بغداد ـ سعاد البياتي
كان الطلاق الخيار الوحيد امام ( سمر) بعد ان توصلت الى قناعة بعدم امكانية الاستمرار في حياتها الزوجية مع زوج لم يقدر تضحياتها الطويلة معه وخاصة في ظروف التهجير القسري مع اطفالها (سارة ) و(عمر)،متخذة بيوت الحواسم سكنا لها،
فعاشت اياما قاسية بعد ان غادرها الزوج الى دولة مجاورة هربا من الحرب الطائفية والقتل على الهوية، فقاست خلال هذه الفترة عذابات مشتركة مع عوائل اخرى مهجرة،الا ان كل شيء تغير بعد عودة الامان النسبي وعودة الزوج الى احضان وطنه وعائلته، غير انه بدأ يتكاسل عن العمل وعن اداء واجباته تجاه عائلته، واصبح ميالا لاستخدام العنف الجسدي واللفظي مع زوجته فكان الطلاق بالنسبة لسمر هو اكثر الحلول مرارة للخلاص من هذا الواقع الجديد مع زوج عنيف وكسول.ساعات مع الاطفال (هيفاء) مطلقة منذ سنتين اكتشفت الواقع الاليم الذي تعيشه المطلقة في مجتمع لكنها بعد الطلاق .. لم تندب حظها ا وتستسلم لليأس، بل تسلحت بقوة معنوية في مواجهة واقع مابعد الطلاق بروح شجاعة ومعنويات عالية تقول(سمر) .. بعد طلاقي بأشهرتمكنت من الحصول على عمل في احدى نقاط تفتيش النساء، وكنت اتقاضى اجرا جيدا خلق لي استقرارا ما على الاقل من الناحية المادية. لكن الاهم ان العمل اخرجني من الاثار النفسية والاجتماعية المترتبة على عقدة الطلاق التي شلت تفكيري بالمستقبل بالبداية ولكنها بدأت تتبدد شيئا فشيئا مع مواصلتي مشوار العمل والحياة الجديدة. قساوة الزوج ارحم طوابير من النساء يقفن بانتظار دورهن امام غرفة القضاء وكذلك في غرفة البحث الاجتماعي ينتظرن قرارات النطق بحكم الطلاق .. لكن العديد منهن يجبرن على هذا الموقف بسبب مبادرة الازواج الى دعوى التفريق، رغم المشاكل الحادة بين الزوجين فالكثير من النساء المتزوجات يجدن في قساوة الازواج والخلافات الكثيرة افضل من تلك النظرة القاصرة الى المطلقة في مجتمعنا. لكن الحياة لاتتوقف عند هذا الحد فالكثير منهن يطرقن ابواب العمل والتعليم ،او حظين بزواج ثان ابعد عنهن شبح التفكير بمرارة النظرة القاسية القاصرة فواصلن مسيرة الحياة بمنتهى الشجاعة والحب ويتخطين التجربة بتفاؤل لان الحياة لاتتوقف عند تجربة فاشلة!! العودة الى الدراسة في بيت الاهل وجدت ( نيران) نفسها بعد الطلاق مسلوبة من ابسط حرياتها، فالطلاق على حد قولها جعلها غير قادرة على ممارسة حياة طبيعية، بالرغم من انها لم تنجب اطفالا من زواجها الذي دام ثلاث سنوات فظلت تعاني من الكآبة حينما مكثت في البيت لاتغادره الا في الحالات الاضطرارية خشية من كلام الناس كونها مطلقة، ما حول حياتها الى جحيم مستمر محاطة بالشكوك والاسئلة .. لكنها تخلصت من حالة الصراع والكآبةالتي غطت حياتها واصرت على بداية جديدة تحولها الى كائن اخر يعيد لها الثقة والامان الذي فقدته في بيت زوجها واهلها حصلت تلك البداية عندما اقنعت اهلها بالعودة الى مقاعد الدراسة الخطوة التي ستمكنها من الوقوف بقوة وتحدي المصاعب بعد ان اهملت بعد الزواج مشوارها التعليمي ورغبتها في التخصص بالصحافة. عادت ( نيران) طالبة متميزة تدرس الاعلام وتظهر على ملامحها وفي نبرات كلامها عبارة الفخر والثقة بنفسها وهي تقص تجربتها الناجحة بعد الطلاق حينما التقيتها مصادفة في احد رواق كلية الاعلام . ساعات مع الاطفال (هيفاء) مطلقة منذ سنتين اكتشفت الواقع الاليم الذي تعيشه المطلقة في