعات».

وقالت الاستشارية في الأمراض النسائية والحمل والعقم، الدكتورة آلاء سليم، إن «قرار تحديد موعد إنجاب الطفل الثاني يتوقف على طريقة الولادة الأولى، لأنه ومع الولادة القيصرية يجب أن تنتظر السيدة عامين على الأقل لتحمل من جديد، بينما مع الولادة الطبيعة عليها ان تنتظر عاماً قبل الحمل، لتستعيد كل ما افتقده جسدها من معادن»، مضيفة لـ«الإمارت اليوم» «تفتقد المرأة أثناء الحمل الكالسيوم والحديد، وجسمها يحتاج إلى عام كي يبني هذه المواد من جديد».

رضاعة

وغالباً تحتاج الأم إلى أن تمنح طفلها الحنان الكافي، وبالتالي تعتبر الرضاعة واحدة من الأمور الأساسية التي تمكنها من ذلك، ولذا نصحت سليم، بوجوب إرضاع الابن الأول لعام واحد على الأقل، كي تشعر المرأة بالرضا عن نفسها، وكي يشعر الطفل بالحنان، لأنها ستضطر للتوقف عن الإرضاع بمجرد ما تتأكد أنها حامل، لافتة إلى بعض الفحوص التي يجب أن تقوم بها المرأة قبل الحمل، ومنها التأكد من نسبة الهيموغلوبين في الدم، للتأكد من أنها لا تعاني نقصاً في الدم.

وتابعت الاستشارية في الأمراض النسائية ان «الحمل الجديد قبل أن تتخلص المرأة من الوزن الذي اكتسبته مع الحمل الأول سيدخلها في دائرة مفرغة مع الوزن الزائد وتصبح لديها مشكلة سمنة حقيقية، أما الجنين فلا يمكن أن يتأثر بكل ما سبق ذكره»، ولكن حسب سليم، من شأنه أن يتعرض للمخاطر فقط في حال كانت الولادة الأولى قيصرية، ولم تنتظر الأم عامين قبل الحمل، فهذا سيعرض الجرح لخطورة الفتح بسرعة أثناء الولادة الجديدة، وبالتالي سيتعرض الجنين لمخاطر ومضاعفات في أثناء ولادته. وذكرت ان كل ما يتعلق بحجم عضلات الحوض والرحم يعود إلى طبيعته خلال ما يقارب الثلاثة أشهر، مشددة على أن العضلات تتأثر وتتعرض للرخاوة من كمية الولادات وأوزان الأطفال الكبيرة، وليس بسبب تقارب الوقت بين الولادة والأخرى.

مساعدة

أما الاختصاصية النفسية ليلى يزيدي، فأكدت أن هناك الكثير من العوامل التي تتداخل مع بعضها بعضاً قبل قرار إنجاب الطفل الثاني، مشيرة إلى وجود عوامل خارجية تؤثر في الشعور بالأمومة وأبرزها العوامل الجسدية التي تعاني منها الأم وقلة النوم، وبالتالي غالباً ما تحتاج لمساعدة من الخارج كي تتمكن من التأقلم.

ونوهت يزيدي بأن شعور الأمومة رائع، ولكن يجب أن تتوافر له مقومات المساعدة من قبل الزوج أو العائلة، أو إن كان هناك مقيمون في المنزل، كي تتمكن المرأة من التمتع بشعور الأمومة مع طفلها الأول، وبذلك تطمئن أن هناك من يساعد أيضاً في تربية الطفل الجديد، مشددة على أن المساعدة يجب أن تتوافر مهما قربت أو بعدت الفترة الزمنية بين إنجاب الطفلين، لأن تربية الطفل تُشكل ضغطاً جسدياً كبيراً على المرأة.

واعتبرت يزيدي ان قرار إنجاب الطفل الثاني لا يرتبط بعمر الطفل أو بفترة استراحة معينة، بقدر ما يرتبط بالتحضير المعنوي للطفل الموجود في المنزل، لأن غيرة الطفل من وجود طفل جديد في المنزل تنتج عن طريقة تحضيره لتقبل هذا المولود، وكذلك ترتبط بشعوره بأن أمه ستتركه بسبب هذا الطفل، ولهذا يجب ان نمنحه الاطمئنان.

الإمارات اليوم

JoomShaper