واشنطن- خدمة قدس برس - حذر خبير أمريكي في مجال العلاقات الأسرية من أن استخدام الهاتف الخليوي أثناء قيادة المركبة لمحادثة الأقارب، قد يكون له انعكاسات سلبية على العلاقات معهم، بسبب ما قد تتضمنه تلك المحادثات من إشارات سلبية تنتج عن تشتت المتكلم وقلة انتباهه.
ومن وجهة الدكتور "بول روزينبلات"، الباحث والخبير في علم الاجتماع الأسري من جامعة مينيسوتا الأمريكية؛ قد تتسبب المحادثات، عبر الهاتف الخليوي، أثناء القيادة بتعريض السائق ومن معه في المركبة للمخاطر، وذلك نتيجة للبطء في الاستجابة، وزيادة طول المدة الزمنية اللازمة لظهور ردود الفعل من قبل السائق وقلة انتباهه، وهي عوامل قد تفضي كذلك إلى تعريض العلاقات الأسرية إلى "مخاطر" من  نوع آخر، بحسب تقديره.
وطبقاً لما أوضح البروفيسور "روزينبلات"؛ يلجأ العديد من الأشخاص إلى استخدام الهاتف الخليوي للاتصال بالأقارب  أثناء قيادة المركبة، غير أن ذلك يفضي إلى محادثات قد تحمل إشارات سلبية إلى أحد الطرفين، بسبب التأخر في إظهار الاستجابات وردود الفعل المناسبة، وذلك بالنسبة للسائق المتحدث الذي يحاول الانتباه إلى الطريق. كما قد تنتهي تلك المحادثات إلى سوء فهم بين المتحدثَين.

وفي مقالة نشرتها دورية "مراجعات علم الأسرة" يسوق الاختصاصي أمثلة على مواقف قد تُفضي إلى مشكلات محتملة في العلاقات بيت الأقارب، بسبب المحادثات "الخليوية" خلال قيادة المركبة، ومنها نقل أخبار جيدة عبر حديث هاتفي بين طرفين احدهما يقوم بقيادة مركبة، أو الإبلاغ عن أخبار سيئة، أو الاعتذار عن إساءة ما، أو الجدال خلال تلك المحادثات، الأمر الذي قد يُفضي إلى سوء فهم بين المتحدثين، وقد ينتهي بإصابة أحدهما بالإحباط.

كما أشار الباحث إلى أن عدم انتباه السائق إلى تفاصيل هامة خلال المحادثات الخليوية مع أحد الأقارب، قد تتسبب بحدوث سوء فهم بين الطرفين، خصوصاً وأن التواصل (المحادثة) تحدث في ظروف لا تتيح رصد الإشارات البصرية كالأيماءات أو تعابير الوجه، هذا إلى جانب دور ضعف الاستقبال الذي يحدث أحياناً خلال إجراء المكالمات، والضجيج الناجم عن حركة المركبات على الطرق، في تقليل قدرة المتحدث على التقاط الأمور الهامة التي تطرح خلال المحادثة الهاتفية وتشتيت انتباهه عنها.

JoomShaper