مجتمع لاينظر الى المسببات بل يركز على النتائج فقط فحينما انفصلت عن زوجها مكثت في بيت اهلها لاتغادره ابدا ولاترغب حتى في لقاء الصديقات والاقارب في المناسبات الاجتماعية والعائلية، خوفا مما قد تتعرض له من مضايقات وكلام يجرح مشاعرها .. لكنها استطاعت متحدية ذلك بان تحمل شهادتها البسيطة وثقتها العالية بقدرتها لتجد مكانا جميلاً في احدى رياض الاطفال. لتعيش لحظات من السعادة التي لاتعوض مع الاطفال الرائعين وبهذا تخلصت من كل اثار التفكير بالماضي . علامات الفرح تتحدث (سارة) عن تجربتها بعد الطلاق عندما رأت ان مجالات السعادة الحياتية ليست محصورة في الزواج فقط ، بل يمكن ان تكون في العمل والدراسة.. فبعد ان انهت عدتها الشرعية مباشرة رجعت الى مقاعد الدراسة متحدية كل متاعبها النفسية في المرحلة الاولى من الطلاق لتكتشف ان الدراسة تحد كبير لضمان مستقبلها الذي يحقق احلامها ويبدد حالة الخوف في داخلها من المجهول الذي ينتظرها بعد الطلاق. الا انها استثمرت التشجيع والدعم المعنوي من اهلها بضرورة اكمال مشوارها الدراسي الذي تركته حينما تزوجت وانجبت ابنتها التي تبلغ الرابعة من عمرها، وانطلقت (سارة) بعد طلاقها مبتهجة تحمل محاضراتها برفقة اثنتين من صديقاتها في الجامعة.. حين قابلتها هناك وجدت في عينيها علامات الامل والفرح الذي حط في عالمها من جديد معبرة عن سعادتها وهي تجتاز الامتحان النهائي بنجاح. الطلاق بداية اخرى رغم ان التجربة ما بعد الطلاق لاتخلو من جراحات نفسية وعذابات يومية ، الا ان نسبة النجاح في هذه التجربة تتفاوت بين امرأة واخرى حسب العوامل والظروف المحيطة بها والتي تسهم في مدى نجاحها او فشلها كأمرأة مطلقة ومن هذه العوامل التعليم والعمر والالتزام الاجتماعي ثم العامل الاكثر اهمية هو شخصية المرأة المطلقة . . ولكي تعود المطلقة قوية مرة اخرى لابد ان تتميز بالقدرة على تخطي التجربة واقتحام مجالات النجاح كأن تواصل دراستها وتتفوق فيها او ان تحظى بتجربة زواج جديدة تتجاوز فيها اخفاقات التجربة الاولى، وان كان لها اطفال تحرص على تربيتهم تربية صحيحة . عناد الزوجين تشير الاخصائية في قضايا الاسرة (بلقيس العبودي) ـان الفئة العمرية من 20 ـ 30 عاما سجلت اعلى نسبة طلاق عام 2009.. خلال الفترة المبكرة من الزواج مشيرة الى ان الطلاق في هذه الفترة يعد مشكلة يتحمل وزرها الطرفان اللذان يصران على الطلاق، في حين انهما قد يكونان غير فاشلين بالاساس في ادارة الحياة الزوجية ولكن مع ذلك تجد في معظم قضايا الطلاق انها تنتج عن ثغرات بسيطة من الممكن تجاوزها بقليل من التنازلات، الا ان العناد والتعنت من قبل الطرفين يغلب على الكثير من القضايا الزوجية التي تنتهي بالطلاق . وعن مدى التواصل مع الحياة توضح العبودي بأن الطلاق ليس نهاية المطاف اذ انه في احيان ليست قليلة يمثل بدايتها لان النظرة التقليدية للمطلقة في مجتمعنا تراجعت لاسيما ان المرأة اصبحت تمتلك خياراتها، والدليل وجود كثير من السيدات المطلقات الناجحات في حياتهن بعد التجربة التي من المؤكد انهن استطعن اجتيازها بشيء من الارادة والتـصمـيم على حيـاة افضـل.. لافتـة الى وجود مطلقات بدأن حياتهن الفعلية بعد الطلاق فالمطلقة حسب رايها تعتمد على شخصيتها اولا وامكانياتها ثانيا والدعم الاجتماعي ثالثا مع توفر الثقة والاستعداد للاقبال على الحياة من جديد. لاينظر الى المسببات بل يركز على النتائج فقط فحينما انفصلت عن زوجها مكثت في بيت اهلها لاتغادره ابدا ولاترغب حتى في لقاء الصديقات والاقارب في المناسبات الاجتماعية والعائلية، خوفا مما قد تتعرض له من مضايقات وكلام يجرح مشاعرها .. لكنها استطاعت متحدية ذلك بان تحمل شهادتها البسيطة وثقتها العالية بقدرتها لتجد مكانا جميلاً في احدى رياض الاطفال. لتعيش لحظات من السعادة التي لاتعوض مع الاطفال الرائعين وبهذا تخلصت من كل اثار التفكير بالماضي . علامات الفرح تتحدث (سارة) عن تجربتها بعد الطلاق عندما رأت ان مجالات السعادة الحياتية ليست محصورة في الزواج فقط ، بل يمكن ان تكون في العمل والدراسة.. فبعد ان انهت عدتها الشرعية مباشرة رجعت الى مقاعد الدراسة متحدية كل متاعبها النفسية في المرحلة الاولى من الطلاق لتكتشف ان الدراسة تحد كبير لضمان مستقبلها الذي يحقق احلامها ويبدد حالة الخوف في داخلها من المجهول الذي ينتظرها بعد الطلاق. الا انها استثمرت التشجيع والدعم المعنوي من اهلها بضرورة اكمال مشوارها الدراسي الذي تركته حينما تزوجت وانجبت ابنتها التي تبلغ الرابعة من عمرها، وانطلقت (سارة) بعد طلاقها مبتهجة تحمل محاضراتها برفقة اثنتين من صديقاتها في الجامعة.. حين قابلتها هناك وجدت في عينيها علامات الامل والفرح الذي حط في عالمها من جديد معبرة عن سعادتها وهي تجتاز الامتحان النهائي بنجاح. الطلاق بداية اخرى رغم ان التجربة ما بعد الطلاق لاتخلو من جراحات نفسية وعذابات يومية ، الا ان نسبة النجاح في هذه التجربة تتفاوت بين امرأة واخرى حسب العوامل والظروف المحيطة بها والتي تسهم في مدى نجاحها او فشلها كأمرأة مطلقة ومن هذه العوامل التعليم والعمر والالتزام الاجتماعي ثم العامل الاكثر اهمية هو شخصية المرأة المطلقة . . ولكي تعود المطلقة قوية مرة اخرى لابد ان تتميز بالقدرة على تخطي التجربة واقتحام مجالات النجاح كأن تواصل دراستها وتتفوق فيها او ان تحظى بتجربة زواج جديدة تتجاوز فيها اخفاقات التجربة الاولى، وان كان لها اطفال تحرص على تربيتهم تربية صحيحة . عناد الزوجين تشير الاخصائية في قضايا الاسرة (بلقيس العبودي) ـان الفئة العمرية من 20 ـ 30 عاما سجلت اعلى نسبة طلاق عام 2009.. خلال الفترة المبكرة من الزواج مشيرة الى ان الطلاق في هذه الفترة يعد مشكلة يتحمل وزرها الطرفان اللذان يصران على الطلاق، في حين انهما قد يكونان غير فاشلين بالاساس في ادارة الحياة الزوجية ولكن مع ذلك تجد في معظم قضايا الطلاق انها تنتج عن ثغرات بسيطة من الممكن تجاوزها بقليل من التنازلات، الا ان العناد والتعنت من قبل الطرفين يغلب على الكثير من القضايا الزوجية التي تنتهي بالطلاق . وعن مدى التواصل مع الحياة توضح العبودي بأن الطلاق ليس نهاية المطاف اذ انه في احيان ليست قليلة يمثل بدايتها لان النظرة التقليدية للمطلقة في مجتمعنا تراجعت لاسيما ان المرأة اصبحت تمتلك خياراتها، والدليل وجود كثير من السيدات المطلقات الناجحات في حياتهن بعد التجربة التي من المؤكد انهن استطعن اجتيازها بشيء من الارادة والتـصمـيم على حيـاة افضـل.. لافتـة الى وجود مطلقات بدأن حياتهن الفعلية بعد الطلاق فالمطلقة حسب رايها تعتمد على شخصيتها اولا وامكانياتها ثانيا والدعم الاجتماعي ثالثا مع توفر الثقة والاستعداد للاقبال على الحياة من جديد.

 

جريدة الصباح

JoomShaper